وكيل الأزهر يستقبل وفدا إندونيسيا لبحث سبل التعاون في مجال التعليم    محافظ كفرالشيخ يناقش استعدادات بدء الموجة ال23 لإزالة التعديات على أملاك الدولة    النائب عمرو درويش مؤيدا غلق المحال في ال10 مساء: علينا إنهاء فلسفة المدينة التي لا تنام    وزيرة المالية التونسية: الدولة سددت نصف ديونها الخارجية لسنة 2024    الأمم المتحدة: أمر إخلاء خان يونس هو الأكبر في غزة منذ 7 أكتوبر    اعتقال 300 شخص عقب احتجاجات على فوز الرئيس الموريتاني في الانتخابات    إعصار بيريل يخلف 4 قتلى ويحدث فوضى فى جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبى    مباراة الأزمة.. بيراميدز يهزم سموحة بثلاثية بعد استئناف 48 دقيقة    الزمالك يتوح بدورى تنس الطاولة للسيدات بعد هزيمة الأهلى    محام: نيابة أمن الدولة تخلي سبيل طليقة حسام حسن بكفالة 5 آلاف جنيه    قصور الثقافة تطلق فعاليات الأنشطة الصيفية بكرداسة    أسامة كمال يستعرض أسماء الوزراء الجدد: التغيير سيتخطى ال75%    محمد مختار جمعة بعد رحيله عن وزارة الأوقاف: سنة الحياة التداول    محافظ الإسكندرية يكشف أماكن ومواعيد القوافل الطبية المجانية بالمدن والمراكز خلال يوليو الجاري    برلماني يفجر مفاجأة عن شركات التسويق العقاري    التشكيل الرسمي لموقعة النمسا ضد تركيا فى كأس أمم أوروبا 2024    مصدر: إعادة تشكيل الهيئات والمجالس الإعلامية خلال أيام    أحمد حلمي يفتتح برنامج "بيت السعد" ل عمرو وأحمد سعد    أحمد موسى يعتذر ل علي المصيلحي: «مفيش وزير تموين أو مالية الشعب بيحبه»    نجم إسبانيا قبل مواجهة ألمانيا: نحن الفريق الأفضل على الإطلاق    ريهام الشبراوي: توصيات الحوار الوطني في قضايا الأسرة للحكومة الجديدة ضرورة لسد الثغرات المجتمعية    نائب رئيس حزب المؤتمر: التغيير الوزاري شمل حقائب مهمة وننتظر أفكار مبتكرة وحلول عملية للمشاكل المستعصية    هل تصل الأعمال الصالحة إلى المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    ارتفاع عدد ضحايا حادث التدافع بالهند إلى 116 قتيلًا    حصول مستشفى قلين التخصصي على شهادة الاعتماد المبدئي لمدة عام    خبير اقتصادي: الملف الاقتصادي سيحظى بأولوية كبيرة لدى الحكومة الجديدة    الشيخ خالد الجندى: سرقة الكهرباء منكر ومن لا يبلغ عنها شريك مع السارق    حاخام فرنسا الأكبر يدعو اليهود لمغادرة باريس: «لا يوجد مستقبل لهم»    لقاء سويدان تخضع لعملية جراحية (صورة)    مع ارتفاع درجات الحرارة.. حضّري شيش طاووق بتتبيلة الزبادي لغداء خفيف    تطورات مفاوضات يوفنتوس مع رابيو    جلسه تصوير جديدة ل أصاله بعيون حسين باشا    38 مخالفة لمواعيد الغلق .. والمدن أكثر التزاما من القرى    مباشر سلة تصفيات الأولمبياد – مصر (31)-(43) الدومينيكان.. الربع الثالث    أحمد داود: نوع وقصة فيلم الهوى سلطان شدتني لهذا السبب    "ادعوا لي بالشفاء"- حمادة هلال يتعرض لوعكة صحية بعد العودة من الحج    «الرعاية الصحية» تعلن عن برنامج للتنمية المستدامة للعاملين في القطاع    يلا كورة يكشف تفاصيل زيارة طارق حامد لنادي الزمالك (صورة)    تنسيق القبول بالمدارس الثانوية الفنية الصناعية فى الجيزة.. تعرف على الشروط والأوراق المطلوبة    لمواليد برج القوس.. توقعات شهر يوليو 2024 «صحيا وعاطفيا وماديا»    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الوفاء بكلية الصيدلة    نائب رئيس الصومال يستعرض تجربة بلاده من الحرب للتنمية بمنتدى أسوان    آلام الولادة تفاجئ طالبة ثانوية عامة داخل لجنة الامتحان بالفيوم    استمرار الارتفاع.. الأرصاد تكشف حالة الطقس وبيان درجات الحرارة المتوقعة    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 5 ملايين جنيه    أمن المنافذ يحبط 6 قضايا هجرة غير شرعية خلال 24 ساعة    وزير الإنتاج الحربي يتابع إقامة أول محطة بمصر لتحويل المخلفات الصلبة إلى طاقة كهربائية -تفاصيل    الكومي: بيريرا مستمر حتى نهاية تعاقده.. وأخطاء التحكيم أثرت على نتائج 8 مباريات فقط    جهاد جريشة: ياسر عبد الرؤوف وسمير محمود عثمان الأنسب لقيادة لجنة الحكام    الحكومة الجديدة، تغيير شامل ودمج وزارات واستحداث أخرى    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 17 تقريرًا إلى الحكومة    قطار سياحي فاخر.. أبرز المعلومات عن «حارس النيل» قبل إطلاقه في مصر    تقرير فلسطينى يرصد انتهاكات الاحتلال بالضفة خلال النصف الأول من 2024    ب الفيديو.. هنا الزاهد تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد "الزواج سم قاتل"    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 2-7-2024 في محافظة البحيرة    وكيل التعليم بالدقهلية يتابع امتحانات الثانوية العامة من غرفة العمليات المركزية    14 وفاة و6 ناجين.. ننشر أسماء ضحايا عقار أسيوط المنهار    مأمورية خاصة لنقل المتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 يونيو..
ثورة عودة روح مصر
نشر في الأهرام المسائي يوم 29 - 06 - 2017

من المؤكد أن ثورة30 يونيو كانت بمثابة نقطة تحول بل ما هو أكثر لا في تاريخ مصر فحسب بل والمنطقة العربية إذ كانت بمثابة عودة الروح لمصر لتنتفض في وجه ذلك الطاغوت
.. لم تكن30 يونيو مجرد ثورة كتلك الثورات التي عرفتها مصر منذ فجر التاريخ فالشعب المصري رغم أنه يتسم بالهدوء والدعة شأنه شأن نهر النيل الذي ينساب رقراقا مانحا الخصب والنماء سرعان ما يغضب ويثور خلال الفيضان الذي يعني بالنسبة للمصريين البعث وإعادة الحياة.. هذا الاعتقاد الذي حكم المصريين الذين عرفوا البعث وإعادة الحياة مرة أخري قبل الديانات السماوية قد أطلق عليه المؤرخون روح مصر وهو الذي يفسر لنا طبيعة ما حدث في30 يونيو تلك الثورة التي أبهرت العالم كله وقيل عنها إنها أكبر احتجاج جماهيري عرفته البشرية حيث خرجت الملايين من كافة الأعمار والأطياف ليطالبوا حاكما بالرحيل..
لقد تمثل ذلك الطاغوت في حكم جماعة الإخوان التي طالما تاقت لا لأن تحكم مصر بل أن تثأر من هويتها وحضارتها والتي كانت بالنسبة لعقليتهم المريضة أنها مجرد أحد الأمصار التي تتبع الخلافة المزعومة التي سيطرت علي عقولهم.. لذلك كان لابد وأن يتخلصوا من مصر الحضارة وأن يمحوا هوية ذلك الوطن الذي يؤمن بالتنوع والاختلاف والحوار بين الأديان والحضارات والتعايش مع مختلف الثقافات.. إن مصر هي الدولة التي جمعت في ظل جناحيها ثلاث حضارات قد شكلت وجدانها في انسجام ووئام دون خلاف أو صراع لا تعدو أن تكون بالنسبة لهم سوي حفنة من التراب العفن..
كانت ثورة30 يونيو بمثابة عودة روح مصر تلك الروح التي تستحضر اللحظات المجيدة والانتصارات التليدة في تاريخ الأمة فتستنفر لديها روح التحدي لمواجهة التحديات وتخطيها.. لقد كانت تلك السنة العجفاء من حكم الطاغوت كافية لاستنهاض تلك الروح لاستعادة مصر وإنقاذ حياة المصريين من ذلك المصير المجهول المعلوم.. ولكن كان لابد وأن يكون هناك من يقود الشعب ويحقق له آماله في الأمان والاستقرار ويؤمنه من خوف ولم يوجد سوي جيش مصر الوطني الذي ينتصر دائما وينصر إرادة الشعب..
لقد ظن الإخوان أن ذلك الجيش يمكن أن يكون مجرد سيف في أيديهم وأداة ردع وتأديب لذلك الشعب الذي هم منه وهو لهم وإذا بذلك السيف قد صار علي رقبة الطاغوت ليقتلعها.. كانت ثورة30 يونيو هي التجسيد الحقيقي لإرادة الشعب باعتباره هو مصدر الشرعية وحده يمنحها لمن يشاء ويحجبها عمن يشاء وهو ماتحقق له بسواعد أبناء جيشه.. وقد طلب الجيش توكيلا من الشعب لخوض معركته ضد ذلك الطاغوت الذي حاول أن يحول بين المصريين وبين تحقيق آمالهم وأحلامهم وكما قال الرئيس السيسي إنه في30 يونيو استعاد المصريون هويتهم وأصبحت إرادة المصريين هي القوة التي تقود وتحدد مستقبل الأمة..
وعلي الرغم من تلك الوقائع المؤسفة والأحداث المؤلمة للإرهاب الأسود من قتل وتفجيرات واستهداف للأقباط من أجل إشعال فتنة طائفية بين أبناء مصر فقد استعاد المصريون حياتهم وأصبحت مصر رأسا وقائدا للأمة العربية تعضد دولها وتأخذ بيد شعوبها لينهضوا ويلملموا جراحهم ويستعيدوا أوطانهم.. لقد كانت ثورة30 يونيو بمثابة إعلان واضح للعالم أجمع عن أن المصريين لا يمكن أن يقهروا وأن لديهم العزم والإرادة لصنع المستقبل المشرق والحياة الأفضل..ولكن وجب علينا أن نطرح ذلك التساؤل علي أنفسنا وهو ماذا لو أن30 يونيو لم يأت وماذا كان حالنا ومصيرنا؟
الإجابة لا تحتاج لجهد كنا سننزلق في مستنقع حرب أهلية تأتي علي الأخضر واليابس كنا سنصبح عراق تمزقه الطائفية وسوريا أخري ينعق فيها البوم ومدوسة من جيوش الأمم كنا سنصبح يمن متطاحن وليبيا يمرح فيها الدواعش سفاكو الدماء وسودان منقسم لشمال وجنوب.. ولكن روح مصر التي تبعث في وقت الأزمات والشدائد قد اسستنفرت إرادة مصر التي تجلت في30 يونيو واستعادت مصر وأعادتها للمصريين.. إن30 يونيو هو طوق النجاة الذي تعلقت به مصر من وهدة هلاك تلك الجماعة المارقة وذلك الطاغوت الذي أراد بها سوءا فقصمه الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.