منافسة من نوع خاص يخوضها المخرج محمد سامي فمن بين خمسة أفلام هي عدد الأعمال السينمائية المتنافسة في موسم عيد الفطر يقدم سامي نفسه كمخرج ومؤلف لفيلمين, وهو ما يعد مغامرة تحدث للمرة الأولي, وفي حواره مع الأهرام المسائي تحدث محمد سامي عن تجربة فيلم جواب اعتقال لمحمد رمضان, وخلافاته مع الرقابة علي المصنفات الفنية التي عطلت خروج الفيلم قبل أن يصلا إلي نقطة اتفاق. كما تحدث عن تجربة فيلم تصبح علي خير بطولة تامر حسني وأنه أراد من خلال هذا العمل تغيير جلد تامر بشكل كلي, إلا أنه خدع الجمهور بالبرومو ليظهر وكأنه الشكل المعتاد الذي يقدمه قبل أن يفاجأ الجمهور في دور العرض بأن تامر قد غير جلده نهائيا, كما تحدث عن تفاصيل أخري في هذه السطور:- يتناول فيلم جواب اعتقال ظاهرة الإرهاب من منظور مختلف, ما الرسالة التي حرصت علي تقديمها في العمل سواء كمؤلف أو مخرج للعمل ؟ كتبت فيلم جواب اعتقال منذ وقت بعيد, وكان محمد رمضان عندي في المكتب وقرأه وأخبرني برغبته في تقديم العمل, والفيلم يتناول الإرهاب ولكن كما ذكرت من منظور مختلف ليس بالطريقة المعتادة في طريقة وشكل الشخصيات التي اعتدنا عليها, بالجلابيب البيضاء القصيرة أو الذقون المتركبة أو الشكل المعتاد في تناول الإرهابي وظاهرة الإرهاب, فلم يعد هذا شكل الإرهاب لأنه تغير الشكل والطريقة مع دخول التكنولوجيا, وأنا هنا في هذا العمل أتناول الإرهابي وجوانب حياته وتفكيره من خلال قصة عشق ما بينه وبين حبيبته والتي تقدمها الفنانة دينا الشربيني, ومن خلال هذه القصة أعرف جميع جوانب الإرهابي وأقول إن من زرع الكره من المستحيل أن يحصد حبا, والعمل مأخوذ من الواقع وليس من خيالي, والرسالة التي أردت توصيلها أن من زرع الكره سيحصد كرها وهذا هو المفهوم الأساسي الذي بنيت عليه الأحداث, حيث يحاول بطل العمل أن يصل للحب ولكن هل سيحصل عليه؟ هذا ما سنجده في الفيلم. العمل يغير من شكل محمد رمضان ويقدمه للجمهور بشكل مختلف, هل تري أن هذا العمل سيكون نقلة فنية له؟ بالطبع أري أن أي ممثل يعمل معي لابد أن يكون مختلفا عما قدمه من قبل حتي وأن أخرجت أشياء منه, فلابد أن أضيف جديد للعمل والشخصية حتي يكون آداه جذاب, فأنا هدفي التسلية وعمري ما أتسلي بشيء قديم أو محفوظ, وإلا سأوقع نفسي وأكون سبب في فشل العمل. هل تري أن الجمهور سيتقبل محمد رمضان بهذا التغير؟ دعينا نتفق علي شيء, أن الجمهور لن يتقبل تغيير الفنان إذا أفقدت البطل عناصر جذبه للجمهور, وفي حالة محمد رمضان هو بطل اكشن ودراما عند الجمهور, طالما وضعته في هذه التيمة باختلاف الدور سينجح, إذا وضعته في ملعب وعمل بعيد تماما عن التيمة التي أحبه بها الجمهور سيخسر وبدون أن أحدد أنواع, وفي هذه اللحظة إذا أبعدته عن ملعبه الذي نجح به عند الجمهور فأنا أضر الممثل, والجمهور من أول الإعلان الدعائي سيشعر أن بطل العمل ليس النجم بتاعه فتحديد نوع العمل هو أول قرار أتخذه بما يتناسب مع البطل وجمهوره, فمن المستحيل أن أقدم عمل أكشن لبطل اعتاد الجمهور علي رؤيته في أدوار رومانسية أو لايت, والعكس صحيح, وإذا لاحظت كل النجوم الكبار عندما خرجوا عن التيمة الأساسية أو نوعية الأعمال التي تميزهم عند الجمهور, أتأذوا لأن الناس والجمهور لم يتقبلهم. واجهتكم مشاكل مع الرقابة علي المصنفات الفنية, حدثنا عنها؟ بالطبع واجهتنا مشاكل كثيرة, والفيلم كله كان مشاكل مع الرقابة ولكن في النهاية ننظر للنتيجة, الرقابة من حقها أن تقبل أو ترفض الأعمال كما أنه من حقي أن أقدم نسخة فيلم كما يحلو لي وبالطريقة التي أراها, وأكتب ما أريد سواء التحريض أو التوجيه لأي شيء, ومن حق الرقابة أيضا أن تقبل أو ترفض, وظللت فترة طويلة مع الرقابة في مناقشات بسبب هذا الفيلم, وفي النهاية قدمت هذا الفيلم وهدفي منه بلدي والرقابة جهة حكومية أيضا هدفها البلد. ما وجه اعتراض الرقابة علي الفيلم؟ الرقابة كانت خائفة من فكرة تقديم محمد رمضان لدور الإرهابي, ومتخوفين من تقليد الجمهور له بعد ذلك, خاصة أن لديه تأثيرا قويا في الشارع, ولم يقولوا هذا صراحة ولكن بشكل مستتر من خلال طلبهم حذف مشاهد من العمل في أكثر من موضع, وأنا اعرف أنهم خائفون من ذلك, وبالتالي دفعهم هذا لحذف مشاهد كثيرة وغيروا أشياء أكثر في السيناريو, لدرجة أنني تشاجرت معهم وتناقشت وعملت كل الألعاب بيني وبين خالد عبد الجليل في هذا الفيلم, وفي النهاية وبعد تعديلات كثيرة وصلنا للتراضي بيننا وكانوا مبسوطين وأنا مبسوط أيضا, وهذه النوعية من الأفلام نجد أن بها الكثير من المهاترات مع الرقابة والموافقات. هل منطقيا أن يقلد الجمهور شخصية إرهابي ؟ دعينا نتفق أن هناك منطقا للأشياء, فمحمد رمضان ماسك أر بي جي بالفيلم, هل هذا يعني أن الجمهور سيمسك أر بي جي, فهناك من يردد أن محمد رمضان هو سبب البلطجة في الشارع, وهذا كلام غريب لأن محمد أخذ ذلك من الشارع وهذا شكل الشارع والبلطجة الموجود من زمان, فمن قبل أن يظهر محمد رمضان نري نماذج في الشارع للبلطجة, وعندما نمر في أي شارع شعبي نري سنج ومطاوي ومية نار وألفاظ غير مقبولة, وعند نقلة في التلفزيون يعترضوا, ودعيني أقول إن التلفزيون ليس دوره إرشاديا أو تعليميا لكن ترفيهي فالإرشاد دور المدارس والمعاهد الأزهرية والبيت والجوامع والكنائس, بينما التليفزيون للتسلية, بدليل أن أفلام الأبيض والأسود التي كانت تعرض علي التليفزيون كانت تقدم الراقصة والخمورجي والحشاش وطول عمره هذا المجتمع, فمثلا مسرحية مدرسة المشاغبين لعادل إمام دورها ترفيهي وليس إرشاديا. هل معني ذلك انك ضد تقديم أعمال إرشادية كما تسميها ؟ للأسف الأعمال الإرشادية تفشل فمثلا الأعمال الدينية والتاريخية تفشل بدليل أن محمد رياض دائما يقدم مسلسلات دينية ولا تنجح, وقطاع الإنتاج بالتليفزيون يقدم أعمالا تاريخية ودينية ولا تلاقي النجاح ولا يضعها أحد ضمن من تنبأ بالنجاح, وعندما نقدم أعمالا تاريخية وتثقيفية لا تنجح, كما أن البرامج التي تحتوي علي سفالة وقلة أدب تنجح وبرامج التوعية لا تنجح ولا يشاهدها أحد, فالجمهور ليس صريحا مع نفسه وهذه حقيقية وليست مبالغة, فكل ما هو إرشادي فاشل وكل ما هو ترفيهي ناجح, فلماذا ندعي الفضيلة. وماذا عن الكيمياء بينك وبين محمد رمضان؟ محمد ممثل كويس جدا وأحب تمثيله ولديه موهبة جيدة, وفي مسلسل الأسطورة أسعدني, وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم جواب اعتقال. بمجرد طرح الإعلان الدعائي لفيلم تصبح علي خير شعر البعض أنه نفس التيمه المكررة التي يظهر بها تامر حسني فما تعليقك ؟ بالعكس الفيلم بعيد عن تامر حسني والتيمة التي اعتاد تقديمها, ولكني في التريلر خدعت الجمهور وتعمدت أن أظهر الجانب الذي اعتاد الجمهور فيه علي تامر حسني, رغم أن من يشاهد الفيلم كله يري أن تامر غير جلده تماما, وهذا ما كنت أتحدث عنه منذ قليل أن ابتعاد النجم عن التيمة الخاصة به يخوف الجمهور, لذا قصدت أن أظهر الإعلان الدعائي بشكل اعتاد الجمهور علي تامر حسني فيه, ولكن مينفعش أخذ الناس من الدار للنار فقدمت لهم شكل توليفة تامر في الإعلان الدعائي ولكن عندما يشاهد الفيلم سيري اختلاف كبير والموضوع مختلف. وفي رأيي أن هذا الفيلم أفضل عمل قدمه ومختلف كل الاختلاف عن النوعية التي اعتاد الجمهور علي تقديمها طوال الوقت وارتقاء بشكل أداء تامر, فهذا الفيلم ليس تافها ولكنه فيلم ساسبينس ودراما رهيب ولايت كوميدي خفيف في بعض المواقف, الفيلم ذكي جدا والسيناريو عبقري, وهذا العمل كان فكره كلوك ورك من10 سنوات وكتبت الفيلم11 مرة وسعيت لتقديمه منذ10 سنوات, وكل سنة كنت اكتب هذا الفيلم واعدل فيه. وماذا عن الخطوط العريضة بالفيلم؟ الفيلم يحكي عن قصة رجل ملياردير مكتئب من حياته وزاهد يقابل بنت والتي تجسد دورها الفنانة مي عمر تعرض عليه برنامج الكتروني يدخله في أحلام تجعله يعيش حياة أشخاص آخرين ونري المفارقة في هذا الفيلم وأحداث متطورة ومشوقة للغاية. هل تري أن تغيير جلد تامر حسني مجازفة وتحد؟ مجازفة طبعا ولكن تامر وانا كنا نريد الدخول في هذه المجازفة, وعلاقتي بتامر من زمان علاقة بناء; حيث نكبر معا وقدمنا أعمالا كثيرة مع بعض فهذا هو العمل الرابع بيني وبينه, وتربطني به صداقة كبيرة ودائما نفكر معا في خطواته المقبلة وما ينتظره منه الجمهور وشعرنا أن هذا هو الوقت ليقدم فيه تامر حسني فيلم ناضج نبرز فيه إمكانات تامر ونضوجه في أدائه. وكيف تري المنافسة مع نزول عدد من الأفلام القوية؟ لا تعنيني المنافسة أنا أقدم فيلمين للجمهور ليشاهدهم ويستمتع بهم, ولست في ماتش بوكس, أريد لكل الأفلام أن تنجح حتي تظل البلد تنتج ونري كل يوم فيلم, ومن الغباء أن يرغب الواحد في أن يفوز بمفرده علي حساب الآخرين, وللأسف لأن المجتمع ضيق فيريد كل واحد أن يتميز بمفرده, وهذا خطأ بدليل أن أمريكا لديها7 آلاف مخرج وكلهم متميزون, وهذا الموسم كلنا أصدقاء وأتمني لهم النجاح وأتمني أيضا أن تكون هناك10 أفلام وكلها تحقق إيرادات كبيرة لتكبر الصناعة.