وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة قوية أمام أول قمة لدول حوض النيل بمدينة عنتيبي الأوغندية أكد فيها صواب السياسة المصرية تجاه دول الحوض القائمة علي تعزيز الاستقرار والتنمية لتلك الدول وحرص القاهرة علي الاستعداد لاستئناف مشاركتها الفاعلة في مبادة دول النيل إذا ما استعادت جميع دول الحوض التزامها بالعمل بمبدأ التوافق في اتخاذ القرارات وفور إنشاء آلية للإخطار المسبق بشأن المشروعات التي تقام علي نهر النيل. وأكد الرئيس أن نهر النيل يعد المصدر الأساسي للمياه في مصر, ونسبة اعتمادها عليه تصل إلي97%, وذلك في ضوء محدودية الموارد المائية الأخري, مطالبا دول الحوض بتعظيم الاستفادة من1600 مليار متر مكعب من المياه تسقط سنويا علي حوض النيل ولا يستغل منها سوي84 مليار متر مكعب فقط. وشدد الرئيس علي أن دول حوض النيل في أمس الحاجة لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل علي توفير حياة لائقة لشعوبها, كما أن مصر تدرك تماما الاحتياجات التنموية لتلك الشعوب, وأنها مثل ما كانت من قبل في طليعة دعم الكفاح الأفريقي المشترك في معركة التحرر من الاستعمار, فإنها تستمر في الوقوف بكل ما لديها من قدرات في معركة التنمية والتحديث ودعم السلام والاستقرار في منطقة حوض النيل وقارتنا الإفريقية. مراعاة الشواغل المصرية فيما يتعلق بمياه النيل أكد الرئيس أهمية مراعاة الشواغل المصرية فيما يتعلق بمياه النيل التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في مصر, مشيرا إلي ضرورة بلورة رؤية مشتركة للأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام مياه النيل وتعظيم الاستفادة منه علي النحو الذي يتيح تحقيق التطلعات التنموية لجميع دول الحوض, ويؤدي في الوقت نفسه إلي ضمان الأمن المائي لها, وتجنب الإضرار بالحقوق والاستخدامات الحالية. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الثنائية التي عقدها الرئيس السيسي مع نظيره الاوغندي فور وصول الرئيس الي القصر الرئاسي في عنتيبي قبيل بدء قمة دول حوض النيل, حيث جري بحث سبل تعزيز التعاون القائم بين دول حوض النيل وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المشتركة. وأشار الرئيس إلي حرص مصر علي إنهاء الانقسام وتجاوز الاختلافات القائمة بما يؤدي لاستعادة مسار التعاون بين جميع دول حوض النيل وتحقيق المصالح المشتركة, وبحيث لا يقتصر التعاون علي مجالات المياه فقط وإنما يمتد ليشمل مختلف المجالات التنموية ومشاريع التكامل الاقتصادي بين دول الحوض. وأعرب الرئيس عن تقديره الجهود التي قام بها الرئيس موسيفيني علي مدي الفترة الماضية لعقد هذه القمة المهمة, مشيدا بالمساعي التي يبذلها الرئيس الأوغندي خلال فترة رئاسته مبادرة حوض النيل لاستعادة التوافق بين دول الحوض, ومؤكدا دعم مصر الكامل جهوده الرامية لذلك. ونوه المتحدث الرئاسي بأن الرئيس عبر خلال اللقاء عن سعادته بزيارة أوغندا للمرة الثانية خلال عدة أشهر, مؤكدا تطلع مصر لتعزيز العلاقات الوثيقة التي تربطها بأوغندا في جميع المجالات. من جانبه, أعرب الرئيس موسيفيني عن تطلعه لأن تسفر المساعي التي يبذلها خلال رئاسته مبادرة حوض النيل عن التوصل إلي توافق حول مختلف الموضوعات المتعلقة بالمبادرة واستعادة شموليتها. وثمن الرئيس الأوغندي حرص الرئيس السيسي علي المشاركة في قمة دول حوض النيل, مؤكدا أهمية هذه القمة في إطلاق حوار جاد علي المستوي الاستراتيجي حول موضوعات مياه النيل بما يسهم في تقريب وجهات النظر بين دول الحوض والارتقاء بالتعاون القائم بينها من أجل تحقيق أقصي استفادة لما تتمتع به من امكانات. كما عبر الرئيس الأوغندي عن اعتزازه بما يجمع بين مصر وأوغندا من روابط تاريخية وممتدة, واهتمامه بالارتقاء بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين. تعزيز الاستقرار والتنمية بمنطقة حوض النيل أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساندة وتأييد شعب مصر كل جهود تعزيز وإرساء الاستقرار والسلام والتنمية في منطقة حوض النيل, والتزام مصر بالعمل سويا لتحقيق ما تستحقه منطقتنا وشعوبنا من سلم ورخاء. وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال المشاركة في قمة دول حوض النيل باوغندا امس إن مشاركة مصر في أول قمة لرؤساء دول حوض النيل والتي تتزامن مع الذكري الخمسين لبدء التعاون بين دول حوض النيل, هو بلا شك حدث تاريخي, ورسالة واضحة إلي شعوبنا وإلي كل من يتابع أعمال هذه القمة, بأن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا, وأن مصلحتنا المشتركة في الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا أعظم وأكثر أهمية بكثير من أي اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا علي مدي عقود طويلة. وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي أن دول حوض النيل في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضي, لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل علي توفير حياة لائقة لشعوبها, وتمكنها من مواجهة آثار ندرة المياه وتغير المناخ, وتطلق العنان لطاقاتها الكامنة. استئناف المشاركة الفعالة في المبادرة اكد الرئيس السيسي استعداد مصر لاستئناف مشاركتها الفعالة في المبادرة, إذا ما استعادت جميع دول الحوض التزامها بالعمل بمبدأ التوافق في اتخاذ القرارات, وفور إنشاء آلية للإخطار المسبق وفقا للمعايير الدولية التي تتيح تبادل المعلومات والتشاور بشفافية بشأن المشروعات التي تقام علي نهر النيل, وذلك اتساقا مع الأمثلة الناجحة خاصة في إفريقيا. وقال الرئيس إن مصر تري أنه من المهم أن نرسي دورية انعقاد قمة دول حوض النيل, بغرض انخراط قيادات دول الحوض في توجيه تعاوننا المشترك في جميع المجالات, والوصول به إلي الآفاق المأمولة كما يسعدني اتصالا بذلك أن أعلن استعداد مصر لاستضافة القمة القادمة لدول حوض النيل العام القادم. وقد اعرب الرئيس عن تطلع مصر لأن تكون قمة رؤساء دول حوض النيل قمة تاريخية ونقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون ولحوار شفاف وجاد وبناء بين الأشقاء, تجاوز العقبات مع دول الحوض وتعزيز الثقة في العيش المشترك أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ان مصر تهدف من مشاركتها في قمة دول حوض النيل العمل علي تعزيز الثقة فيما بين دول حوض النيل ومصر والعمل علي تجاوز ما قد يكتنف ذلك من عقبات من خلال استلهام أمثلة إفريقية رائدة في التعاون بين الدول المشتركة في أحواض أنهار دولية, واخص بالذكر النجاحات التي حققتها مفوضية حوض نهر السنغال التي أشاد المجتمع الدولي بأسلوب إدارة المورد المائي المشترك فيها, والتي قامت علي مبادئ التوافق وتقاسم الدول المشاطئة للمنافع الناتجة عن المشروعات التي تنفذ علي مجري النهر. وقال الرئيس, في كلمته امام القمة: إننا ننطلق من اقتناع بأن نهر النيل, ذلك النهر العظيم الذي يجمع أكثر من عشر دول, ويعيش علي ضفافه أكثر من250 مليونا من مواطني دول الحوض, لهو جدير بأن يقدم نموذجا أكثر نجاحا لقدرة حكومات وشعوب دول الحوض علي العيش المشترك والاستفادة من الطاقات المائية الهائلة فيه لتلبية احتياجات شعوبنا. رؤية مشتركة للتعاون وتنمية الموارد دعا الرئيس السيسي دول حوض النيل إلي تبني رؤية مشتركة تنطلق من إدراك حقيقة وجود موارد مائية مشتركة كافية في الحوض لم تستغل بالشكل الكامل, واقتناع بأن واجبنا تجاه أنفسنا وشعوبنا هو التعاون سويا والاستعانة بالوسائل العلمية الحديثة والسليمة للوصول إلي الأسلوب الأمثل والمستدام لاستخدام هذه الموارد علي النحو الذي يتيح تحقيق تطلعاتنا التنموية, وتجنب الآثار السلبية لموجات الجفاف, بما يؤدي في الوقت نفسه إلي ضمان الأمن المائي لكل دول الحوض, وتجنب الإضرار بالحياة التي قامت وترسخت جذورها عبر قرون علي ضفاف النهر. وقال الرئيس, في كلمته امام القمة, إن نجاحنا في تحقيق هذه الرؤية سيسهم في تعزيز قدرتنا علي تنفيذ وثيقة أجندة2063 التي تجسد آمالنا الإفريقية في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التي يستحقها مواطنونا, فضلا عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في دولنا. وأكد الرئيس أن نهر النيل يعد المصدر الأساسي للمياه في مصر, ونسبة اعتمادها عليه تصل إلي97%, وذلك في ضوء محدودية الموارد المائية الأخري, ومع النمو السكاني الطبيعي في مصر, انحسر بشكل متسارع نصيب الفرد من المياه ليبلغ نحو640 مترا مكعبا سنويا. وأشار الرئيس إلي أن مصر تعاني عجزا مائيا يبلغ نحو21.5 مليار متر مكعب سنويا, وتقوم بسد هذه الفجوة المائية من خلال إعادة استخدام المياه بكفاءة تصل إلي80%, وهي نسبة تعتبر من أعلي المعدلات علي مستوي العالم, ومن هنا, تأتي دوافع الشعب المصري في التعامل الحذر مع أي تأثير سلبي محتمل علي أمن مصر المائي. قواعد عادلة تحكم استخدامات كل دولة من مياه النيل وقال الرئيس السيسي إنه كان أول من رحب بالمشاركة في هذه القمة المهمة منذ أن أعلن الرئيس موسيفيني اعتزامه عقدها, إيمانا منه شخصيا بأهميتها, والتزاما من مصر بتوجيه رسالة مخلصة وصادقة إلي جميع شعوب دول حوض النيل. وأشار الرئيس السيسي في كلمته إلي أن القاهرة أسهمت مع أشقائها بدول الحوض في إنشاء مبادرة حوض النيل عام1999 بهدف تعزيز التعاون بما يضمن تحقيق وحماية المصالح والأهداف المشتركة. وقد حققت تلك المبادرة انجازات كبيرة علي مدي السنوات الماضية, من أهمها تعزيز قدراتنا علي التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأي طرف. وأكد الرئيس أن الموارد المائية الدولية العابرة للحدود تمثل وضعا خاصا ينبغي الاهتمام به, وذلك لارتباطها بقدرة الدول المتشاركة في المورد المائي علي العمل المشترك لتعظيم الاستفادة من هذا المورد, وتجنب الصراع عليه, ووضع قواعد عادلة تحكم استخدامات كل دولة. المصلحة المشتركة تقتضي تكثيف التعاون ودعا الرئيس السيسي قادة دول حوض النيل إلي الاستناد الي قواعد ومبادئ القانون الدولي للأنهار, وتجارب التجمعات والمفوضيات القائمة بين الدول المشاطئة لأنهار دولية في إفريقيا وأوروبا, مشيرا إلي أن هناك سوابق وأمثلة عديدة ناجحة تعكس قدرة الدول التي تتشارك في النهر الدولي علي تعظيم المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار بأي طرف. وقال الرئيس لرؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة لعلكم تتفقون معي علي أن مصلحتنا المشتركة تقتضي بأن نكثف من تعاوننا وتكاملنا في مجالات عديدة, مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار وفي قطاعات مثل التعدين والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي والطاقة وإدارة الموارد المائية والرعاية الصحية والتدريب وبناء الكوادر, وغير ذلك من مجالات التنمية الشاملة ذات الأولوية لشعوبنا ومجتمعاتنا وأعرب الرئيس عن ثقته في أن لدي دولنا من الإمكانات ما يكفل لها المضي قدما نحو بلوغ تلك الشراكة وتحقيق المزيد من التكامل في إطار يتسم بالاستمرارية والفعالية ويتواكب مع متطلبات الحاضر وتحدياته. وقال إن مصر ترتبط مع أشقائها بنهر النيل العظيم الذي يسقط علي حوضه ما يزيد علي1600 مليار متر مكعب من المياه سنويا,