تصدرت القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومكافحة الإرهاب المباحثات المصرية السعودية التي أجراها وزيرا خارجية البلدين سامح شكري وعادل الجبير مساء أمس; حيث اتفق الجانبان علي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين واستئناف التشاور السياسي في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجهها من أجل مواصلة التعاون علي المستوي الثنائي. وشدد وزيرا خارجية البلدين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه ليلة أمس في ختام مباحثاتهما التي جرت بقصر التحرير بالقاهرة علي أهمية العلاقات التاريخية والمتينة التي تربط بين مصر والمملكة العربية السعودية. وقال سامح شكري: إن المباحثات المصرية السعودية شملت جلسات ثنائية وموسعة لمختلف القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية والقضاء علي تحدي الإرهاب.. مشيرا إلي العلاقات التي تربط بين مصر والسعودية وأهميتها في تعضيد وحماية الأمن القومي, كما تم التطرق إلي القضايا الإقليمية. وأكد أهمية التشاور السياسي بين وزيري خارجية البلدين خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي تقتضي منا مزيدا من التنسيق والتعاون والعمل المشترك لمجابهة جميع التحديات التي تواجه البلدين الشقيقين ومن أجل مواصلة العمل علي المستوي الثنائي لتعزيز التعاون من أجل خدمة مصلحة الشعبين. وقال: إن المباحثات تركزت علي القضايا الإقليمية وتحدي الإرهاب والعمل علي تعزيز العلاقات المصرية- السعودية الخاصة وأهميتها لدعم الاستقرار والأمن القومي العربي وحمايته من أي تدخل خارج النطاق العربي. وتابع شكري: إننا نري أن الدول العربية بما لديها من قدرات تمتلك جميع العناصر التي تعزز أمنها وتحافظ عليه ومن خلال هذا العمل تستطيع أن تحمي مصالحها وتحقق طموحات شعوبها. وأشار إلي أنه يرتبط بعلاقات وثيقة وممتدة مع نظيره السعودي, موضحا أننا نتطلع إلي الجولة القادمة من المشاورات السياسية بوتيرة متسارعة بالرياض. من جانبه, أكد وزير خارجية السعودية عادل الجبير, استمرار التشاور بين البلدين الشقيقين; حيث جري خلال المباحثات حديث شامل, وتم استعراض جميع القضايا والعلاقات المتينة والتاريخية بين البلدين بخلاف قضايا المنطقة, لافتا إلي تطلع بلاده لتعزيز وتكثيف العلاقات الإستراتيجية في جميع المجالات, خاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والتطرف. وفيما يتعلق بالاتفاقات المبرمة بين البلدين.. فإنه تم تناول هذا الشق المهم من العلاقات المصرية- السعودية وما تم التوصل إليه من اتفاقيات; حيث تمت مراجعة الأطر التنفيذية لها وتم الحديث عن أفضل الآليات لتنفيذها.. لافتا إلي أن العلاقات الممتدة تتصل أيضا باستكشاف مجالات تعاون مختلفة في قطاعات عديدة أخري. وأوضح أن هناك اهتماما مشتركا بأن تكون هناك الآليات القادرة علي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه, وأيضا بلورة مجالات جديدة وأطر مختلفة لمزيد من التعاون; حيث تم استعراض نتائج اللجنة التي عقدت اتصالا بالربط الكهربائي وإنجاز هذا العمل لكي يسير بشكل جيد لصالح الشعبين. وردا علي سؤال حول إمكان زيادة التعاون والتنسيق ثنائيا وإقليميا لمحاربة الإرهاب, خاصة بعد نتائج القمة الأمريكية الإسلامية التي عقدت بالرياض مؤخرا إثر تفاقم ظاهرة الإرهاب دوليا.. قال الجبير: إننا نأمل ذلك والقمة العربية الإسلامية الأمريكية كانت قمة تاريخية جمعت لأول مرة في التاريخ الولاياتالمتحدة والدول العربية والإسلامية لكن تغير النهج والحوار من حوار إلي شراكة بين هذه الدول لمواجهة التطرف والإرهاب ونتج عن هذه القمة إطلاق المركز العالمي لمواجهة التطرف, كما انتقلت منها مبادرات فيما يتعلق بمحاربة تمويل الإرهاب والتطرف. وأضاف أن كلا من مصر والسعودية تحرصان وتلتزمان بمواجهة التطرف والإرهاب ومواجهة دعمه بكل أشكاله, والولاياتالمتحدة ممثلة بالرئيس دونالد ترامب أكدت التزامها بذلك, وحضور الرئيس ترامب لهذه القمة التاريخية كان مؤشرا قويا جدا علي رغبة للولايات المتحدة في العمل مع الدول العربية والإسلامية في هذا المجال وعلي بناء شراكة من أجل القضاء علي هذه الآفة. وأضاف الجبير, أن التعاون الثنائي بين المملكة السعودية ومصر قائم منذ سنوات وهو قوي جدا وقد أدي إلي إنقاذ أرواح كثيرة في البلدين ونحن نتطلع ونعمل من أجل زيادة وتكثيف هذا التعاون الثنائي, كما نعمل معا لتكثيف الجهود الثنائية والدولية لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر مبادئ التسامح والتعايش.