جلس «خالد » داخل غرفته الضيقة بالحى الشعبى الذي يقيم به بمدينة حلوان بعد عودته من عمله المنهك بإحدى شركات الديكور المتخصصة ثم ارتمى على سريره وأشعل سيجارة محشوة بالحشيش تطاير دخانها الأزرق أمام عينيه واستغرق فى التفكير فى كيف ضاع أغلب ماله في الإنفاق على مزاجه وأنه لن يتمكن من تحقيق أبسط أحلامه.. خ رج ال شاب م ن غرفته وت وج ه ال ى ب اب الشقة فى طريقه إلى أحد مقاهى منطقته التى اعتاد الجلوس فى احد اركانها فى انتظار صديقيه «مصطفى » حارس العقار المجاور لمنزله وتبادلوا الحديث عن أوضاعهما المعيشية وعدم كفاية دخولهم المادية فى الإنفاق على أنفسهم خاصة بعد إدمانهم الم واد المخدرة والتى اصبحوا عاجزين عن توفيرها. عاد خالد بعد انتهاء جلسته على المقهى مع صديقه الى منزله حيث بدأت الافكار الشيطانية تتوارد على مخيلته باحثا عن أقصر الطرق وأيسرها لجلب المال حيث اختمرت فى ذهنه فكرة استغلال طبيعة عمله ومعرفته بدهاليز شركة الديكور ومداخلها ومخارجها فى سرقتها . وج د الشاب صعوبة فى تنفيذ فكرته بمفرده فقام بعد تفكير عميق بعرض فكرته الجهنمية على صديقه «مصطفى » ال ذي يعانى ه و الآخ ر م ن ت ردى ظروفه المعيشية حيث لاقت الفكرة ترحيبه . كان اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقى إخطارا من اللواء هشام لطفى نائب مدير المباحث يفيد ب ورود ب الغ الى المقدم على فيصل رئيس مباحث قسم البساتين من تامر سيد »4 2 سنة « صاحب شركة ديكور ومقيم بحلوان باكتشافه سرقة 9 أجهزة أى باد وهاتفين محمول و 13 جهاز راوتر و جهازين » لاب توب « من داخل الشركة ملكه بدائرة القسم . تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة واحمد الالفى مدير المباحث الجنائية باشره العميد هشام قدرى رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد حاتم البيبانى مفتش المباحث ضم ضباط مباحث قسم البساتين بقيادة المقدم على فيصل رئيس المباحث حيث تم وضع خطة اعتمدت على فحص العاملين الحاليين والسابقين بالشركة لكشف غموض الواقعة والقبض على المتهمين . وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة خالد احمد 26» سنة « عامل سابق بالشركة محل الواقعة ومقيم «كفر العلو » - حلوان السابق اتهامه في قضيتين آخرهما « سلاح بدون ترخيص » ومصطفي عبد الحكيم 3 8 » سنة « حارس عقار ومقيم بذات العنوان. عقب تقنين الإج راءات واست صدار اذن م ن النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة فى الأماكن التي يترددان عليها بمعرفة المقدم على فيصل رئيس المباحث أسفرت إحداها عن ضبطهما. وباقتيادهما الى ديوان القسم ومواجهتهما امام العقيد حاتم البيبانى مفتش المباحث اعترفا بارتكاب الواقعة بأسلوب « كسر الباب » وقرر المتهم الأول بأنه نظرا لمروره بضائقة مالية ولسابقة عمله بالشركة ملك المجني عليه خطط لسرقتها حيث توجه لمقر الشركة وقام بكسر الباب والاستيلاء على المسروقات ولاذا بالفرار وأضاف بتسليم المسروقات للمتهم الثاني لإخفائها وبمواجهة المتهم الثاني أيد ما سبق وقرر بأنه اقتصر دوره على إخفاء المسروقات فقط.. أرشد الأخير عن جميع المسروقات بمكان إخفائها بعقار تحت الإنشاء وباستدعاء المجني عليه تعرف على المضبوطات واتهمهما بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لأمن القاهرة امر باحالتهما للنيابة التى تولت التحقيق.