في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن استيلاء قبيلة أولاد الأحمر علي مباني وزارة الداخلية وشركة الطيران القومية ووكالة سبأ للأنباء في اليمن, نفت الحكومة هذه الأنباء وأكدت أنها شائعات. جاء ذلك في الوقت الذي ندد فيه الرئيس اليمني بنبأ سقوط المباني الحكومية في أيدي القبيلة معتبرا ذلك عملا استفزازيا ويجر البلاد الي حرب أهلية وأن القبيله اختارت توسيع نطاق المواجهات مع الحكومة بوقوفها في وجه الدولة. فقد نفي وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري صحة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية عن سقوط مبني ديوان الوزارة بيد أولاد الأحمر ومن وصفهم بعصاباتهم المسلحة. وقال الوزير في بلاغ صحفي للوزارة أمس- إن تلك الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة وأنها مجرد شائعات تروج لها بعض المواقع الإليكترونية بهدف البلبلة والإثارة والتهويل, مؤكدا أن أي اعتداء علي مبني وزارة الداخلية سيواجه بحزم من قبل رجال الأمن. وشدد علي أن قوات الأمن لن تسمح لأي كان بالعبث بالأمن والاستقرار أو الاعتداء علي المؤسسات والمرافق العامة. كما أكد أن منتسبي المؤسسة الأمنية اليمنية سيظلون أوفياء للوطن والوحدة والشرعية الدستورية, وسيمضون في أداء مهامهم وواجباتهم الدستورية إلي جانب إخوانهم الأبطال من أبناء القوات المسلحة, وسيتصدون بكل قوة وحزم ومن دون هوادة للخارجين عن القانون وكل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار وإثارة الفوضي في البلاد. وكانت الأنباء قد أكدت استيلاء بعض أفراد القبائل اليمنية علي مكاتب حكومية بالعاصمة صنعاء تتضمن وزارة الداخلية ومبني شركة الطيران القومية ووكالة الأنباء الرسمية سبأ وهو ما أجبر صحفيي الوكالة علي مغادرة المبني رغم أنه مازال يعمل بحد أدني. وندد الرئيس صالح بالاستيلاء علي المباني واعتبره عملا استفزازيا يجر البلاد الي حرب أهلية وألقي باللوم علي قبيلة الأحمر. وأضاف في تصريحات لرويترز نحن لا نريد أن نوسع نطاق المواجهات ولكنهم بذلك اتخذوا الخيار الخطأ بوقوفهم في وجه الدولة. وتزايدت حدة الاشتباكات بشكل عنيف ومكثف أمس في منطقة' الحصبة' شمال' صنعاء' بين القوات الحكومية وبين العناصر المسلحة التابعة لأولاد الأحمر والشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد. وقد أدي ذلك إلي إغلاق العديد من الطرق الرئيسية بالعاصمة اليمنية نتيجة الاشتباكات والانتشار الأمني واسع النطاق, كما أدي إلي صعوبة الوصول إلي مطار صنعاء الدولي وسط أنباء مصادر مستقلة تؤكد تحويل حركة الطيران المدني من مطار صنعاء الدولي إلي مطار عدن الدولي جنوب البلاد. غير أن المصادر الرسمية بمطار صنعاء تشير إلي أنه لم يحدث أي تغيير بشأن حركة الملاحة الجوية في مطار صنعاء الدولي. ويؤكد شهود عيان أن الطرق ومنافذ العاصمة صنعاء مع المحافظات المجاورة لها شبه مغلقة, إلا من السيارات التي تحمل الأسر المقيمة بصنعاء والراغبة في التوجه إلي هذه المحافظات. جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بإيقاف الاشتباكات بين القوات الحكومية اليمنية والعناصر المسلحة التابعة للشيخ صادق الأحمر عضو مجلس الشوري شيخ مشايخ قبائل حاشد اليمنية, وقوفها إلي جانب الأخير بعد أن قالت' اتضح لنا أن الرئيس صالح لم يكن جادا في وقف إطلاق النار'. وقالت اللجنة, التي تضم رئيس جهاز الأمن السياسي اليمني اللواء غالب القمش وعددا من شيوخ القبائل في بلاغ صحفي لها أمس,' إنها كلفت من قبل رئيس الجمهورية اليمنية بوساطة لإيقاف إطلاق النار بين الدولة والشيخ صادق بن عبد الله الأحمر وإخوانه, وقد استجاب الأخير لوساطتنا وفعلا تم وقف إطلاق النار الاثنين الماضي وفوجئنا في اليوم الثاني( اول أمس) وأثناء ما كنا موجودين بمنزل الشيخ الأحمر بإطلاق النار من جميع الوحدات من مختلف الأسلحة'. وأضافت اللجنة في البلاغ- الذي نقله المركز الإعلامي للتجمع اليمني للإصلاح( الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك)-' لقد حاولنا التواصل مع الرئيس صالح لإيقاف إطلاق النار ولكن اتضح لنا أن الأخ الرئيس لم يكن جادا في وقف إطلاق النار'. ومن ناحية أخري طالبت تركيا صالح بالتنحي علي الحكم فورا. كما أعربت الحكومة الألمانية أمس عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في اليمن, وطلبت من صالح سرعة التوقيع علي المبادرة الخليجية للتغلب علي الأزمة السياسية المستعرة في بلاده. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أمس عن أسف بلاده لتصاعد وتيرة العنف في اليمن, داعيا الحكومة اليمنية إلي تجنب أعمال العنف وإراقة المزيد من الدماء. كما أعرب يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العماني عن أسفه لما حدث في اليمن خلال اليومين الماضيين, داعيا الأطراف اليمنية إلي أن يستخدموا الحكمة في معالجة اختلافاتهم.