بعد يوم من فشل المبادرة الخليجية لنزع فتيل الأزمة التي تشهدها اليمن ظهرت أمس نذر حرب أهلية. حيث شهدت منطقة الحصبة بالعاصمة اليمنية صنعاء تصعيدا نوعيا مسلحا خطيرا أمس, بعدما قامت عناصر مسلحة تابعة للشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد( أكبر القبائل اليمنية) بإطلاق أعيرة نارية علي مبني وزارة الصناعة والتجارة اليمنية, وكذا مبني وكالة الأنباء اليمنية الرسمية' سبأ'. وجاء التصعيد بعد أن وقعت مناوشات مسلحة خلال اليومين الماضيين من قبل أفراد الشرطة اليمنية المنتشرة في محيط الوزارة والوكالة القريبتين من منزل الأحمر بمنطقة الحصبة, ضد العناصر المسلحة التابعة للأحمر, وذلك علي خلفية شكاوي تقدم بها عدد من المواطنين اليمنيين نتيجة تعرضهم لمضايقات من هذه العناصر. غير أن أبعاد هذه التصعيدات لها خلفية أخري, تتعلق بأمرين, الأول أن الشيخ صادق الأحمر وهو عضو بمجلس الشوري اليمني كان قد أعلن منذ أسابيع تأييده ومساندته لما عرف باسم ثورة الشباب السلمية التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن السلطة. أما الثاني فهو ما إعتبرته السلطات اليمنية, وكذا المؤتمر الشعبي العام( الحزب الحاكم) مساندة من صادق الأحمر لأخيه حميد الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني( المعارضة) في مواقف الأخير الداعية أيضا إلي إسقاط النظام ورحيل صالح ومعاونيه عن السلطة في أقرب وقت. وقد بدأ التصعيد بين السلطة اليمنية والقوي المعارضة منذ عدة أسابيع عندما اتهمت السلطة حميد عبدالله الأحمر الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني( المعارضة) بأنه يقوم بتمويل الفعاليات المناهضة للحكومة وفي مقدمتها ثورة الشباب السلمية, والتي أدت إلي الاضطرابات السياسية والأمنية التي تشهدها العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية منذ نحو أربعة أشهر. غير أن العنصر الأكثر تأثيرا, والذي أدي إلي هذا التصعيد, هو ما أعلنه أول أمس صادق عبدالله الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد, عندما وصف محاصرة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء من قبل عناصر مؤيدة للنظام الحاكم بأنه' عيب أسود', وهذا التعبير في عرف القبائل اليمنية يعني أنها جريمة كبري لا تغتفر. ونفت إذاعة الصين الدولية ما تناقلته وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بشأن تعرض السفارة الصينية باليمن لهجوم من قبل المتظاهرين, وأن الحالة الصحية للسفير الصيني لدي اليمن غير معروفة. وذكرت الإذاعة الصينية- في تقرير لها أمس نقلا عن مصادر دبلوماسية بالسفارة- أن هذه الأخبار عارية من الصحة ومجرد شائعات, موضحة أن قافلة السيارات التابعة للسفارة الصينية لم تتعرض لأي هجوم يذكر, وأن السفير والعاملين لدي السفارة الصينية باليمن بصحة جيدة ولم يتعرضوا إلي أي مخاطر أو أذي. وانتقد الاتحاد الاوروبي لرفضه توقيع المبادرة. وأضاف' ندعو الرئيس اليمني مرة أخري للتوقيع علي هذا الاتفاق دون تأجيل لأنه الوسيلة الوحيدة القابلة للتطبيق لحل الأزمة.' وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل في بيان انهم يتابعون الأحداث في اليمن' بقلق بالغ'. وقال البيان' الاتحاد الاوروبي يندد بتراجع الرئيس صالح أكثر من مرة عن توقيع المبادرة التي اعدها مجلس التعاون الخليجي... الدول الاعضاء في الاتحاد ستراجع سياساتها نحو اليمن.'