لقي عشرات القتلي والمصابين مصرعهم في اعنف قصف لقوات التحالف الدولي الناتو علي مجمع للزعيم الليبي معمر القذافي ووصف شهود عيان كثافة القصف بيوم القيامة, في الوقت نفسه, تعهد الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني بمواصلة الضغوط علي القذافي حتي ينصاع لقرارات الأممالمتحدة, وتنتظر روسيا اليوم في اجتماع روسيا الناتو إجابة حول سؤال نشر قوات برية داخل ليبيا. وعلي صعيد متصل, اعترفت أمريكا وروسيا وتركيا والأردن بالمجلس الوطني. فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن طائرات حلف شمال الاطلنطي الناتو شنت اعنف هجوم علي مجمع العقيد الليبي معمر القذافي منذ بدء حملتها الجوية علي نظامه. واشارت الصحيفة, في تقرير بثته امس علي موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت, إلي أن مقاتلات الناتو استهدفت أمس الاثنين15 هدفا علي الاقل, تركزت جميعها حول محيط مجمع قيادة القذافي. وأوضحت ان هجمات الناتو ادت إلي انفجارات هائلة وتصاعدت ألسنة اللهب الي السماء, مما ادي الي هروب المدنيين الي مناطق بعيدة عن القصف, حيث وصفها احد شهود العيان بأنه يوم القيامة.واعتبرت الصحيفة ان تكثيف الهجمات بهذه الطريقة وتركزها علي منطقة باب العزيزية, قرارا من الناتو بتصعيد وتيرة الحرب الجوية علي العاصمة الليبية طرابلس, وذلك في خطوة من شأنها الخروج من مأزق امتداد الحرب بعد اكثر من ثلاثة اشهر علي بدء العمليات العسكرية. وذكر شهود عيان ان اعمال عنف اندلعت في بلدة بن قردان بجنوب تونس أمس بين سكان البلدة وافراد من مخيم قريب للاجئين الفارين من ليبيا مع توقع سقوط قتلي بين المتظاهرين. وقال شاهد من بن قردان ذكر ان اسمه محمد لرويترالجيش كان يطلق النار في الهواء لتفريق المجموعتين. المئات كانوا يتقاتلون. المواجهة تسببت في اصابات كثيرة وربما وفيات أيضا. واندلع العنف بعدما قال سكان إن اللاجئين أغلبهم صوماليون وسودانيون وإريتريون سدوا طريقا في البلدة ثلاثة أيام. وتعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمواصلة الضغوط علي الزعيم الليبي معمر القذافي حتي ينصاع بشكل كامل لقرارات الاممالمتحدة. وفي رد علي الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي قال اوباما وكاميرون في مقال مشترك في صحيفة التايمز البريطانية أمس انهما لن يقفا موقف المتفرج وهما يريان آمال المحتجين تسحق تحت وابل من القنابل والرصاص وقذائف الهاون. من جانبه, أوضح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان حملة قصف جوي يقوم بها ائتلاف غربي ضد حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي من الممكن ان تحقق اهدافها خلال أشهر معدودة. في الوقت نفسه, قال ديمتري روجوزين مندوب روسيا الدائم لدي حلف الناتو إن الجانب الروسي يأمل, خلال اجتماع مجلس روسيا الناتو المزمع عقده اليوم الحصول علي إجابات عن أسئلته المتعلقة بالتحضير لعملية برية في ليبيا. وأضاف روجوزين أن الحديث يدور عما إذا كان الزعيم الليبي معمر القذافي هدفا لحلف الناتو في ليبيا, مشيرا الي أن روسيا تنتظر تعليقات وايضاحات حول إعلان وزير الدفاع البريطاني بشكل مباشر بدون لف ودوران وبعيدا عن الدبلوماسية, بهذا الشأن. وأوضح روجوزين أن الجانب الروسي يريد أن يدرك مدي صدق الوزير البريطاني ومدي صدق الذين سيدلون بإيضاحات. علي صعيد متصل, اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن عرض مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني جيفري فيلتمان علي المجلس الوطني الثوري الليبي إمكانية فتح مكتب لتمثيله في العاصمة الأمريكيةواشنطن, وإعلانه موافقة المجلس الوطني الثوري الليبي علي ذلك, بمثابة إشارة واضحة علي أن الولاياتالمتحدة تعتبر الثوار الليبيين الممثل الشرعي للشعب الليبي. وأعلن وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أن روسيا تعترف بالمجلس الوطني شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل ليبيا. كما أعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن بلاده تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا هو الممثل والمحاور الشرعي للشعب الليبي الذي يعبر عن تطلعاته المشروعة. وأكد جودة في اتصال هاتفي امس مع الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي والمكلف بالعلاقات الخارجية محمود جبريل أن التواصل والتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو أمر مهما وضروري لضمان الانسياب الآمن والأمثل للمساهمات الإنسانية والطبية التي يقدمها الأردن, فضلا عن أهميته في ضمان حماية أبناء الشعب الليبي والمساعدة في تمكينه من تقرير مستقبله بحرية, وذكرت صحيفتان تركيتان ان انقرة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي وان لم يصدر عن تركيا اعتراف دبلوماسي صريح بالمجلس حتي الآن.