تنطلق الليلة12 يوما من الاحتفالات بالدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي, الأهم والأكبر في العالم سنويا, حيث يشهد مسرح لوميير الكبير بقصر مهرجانات المدينة, في السابعة مساء, حفل افتتاح دورة هذا العام الخاصة جدا, والتي تستمر حتي28 مايو الجاري, بحضور نجوم العالم ورئيس المهرجان بيير ليسكيور, الذي تم التجديد له- في16 يناير الماضي- لثلاث سنوات مقبلة, ومديره العام تييري فريمو. وبعد انتهاء الكلمات والمراسم وتقديم لجان التحكيم, يعرض فيلم الافتتاح أشباح إسماعيل, للمخرج أرنو ديبليشان, وهو من بطولة ماتيو أمالريك, الذي يلعب دور إسماعيل فويلار, المخرج الذي يستعد لبدء تصوير فيلمه الجديد, ثم تظهر حبيبته القديمة لتقلب حياته رأسا علي عقب. وتشارك في البطولة النجمتان ماريون كوتيار وشارلوت جينسبور. ورغم رحيله, يمثل الناقد سمير فريد مصر في هذا الحدث الكبير, وسيكون الغائب الحاضر من خلال مشاركته في الكتاب التذكاري الذي أصدره مهرجان كان بمناسبة الاحتفال بدورته السبعين عن دار نشر ستوك, ويحمل عنوان هذه السنوات, وقام بتحريره تييري فريمو, مدير عام المهرجان, الذي اختار النقاد المشاركين فيه, وكتب له المقدمة بيير ليسكيور, رئيس المهرجان. تقوم فكرة الكتاب علي تخصيص فصل لكل دورة سابقة يتولي كتابته أحد النقاد, ليس فقط بطريقة توثيقية, ولكن أيضا بصورة أدبية تتماشي مع ما ذكره المهرجان في بيان من كونه حلما سنويا يتحقق ويتجدد علي شاطئ الريفييرا الفرنسية. ويذكر أن فريد, الذي تولي الكتابة عن دورة1989, هو الناقد المصري والعربي والأفريقي الوحيد المشارك في الكتاب, علما بأن معظم الكتاب من فرنسا, وهناك نقاد من دول أوروبية أخري ومن أمريكا وروسيا والهند والصين وبعض الدول اللاتينية أيضا. كما أن مصر ممثلة بقوة من خلال مشاركة المخرج محمد دياب في عضوية لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما الرسمية, نفس القسم الذي افتتحه العام الماضي بفيلمه اشتباك. وترأس اللجنة النجمة الأمريكية أوما ثورمان, وتضم- إلي جانب دياب- الممثل الفرنسي ذي الأصل الجزائري رضا الكاتب, والمخرج البلجيكي يواقيم لافوس, وكاريل أوخ, المدير الفني لمهرجان كارلوفي فاري. ومن أهم مظاهر احتفالات السبعينية, برنامج الكلاسيكيات الذي يقيمه المهرجان سنويا, والمخصص هذا العام للاحتفاء ب69 دورة سابقة ناجحة من خلال30 فيلما روائيا طويلا وقصيرا ووثائقيا قامت إدارة المهرجان بترميمها وإعداد نسخ جديدة منها بالاشتراك مع جهات أخري بعد أن رأت إدارته أنها تروي تاريخه وتوضحه لأجيال جديدة لم تعاصره. ومن أهم هذه الأفلام تحفة مايكل أنجلو أنطونيوني بلو أب, الإنتاج المشترك بين إنجلتراوإيطاليا والولايات المتحدة, والذي فاز بالجائزة الكبري للمهرجان عام1966, وقد عملت علي ترميمه عدة جهات من إيطالياوأمريكا من بينها وارنر بروس وبارك سيركس. وهناك التحفة الأخري كل هذا الجاز, للمخرج بوب فوس, الذي فاز بسعفة المهرجان الذهبية عام1979, وساهمت بارك سيركس أيضا في ترميمه بالاشتراك مع فوكس للقرن العشرين, وأعلنت أن الترميم تم انطلاقا من نسخة النيجاتيف الأصلية للفيلم. ويشارك العرب في برنامج الكلاسيكيات, حيث تعرض نسخة مرممة من فيلم إلي أين للمخرج اللبناني جورج نصر, جري ترميمها بمبادرة من شركة أبوت برودكشن للإنتاج ومؤسسة سينما لبنان, وذلك بعد60 عاما من عرض الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان. ولم يكن إلي أين وقتها أول فيلم لبناني يشارك في المسابقة فقط, بل كان أول فيلم لبناني يعرض عالميا, وأول فيلم لبناني من نوعية سينما المؤلف, وهو يدور حول عائلة فقيرة تعيش في إحدي القري اللبنانية, وذات يوم يهجرها الأب ويذهب إلي البرازيل التي كان قسم كبير من اللبنانيين يعتبرها بلاد الثروات. وبعد20 عاما ربت الأم خلالها أولادها بصعوبة كبيرة, يعود الأب إلي القرية في صورة رجل رث الثياب. وبالإضافة للأفلام الروائية, يعرض برنامج الكلاسيكيات الاحتفالي خمسة أفلام وثائقية تروي تاريخ المهرجان بصورة أو بأخري, منها الفيلم البلجيكي الطريق البلجيكي إلي كان, الذي أخرجه أونري دي جيرلاش هذا العام, ويدور حول تاريخ مشاركات بلجيكا في المهرجان علي مدي سبعين عاما. وهناك فيلم عامل السينما, الذي أخرجه توني زييرا هذا العام أيضا, ويحكي قصة الممثل الشاب ليون فيتالي, الذي هجر التمثيل- رغم بدايته الجيدة في فيلم باري ليندون- ليصبح مساعدا للإخراج.