يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بيوم العمال إحياء لذكري نضال العمال من أجل نيل حقوقهم العمالية, والذي ترجع بداياته إلي القرن التاسع عشر الميلادي, ولقد اهتم الإسلام بالعمال ورعاهم وكرمهم وكفل لهم حقوقا تجعلهم يعيشون حياة كريمة عزيزة قبل يومهم هذا بأكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان, بعد أن كان العمل قبل الإسلام معناه الرق والتبعية والذل والهوان, فأمر الإسلام باحترام العامل ومعاملته معاملة إنسانية كريمة, فعن أبي ذر الغفاري- رضي الله عنه- أن رسول قال: إخوانكم خولكم, جعلهم الله تحت أيديكم, فمن كان أخوه تحت يده, فليطعمه مما يأكل, وليلبسه مما يلبس, ولا تكلفوهم ما يغلبهم, فإن كلفتموهم فأعينوهم, رواه البخاري. وأمر الإسلام بإعطائه حقه كاملا غير منقوص, فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال:ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة- منهم- رجل استأجر أجيرا فاستوفي منه ولم يعطه أجره, رواه البخاري. بل حث الإسلام صاحب العمل علي الإسراع في إعطاء العامل راتبه في الوقت المحدد وعدم تأخيره مهما تكن الأسباب; فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه, رواه ابن ماجه. فلا يجوز لصاحب العمل مماطلة العامل في إعطائه حقه أو انتقاص شيء مما تم الاتفاق عليه مع صاحب العمل عند التعاقد علي العمل, فلقد حذر رسول الله من ذلك, فعن أبي أمامة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة, وأوجب له النار, قالوا: فإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله ؟ قال: وإن قضيبا من أراك, قال ذلك ثلاث مرات, رواه مسلم. ولا يجوز كذلك استغلال حاجة العامل للعمل وإعطائه أجرا أقل مما يستحق فالله تعالي يقول: ولا تبخسوا الناس أشياءهم, هود:85, فيجب أن يكون الأجر عادلا يمكنه من أن يحيا به حياة كريمة مع عدم تكليفه بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها أو التي تضر بصحته, وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم موصيا أصحاب الأعمال: لا تكلفوهم( أي العمال) ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم. ومن الحقوق التي حفظها الإسلام للعامل حقه في حياة كريمة عند عجزه عن العمل أو عند كبره, فلقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي يهودي يتكفف الناس, فزجره واستفسر عما حمله علي السؤال, فلما تحقق من عجزه رجع علي نفسه باللائمة, وقال له: ما أنصفناك يا هذا, أخذنا منك الجزية قويا وأهملناك ضعيفا, وقال: افرضوا له من بيت المال مايكفيه. كما يجب علي صاحب العمل تمكين العامل من أداء ما افترضه الله عليه من طاعة كالصلاة والصيام, فالعامل المتدين أقرب الناس إلي الخير ويؤدي عمله في إخلاص وأمانة. من علماء وزارة الأوقاف