يرتبط الأهلي حاليا بالتزامات مالية تفوق طاقته بسبب كرة القدم والعقود المالية الضخمة التي ينالها كل من له علاقة بالفرق الكروية, وثورة التصحيح لابد منها لوجود ممارسات خاطئة في العامين الماضيين أدت إلي ضياع الملايين من خزينة النادي وترتبط بالدرجة الأولي بكرة القدم, ما بين جوائز مالية وتكاليف بلا عائد تخطت ال40 مليون جنيه. فالأهلي أكبر الأندية عجزا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة عن تصدير لاعب مصري إلي أوروبا يدر دخلا علي النادي ويقدم محترفا للمنتخب الوطني يحتك بأعلي مستويات الكرة, بل أعاد الأهلي في6 أشهر فقط ثلاثة محترفين هم: محمد شوقي لاعب قيصري سبورت التركي, وحسام غالي لاعب النصر السعودي, وعماد متعب الذي وقع عقدا مع ستاندرليج البلجيكي وعاد مرة أخري. والخسائر المالية المباشرة في النادي الأهلي ليست وليدة اللحظة بل تمتد لعامين ماضيين شهدا فقدان فريق الكرة هيمنته علي لقب دوري الأبطال الإفريقي والخروج المبكر والفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم للأندية, ففي نسخة عام2009 ودع فريق الكرة منافسات دوري أبطال إفريقيا تحت قيادة مانويل جوزيه بعد الخروج من دور الستة عشر, ولم يستطع وقتها حصد مليون دولار, قيمة الجائزة المالية الممنوحة إلي البطل, بالإضافة إلي مليون دولار أخري رسوم المشاركة في كأس العالم للأندية, أي نحو11 مليون جنيه بالتمام والكمال في عام واحد فريق الفريق فيها. وفي العام الماضي, تكرر الاخفاق بصورة أخري تمثلت في خروج الفريق من دور الأربعة, مما أضاع عليه750 ألف دولار, بعد رفع الجوائز المالية الممنوحة لبطل القارة إلي1,5 مليون دولار. وترتب علي هذا الفشل ضياع مليون دولار أخري رسوم المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية ليصل الإجمالي في عامي2009 و20,2010 مليون جنيه, وترتب علي هذه الخسائر ضياع مكاسب مالية أخري كان في استطاعة النادي حينها مثل500 ألف دولار في حالة الفوز بمباراة واحدة عند مشاركته بكأس العالم للأندية سواء عام2009 أو عام2010 مع زيادة أسهم النادي الإعلانية وجني أرباح أكبر في الوقت نفسه. وشكلت العقود الإعلانية الراعية للأهلي نقطة تراجع هائلة لهيبة الإدارة ولجنة الكرة في الأعوام الأخيرة بسبب عدم التزام أكثر من لاعب بعقود ناديه مع شركات الرعاية وتوقيعه لشركات منافسة لها, ووضع النادي في ورطة مالية وأدبية والدخول في مشاحنات أثرت بالسلب علي استقرار الفريق, ونتائجه. وهناك خسائر مالية مباشرة تتعلق بتسويق اللاعبين والفارق بين رسوم استقدامهم وعائد رحيلهم عن الفريق. أبرز خسارة مالية حقيقية تعرض لها الأهلي كانت في صيف العام الماضي عندما قرر حسام البدري المدير الفني للفريق في ذلك الوقت الإطاحة بأربعة لاعبين باستغناء مباشر كلفوا خزينة النادي21 مليون جنيه ما بين رسوم انتقال ومستحقات مالية, والاسم الأبرز في هذه المجموعة كان الأنجولي جيلبرتو سبيستاو الظهير الأيسر الذي ارتدي القميص الأحمر لثمانية أعوام, وكان ولايزال لاعبا له اسمه في القارة السمراء, وكلف الأهلي أكثر من17 مليون جنيه ما بين رسوم شراء وعمليات جراحية خضع لها ورواتب سنوية ومكافآت.. والمثير أن جيلبرتو رحل مجانا ليلعب في أوروبا, ووقع لنادي ليرس البلجيكي, وللاعب نفسه قصة مثيرة تتمثل في الترويج إلي تمويل صفقته ماليا من رجل أعمال هارب خارج البلاد حاليا. وينضم إليه الثلاثي: عطية البلقاسي, ومحمد خلف, ووائل شفيق لاعبو الاتحاد, والترسانة, والمصرية للاتصالات علي الترتيب حاليا, وانضموا للأهلي في صيف2009 مقابل3,6 مليون جنيه ورحلوا مجانا قبل بداية الموسم الحالي. وهناك قائمة أخري طويلة من اللاعبين جري استقدامهم بأرقام مالية ضخمة وتم الاستغناء عنهم مثل رمزي صالح حارس المرمي الفلسطيني, ومحمد غدار رأس الحربة اللبناني الجنسية الذي لعب ل4 أشهر فقط في الموسم الحالي, وتم الاستغناء عنه مجانا والنيجيري كافي أباي الذي تدرب فقط في الأهلي نظير225 ألف دولار. وبعيدا عن هذه الخسائر توجد ملفات مالية شائكة بالأهلي تتمثل في رواتب كيان الفريق الأول لكرة القدم والتي تتجاوز38 مليونا في الموسم الواحد وهو رقم لا يتناسب مع حالة البلاد حاليا. الملف الشائك الأول يرتبط برواتب الجهاز الفني للفريق الكروي الأول بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني ويضم3 أجانب هم: بيدرو المدرب العام وفيدالجو اخصائي الاحمال وأوسكار المحلل الفني, إلي جانب سيد عبدالحفيظ مدير الكرة, ومحمد يوسف المدرب المساعد, وأحمد ناجي مدرب حراس المرمي. وعندما جري الإعلان عن تشكيل هذا الجهاز في يناير العام الحالي قبل ثورة25 يناير تمت الإشارة من قبل المسئولين إلي أن النادي لن يتحمل شيئا من راتب الثلاثي المعاون الذي يصل إلي400 ألف جنيه شهريا, وجزء آخر من راتب جوزيه الذي يصل إلي600 ألف جنيه شهريا. فيما لم يجر التعليق عن مصير راتب الجهاز الفني سرا بعد ثورة25 يناير وحدوث تغيير كبير للعديد من رجال الأعمال وتورط آخرين في قضايا فساد عرفوا في الماضي بدعم فريق الكرة. وليس مقبولا في عالم الاستثمار الكروي بالعالم باسره التعاقد مع جهاز فني ينال راتبا سنويا قدره12 مليونا بمعدل مليون جنيه شهريا في المقابل لا يزيد الحد الاقصي للجوائز المالية للبطولات التي يشارك فيها الفريق عن1,5 مليون دولار9 ملايين جنيه وهي جائزة دوري الابطال الافريقي في ظل عدم وجود جائزة مالية عند الفوز ببطولة الدوري الممتاز إلا قليلا وحسب الراعي والملف الشائك الاخر هو الاسراف في التعاقدات المالية السنوية للاعبين والتي حددت قبل بداية الموسم الحالي ب26 مليون جنيه لمجموعة المقيدين في القائمة.. وهو رقم ينتظر الزيادة بنحو6 ملايين جنيه بعد التعاقد مع عماد متعب والسنغالي من أصل موريتاني دومينيك داسلفا من الصفاقسي التونسي في يناير الماضي قبل غلق باب الانتقالات الشتوية.. بالاضافة إلي تجديد عقود حسام عاشور وأحمد فتحي ووائل جمعة بأرقام مالية أكبر مما تنص عليها تعاقداتهم التي تنتهي بنهاية الموسم الحالي. لم يعد الاهلي يتعامل في ملف تجديد العقود للكبار سنا بنفس الاحترافية التي كان يتعامل بها الراحل صالح سليم رئيس النادي في الماضي وتحديدا خلال حقبة التسعينيات. فالمعروف حاليا أن الأهلي لديه متوسط أعمار كبير بسبب امتلاكه9 لاعبين تخطوا عامهم الثلاثين وهم: أحمد حسن ووائل جمعة وكلاهما يقترب من السادسة والثلاثين, ومحمد بركات34 عاما لاعب الوسط ومحمد أبوتريكة32 عاما صانع الالعاب وسيد معوض31 عاما الظهير الايسر وأحمد السيد ومحمد فضل اللذان يقتربان من الحادي والثلاثين واخيرا حسام غالي ومحمد شوقي اللذان يدخلان العقد الثالث هذا العام فقط. وفي الماضي كان صالح سليم يجدد لمن يتخطي الثلاثين بمعدل موسم تلو الاخر ليكون تحت التقييم المستمر ويقدم أفضل عطاء لديه للحفاظ علي مكانه في الفريق.. بل وكان يشترط ألا يتعاقد الاهلي مع أي لاعب تخطت سنه27 عاما ولكن في الفترة الماضية وتحديدا الاعوام الاربعة الماضية بات الاهلي يجدد لمن هم فوق الثلاثين بعقود طويلة المدة من جهة وبأرقام مالية فلكية من جهة ثانية. والمثير ان أغلب الكبار تراجع مستواهم أو عانوا اصابات طويلة.. ويكلفون خزينة الاهلي سنويا ما يزيد علي14 مليون جنيه في صورة رواتب ومستحقات. وفي أوروبا لا يزيد أغلب تعاقدات اللاعبين ما فوق العام الثلاثين علي الموسمين عند تجديدها وفي الغالب لا يحصل علي هذا العقد سوي مجموعة لا تزيد اعمارها عند التوقيع علي33 عاما.. مع الاخذ في الاعتبار عنصر آخر ان اللاعب كبير السن في الاهلي ينال أعلي مقابل مالي عند التجديد بينما يتراجع الراتب السنوي للاعب في أوروبا عند التجديد له بعد تخطيه عامه الثلاثين خاصة مع تراجع أسهم تسويقهم في أندية اخري. والملف الشائك الثالث يرتبط بما ينفقه النادي من أرقام مالية ضخمة لشراء لاعبين جدد.. وهو مساهم رئيسي مع الزمالك في احداث ارتفاع جنوني في أسعار اللاعبين فالاهلي بسبب دخوله في نزاع مع الزمالك خلال الفترة من أغسطس2009 حتي يوليو2010 أنفق22 مليون جنيه لضم3 لاعبين فقط هم: شريف عبدالفضيل من الاسماعيلي مقابل7,5 مليون جنيه واستغني عن أحمد صديق أيضا ومحمد ناجي جدو من الاتحاد السكندري بنفس المقابل المادي بالاضافة إلي اعارة كل من أحمد علي وهاني العجيزي.. وأخيرا محمود أبوالسعود حارس مرمي المنصورة مقابل5,5 مليون جنيه والاخير له قصة تعد كارثة بكل المقاييس تتمثل في انسحاب الزمالك رسميا من سباق ضمه وتوقفه عند عرض رقم مالي قدره3 ملايين جنيه لشرائه ورفضه المنصورة. وحاليا يجلس محمود أبوالسعود علي دكة البدلاء لأحمد عادل عبدالمنعم.. وليس سرا ان الاهلي حاول ضم ايمن حفني صانع ألعاب الطلائع حاليا عندما كان يلعب لمصر المقاصة حتي نهاية الدور الاول لهذا الموسم وخلال المفاوضات الشفهية جري طرح اسم ابوالسعود كإعارة للمقاصة بخلاف سداد مقابل مالي للمقاصة قبل ان يفوز الطلائع بالصفقة. وشهدت الايام الاخيرة تفجر أزمة محمد ناجي جدو صاحب المعركة الشهيرة مع الزمالك بعد أن أصبح استمرار اللاعب محل شك في ظل عدم اقتناع مانويل جوزيه بما يقدمه جدو في المباريات علما بأن اللاعب لم يقدم شيئا ملموسا للاهلي منذ التعاقد معه قبل بداية الموسم.. خاصة في بطولة دوري الابطال الافريقي التي قاد فيها هجوم الفريق بنسخة العام الماضي في دوري المجموعات والدور قبل النهائي وتزامن ذلك مع طلبه من قبل الاتحاد السكندري والمريخ السوداني وأن كان حسام البدري نفي رغبته في ضم اللاعب إلي جانب سداد ملايين أخري منها3 ملايين لضم شريف اكرامي من الجونة و2 مليون جنيه لضم عبدالحميد شبانة من غزل المحلة و3,6 مليون جنيه لضم الثلاثي المغمور عطية البلقاسي ومحمد خلف ووائل شفيق وهذه الاحداث تعبر عن فوضي حقيقية يعانيها الاهلي وتحتاج إلي ثورة تصحيح في النادي الكبير حتي يعود قويا كما كان ولا يشهر افلاسه في المستقبل.