ميراث ثقيل من الانتقام والكره تراكم بمرور السنين حتي جاءت لحظة الضعف التي أخرجت حمل السنين; بكلمات قليلة استدرج مصطفي ابن عمة محمود إلي شونة والده تعال بالليل عندي في الشونة فيه فرصة شغل بمرتب كويس, وبمطواته أجهز علي ابن عمه بثلاثة عشر طعنة ومع كل طعنه كان يشعر أن نفسه تتحرر من العقدة التي زرعت فيها علي مدار أكثر من عشرين عاما الماضية, وفي كل طعنة كان يصرخ أنت السبب في اللي أنا فيه دمرتني ودمرت حياتي لازم تموت. جلس مصطفي يلتقط أنفاسه بعد أن أنهي حياة ابن عمه محمود وهو يسترجع ذكرياته.. كان محمود يكبر مصطفي بعدة أعوام ويستدرجه عندما كان طفلا صغيرا.. في إحدي الغرف فوق سطح منزل والديه.. حيث كان يعتدي عليه جنسيا مهددا إياه بالقتل في حالة الإفصاح عن ذلك. لم يجد محمود عملا يقتات منه فلم يجد حيلة إلي أن يبتز ابن عمه مصطفي حتي يحصل علي مال أو يوفر له عملا, فهاجت الذكريات في ذهن مصطفي واختمرت في عقله خطة. كان اللواء أيمن الملاح مدير امن الدقهلية قد تلقي إخطارا من اللواء مجدي القمري مدير المباحث الجنائية بورود بلاغا إلي العقيد جهاد الشربيني مأمور مركز شرطة ميت غمر من مستشفي ميت غمر المركزي بوصول كل من محمود م. ي. و شهرته التاطوطي37 سنة سائق جثة هامدة نتيجة إصابته بعدة طعنات بالصدر من الناحية اليمني واليسري والظهر, ونجل عمه مصطفي ا. م.30 سنة ميكانيكي مصابا بجرح سطحي بالجبهة, ويقيمان منطقة أرض الجزيرة بندر ميت غمر, والسابق اتهامه في القضية رقم5105 جنح. و بسؤال مصطفي قرر بأنه كان والأول بحفل عرس بالمنطقة محل إقامتهما, وعقب انتهائه, استقلا السيارة خاصته وأثناء سيرهما علي الطريق, فوجئا بقيام بعض الأشخاص لا يعرفهم تشاجروا معهم والتعدي علي الأول بالضرب بأسلحة بيضاء بحوزتهم محدثين إصابتهما التي أودت بحياة الأول وفروا هاربين, ولم يعلل سببا لذلك. و علي الفور أمر العميد محمد الشرباصي رئيس المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث بقيادة المقدم محمد الحسيني رئيس مباحث مركز ميت غمر و النقيبان احمد لطفي و احمد حسين. دلت التحريات إلي عدم صحة الواقعة التي رواها المصاب الثاني ابن عم الثاني لمتوفي, وأنه هو مرتكب واقعة التعدي علي المجني عليه حتي فارق الحياةفقد توصلت التحريات إلي أن المذكور اشتهر عنه الرعونة وعدم ضبط النفس وغرابة السلوك, وأنه ارتبط بحكم القرابة بنجل عم المتوفي, وانحرفت تلك العلاقة إلي علاقة جنسية شاذة كان فيها المتهم هو طرفها السلبي وقد انتهت منذ الطفولة, ولكنها بقيت راسخة لديه وكلما تقدم به السن شعر بحجم الذي يطارده, مما دفعه إلي الانتحار أكثر من مرة خشية قيام المتوفي بالإفصاح عن تلك العلاقة, خاصة بعد قيامه بتهديده وابتزازه ماديا. فعقد العزم وبيت النية علي التخلص منه, حيث قام باستدراجه إلي مكان العثور علي الجثة وقام بالتعدي عليه بالضرب بسلاح أبيض مطواة حتي فارق الحياة, ثم اتصل هاتفيا بوالده أحمد م. م. والذي حضر إليه بمكان الواقعة وبصحبته كل من شقيقه الآخر محمد أ. م, ويوسف ع. ش. ف.29 سنة عامل طرف الأول, ومحمد ح. ف.35 سنة عامل طرف الأول, ويقيمون بندر ميت غمر, واعترف لهم بحقيقة الواقعة, الأمر الذي دعا والد المتهم بالتأكيد عليهم بعدم الإفصاح عن ذلك, وقيامه باختلاق الواقعة محل البلاغ بالاشتراك مع نجله الآخر, حيث قام بإحداث إصابة شقيقه المتهم المشار إليها وكسر زجاج السيارة, وعقب عودته للمنزل أذاع خبر مقتل نجله وابن شقيقته المجني عليه علي غير الحقيقة. وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم ووالده وشقيقه.