المخلفات الصلبة أو شبه الصلبة هي التي يتم التخلص منها عند مصدر تولدها كمخلفات ليست ذات قيمة تستحق الاحتفاظ, وإن كان لها قيمة في موقع آخر عند توافر عمليات إعادة الاستخدام أو التدوير, مثل المخلفات الزراعية, والصناعية, والقمامة المنزلية, ومخلفات التشييد والبناء, والمخلفات الناتجة عن معالجة الصرف الصحي, والمخلفات الطبية, ومخلفات تطهير الترع والمصارف. وتعد من أخطر المخلفات الصلبة, المخلفات الناتجة عن الأنشطة الصناعية; كالصناعات الكيماوية والبتروكيماوية, والغزل والنسيج والصباغة والتجهيز, وصناعة الأسمدة والمبيدات, والحديد والصلب ودباغة الجلود, والأنشطة العلاجية والبحثية والمعملية; المتمثلة في نفايات منشآت الرعاية الصحية والمعامل. وكنتيجة طبيعية للزيادة السريعة في حجم وأنواع النفايات الصلبة والخطرة الناتج عن النمو الاقتصادي والتحضر والتصنيع, فقد أصبحت المشكلة متزايدة علي الحكومات والمحليات لضمان الإدارة الفعالة والمستدامة للنفايات. وتشير تقديرات البنك الدولي أنه من المتوقع أن توجه الدول النامية ما بين20-50% من الميزانية المتاحة لها في مجال إدارة النفايات الصلبة, علي الرغم من أن30-60% من جميع النفايات الصلبة الحضرية لم يتم التعامل معها بعد في تلك الدول, كما أن أكثر من50% من المواطنين لا يتمتعون بخدمة إدارة المخلفات الصلبة في الدول النامية. وكي تستطيع الدول النامية التعامل مع المخلفات الصلبة بصورة كاملة فإنها ستحتاج إنفاق80-90% من حجم موازنتها, وتنخفض تلك التكلفة لتصل إلي50-80% من حجم موازنة الدول ذات الدخول المتوسطة كي تستطيع إدارة المخلفات الصلبة, وتنخفض تلك التكلفة لتصل إلي10% من موازنة الدول المتقدمة, وبالتالي تحتاج عملية إدارة المخلفات الصلبة إلي تكلفة عالية بالنسبة للدول النامية. كما تنخفض وطأة التكلفة المرتفعة في البلدان المتقدمة في حالة المشاركة مع المجتمع المدني والخاص بهدف إعادة التدوير. وتواجه البلدان النامية تحديات صعبة لإدارة النفايات بشكل صحيح, ويتصدر تلك التحديات حجم التمويل المطلوب لمعالجة النفايات الصلبة, هذا وقد وضع البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة برنامجا شاملا يمكن إتباعه لتحقيق الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبةIntegratedSolidWasteManagement)ISWM), ويمكن من خلاله تحويل معظم النفايات إلي موارد, ويقوم علي تخفيض حجم النفايات, وإعادة استخدامها, ثم إعادة التدوير. وقد تم اختبار هذه الآلية في الصين, والهند وجنوب أفريقيا, حيث أثبت البرنامج نجاحا في الفصل الملائم للنفايات الصلبة, وإعادة تدوير كمية كبيرة منها, حيث تم تحويل أحجام كبيرة من مقالب القمامة إلي موارد وتم معالجتها وإعادة تدويرها, إلا أن هذا البرنامج يتطلب بيانات شاملة المجتمع الذي سيتم تطبيقه فيه, ومعرفة حالة النفايات المتوقعة, وأطر مؤسسية وتشريعية وسياسات مدعمة, بالإضافة إلي وضع إستراتيجية محددة للتنفيذ, ومراعاة الأبعاد البيئية وكذلك توفير الدعم المالي والأدوات المالية اللازمة للتنفيذ. ويعتبر تدوير المخلفات الصلبة وسيلة للحفاظ علي مصادر الثروة الطبيعية من النضوب, لذا يمكن للدولة أن تتعاون مع القطاع الخاص أو أحد الكيانات الدولية لتنفيذ هذا المشروع, إلا إنه في كل الأحوال تعد شريكا رئيسيا سواء بإستراتيجية التطبيق أو التنفيذ أو الإشراف, سواء بمفردها أو بالمشاركة مع القطاع الخاص أو أحد الكيانات الدولية. ونظرا لأهمية فكرة الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة, وإمكانية استغلالها بصورة اقتصادية تحقق عائدا إيجابيا, أري أنه يمكن تبنيها كمشروع قومي, نظرا لأن فائدتها ستعود علي شرائح مختلفة من المجتمع داخل الدولة, ومن ثم يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي. ومن المتوقع أن يزيد الطلب المستقبلي عليه, بحيث تعود الفائدة علي الأجيال الحالية والمستقبلية.