أثار التزام إيران الصمت إزاء الاضطرابات المستمرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الكثير من علامات الاستفهام, حيث يكشف موقف طهران مع سوريا ومع الثورات العربية عن مدي ازدواجيته. ققد ذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن رد فعل إيران علي الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط يفضح نفاق النظام الانتهازي الموجود في طهران الذي لا يحترم حقوق الإنسان ولا الشعب ولا دول الجوار. وقالت الصحيفة إن إيران كانت ولا تزال مستعدة لتقديم أي تنازلات عن مبادئها إن كان ذلك في خدمة أغراضها. كما يظهر ذلك من خلال تسليط الضوء علي الموقف الإيراني تجاه الثورة الشعبية التي اندلعت في سوريا, فنجد موقفا غريبا. ففي السنوات الأخيرة وجدت إيران نفسها في زاوية مع سوريا باعتبارها حليفة لها, وأثار الموقف الإيراني اندهاش العديد من المراقبين وتكهنهم بأن إيران سوف تبقي هادئة, فبعد موجة الانتفاضات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط والتي قامت إيران بدعمها في المنطقة العربية ككل فيما عدا سوريا حتي إنه تم تشبيه هذه الانتفاضات العربية بالثورة الإسلامية التي قامت في عام1979, كما أن الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي وصف هذه الثورة بأنها صحوة إسلامية مستوحاة من الثورة الإيرانية التي أسفرت عن انتصار الثورة الكبري للأمن الإيراني, خاصة في الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا بالنظامين السابقين. وعلي الرغم من أن إيران عرضت منطقة الحظر الجوي علي ليبيا لرفضها سياسة التدخل الغربي, فإنها ركزت بشكل كبير علي الاضطرابات الموجودة في اليمن والبحرين وعلي حكم الشيعة هناك الذين يبلغ تعدادهم70%. وفيما يتعلق بالبحرين اتهمت إيرانالولاياتالمتحدة بدعم الملك حمد للبلد المهم استراتيجيا الذي يستضيف الأسطول الخامس الأمريكي وهاجمته علي البقاء صامتا تجاه قمع البحرينيين. وعملت إيران أيضا علي نشر سيناريو الصحوة الإسلامية واستغلت الفرصة لوضع قياديي المعارضة حسين موسوي ومهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية في منتصف فبراير الماضي دون معارضة دولية كبيرة وتركيز الإعلام علي ذلك. حتي إن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية التي تجاهلت في البداية الاضطرابات السورية قامت في وقت لاحق ببث اعترافات مجموعة من مثيري الشغب السوريين الذين ظهروا أمام كاميرات التليفزيون السوري واعترفوا بأنهم سافروا منذ فترة إلي إسرائيل ودفع إليهم للقيام بإرسال مجموعة من الفيديوهات والصور للاضطرابات هناك. وفازت إيران ببعض الاعترافات في المنطقة وصورت المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية السورية بخلاف غيرها من الدول العربية وسمتهم الإرهابيين ومثيري الشغب الذين عينتهم إسرائيل لصنع الاضطرابات.