اتفق عدد من الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية في تونس علي تكوين جبهة سياسية وسطية موحدة تهدف إلي إعادة التوازن إلي المشهد السياسي التونسي ضد حركة النهضة الإخوانية التي قالوا إنها تهدف للسيطرة علي المشهد السياسي التونسي. وقال القيادي في حركة نداء تونس رضا بلحاج في تصريحات امس إن قادة الأحزاب والتيارات والشخصيات المستقلة اجتمعوا بهدف مواصلة التشاور حول الأسس الضامنة لتكوين جبهة سياسية وسطية ديمقراطية, كمرحلة أولي. قد تتطور مستقبلا إلي جبهة انتخابية. وقال رئيس حزب الإتحاد الوطني الحر, سليم الرياحي إن الاجتماع هدف إلي مزيد التنسيق بين مكونات هذه الجبهة وتوسيع المشاورات والتعرف علي وجهات النظر المختلفة وآراء الاطراف الملتحقة بها في اتجاه توحيد التوجه العام للجبهة المأمولة وصياغة الخطوط العريضة لعملها وخياراتها المستقبلية. وأضاف أنه سيتم عقد لقاء جديد يتم فيه الاتفاق علي وثيقة تضم النقاط الاساسية المشتركة التي توحد هذه المجموعة وأهدافها مع إمكانية تكوين تنسيقية وناطق رسمي باسم الجبهة. وأوضح أن تكوين هذه الجبهة يهدف إلي خلق بديل للمواطن التونسي ولإعادة التوازن في المشهد السياسي المختل الذي تسيطر عليه حركة النهضة وجزء صغير من حركة نداء تونس تربطه علاقة طيبة بالنهضة. وأشار إلي أن التحالف الجديد يسعي إلي تحقق التصالح وإعادة الثقة في السياسيين الذين يري فيهم المواطن الكثير من الانتهازية وإلي خلق بديل سيمكن من تجاوز هذه الاشكالية وتلافي إمكان عزوف المواطن عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة بسبب افتقاده للثقة في السياسيين. من جهته قال رئيس الحزب الاشتراكي محمد الكيلاني إن تكوين هذه الجبهة هو في مرحلة المشاورات, مؤكدا قناعته الراسخة بضرورة توحيد اليسار وكذلك الجمهوريين من اليسار إلي وسط اليمين لخلق توازن سياسي في البلاد. وفي تفسيره لوجود حزب يساري ضمن مجموعة من الأحزاب اليمينية يختلف عنها إيديولوجيا وكذلك علي مستوي الخيارات الاقتصادية والاجتماعية, قال الكيلاني إن المكاسب الجمهورية في البلاد والخيارات التنموية والاجتماعية, جميعها محل استفهام, مبينا أن كل القوي الجمهورية مطالبة بالنقاش والحوار والمشاورات لخلق برنامج موحد يكون جمهوريا ديمقراطيا اجتماعيا وتضامنيا, والعمل علي ألا تبقي البلاد جمهورية ليبيرالية يكون فيها البقاء للأقوي, بل جمهورية اجتماعية تضامنية تراعي مصالح مختلف الطبقات وخاصة الضعيفة.