بعد ساعات من مجزرة تعز التي اسفرت عن مصرع15 يمنيا وإصابة المئات برصاص الجيش والأمن, ودخلت دول الخليج علي خط الوساطة بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمعارضة التي تطالب منذ عدة اسابيع بتنحيه عن السلطة. حيث قال وزير الخارجية الكويتي أمس ان دول الخليج العربية دعت ممثلين عن الحكومة اليمنية والمعارضة الي محادثات في السعودية في محاولة لانهاء الازمة. وقال الشيخ محمد السالم الصباح لرويترز ان العرض طرح بعد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس الأول. واضاف الصباح ان المجلس قرر بعد محادثات الرياض دعوة كل من الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة الي العاصمة السعودية للخروج من المأزق. لكنه رفض اعطاء مزيد من التفاصيل. وتابع الصباح ان مجلس التعاون الخليجي يتحدث الي كلا الجانبين لكن لم يتحدد بعد أي موعد للمحادثات. وفتحت الشرطة ورجال مسلحون يرتدون ملابس مدنية النار علي المتظاهرين المناهضين للحكومة في مدينتي تعز والحديدة أمس, بينما تسارعت جهود المعارضة لانهاء حكم الرئيس صالح. وذكرت مصادر طبية يمنية إن عدد القتلي خلال المظاهرات التي تجري في تعز باليمن وصل حتي الآن إلي15 قتيلا, مشيرة في الوقت ذاته إلي وجود بعض الحالات الحرجة داخل غرف العمليات في خمسة مستشفيات خاصة. وقال الدكتور صادق الشجاع رئيس المستشفي الميداني بمحافظة تعز- في تصريح لراديو سوا الأمريكي أمس- أن هناك أكثر من287 مصابا بعضهم في حالات حرجة جراء إصابتهم بطلق ناري في الصدر والرقبة والأطراف. واضاف أن العشرات من الجرحي لازالوا يتوافدون علي المستشفيات الميدانية في محافظة تعز جراء تواصل قوات الشرطة اليمنية تفريق المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وكان مصدر مسئول في محافظة تعز الواقعة جنوب العاصمة اليمنية( صنعاء) قد نفي في وقت سابق أمس صحة الأنباء التي تناولتها بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية حول المظاهرة التي نظمها تحالف أحزاب اللقاء المشترك( المعارض) أمس بمدينة تعز, والتي قالت فيها إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ما أسفر عن إصابة نحو250 متظاهرا. وكان عدد من شوارع العاصمة صنعاء قد شهد أمس تصعيدا عندما جاب آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام هذه الشوارع احتجاجا علي تطورات أحداث محافظتي تعز والحديدة والتي شهدت سقوط قتلي وجرحي. وقد تزايدت المظاهرات الاحتجاجية بالعاصمة اليمنية أمس فور ورود الأنباء وانتشارها في أوساط المعتصمين أمام جامعة صنعاء بشأن سقوط عدد من القتلي والجرحي في محافظتي تعز والحديدة, أثناء تفريق قوات الأمن ومكافحة الشغب للمتظاهرين المناوئين للنظام. وتشير مصادر المعارضة اليمنية إلي أن أحداث تعز اسفرت عن سقوط15 قتيلا, وأكثر من مائتي مصاب, في الوقت الذي تنفي فيه المصادر الأمنية الرسمية صحة هذه الأرقام, وتؤكد هذه المصادر أنه لا يوجد حصر دقيق يتعلق بهذه الأحداث, وأن ما يصدر وما تتناقله وسائل الإعلام والفضائيات بشأنها منسوب للمعارضة ولأطباء بمستشفيات خاصة تابعة للقوي المعارضة, كما تؤكد أن هناك تضخيما إعلاميا بشأن هذه الأنباء. وتوضح المصادر الرسمية أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين بمحافظة تعز توجهوا أمس مرة أخري ولليوم الثاني علي التوالي إلي مقر المحافظة في محاولة للاعتداء عليه مما اضطر رجال الأمن المكلفين بحماية المقر إلي تفريق المتظاهرين باستخدام الغازات المسيلة للدموع والهراوات, إلا أن مصادر المعارضة تؤكد أن المتظاهرين كانوا في طريقهم إلي مقر المحافظة للاحتجاج سلميا علي سقوط قتلي وجرحي في أحداث أمس بالمحافظة, وباغتتهم قوات الأمن بالاعتداء عليهم.