تقدم فرقة مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان من تونس في السادسة مساء اليوم وغدا العرض المسرحي الصابرات علي خشبة مسرح القاهرة للعرائس في إطار برنامج مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي. الصابرات إخراج حمادي الوهايبي تمثيل حسام الغريبي وخديجة البكوش ومريم بن حسن وإشراف الطمومي ورابعة الجلالي. وتدور أحداث العرض حول مجموعة من العاهرات, تهاجم طائفة من السلفيين المخاور التي يعملن فيها ويغلقونه ويلقون بالعاهرات إلي الشارع وتبدأ كل منهن في البحث عن رحلة العودة والمصير المجهول في ظل أوضاع غير مستقرة حيث إن الأحداث تدور في14 يناير2011 أثناء الثورة التونسية, ويقررن مواصلة امتهان حرفة الدعارة ولكن هذه المرة في الشارع علانية خارج المحل وبعيدا عن أي رقابة, العرض يناقش فكرة تعاطي المجتمعات مع هذه الظواهر بمنطق القوة دون معالجتها من الأصل وفي عمقها, في حين أن التغيير لا يكون إلا بالحكمة والحوار وليس بالعنف الذي يقود إلي الأسوأ. وعلي العكس تماما تقدم فرقة تشيلي عرضا مسرحيا يناقض العرض التونسي وهو عرض بانكر أو المخبأ الذي من المقرر أن تقدمه فرقة كويربولي مايت المسرحية في السادسة أيضا مساء اليوم في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا, بطولة مايرا كوادرا وبنجامين جورونو, وباولا هوفمان, وبابلو جويرا, ويساعد في الإخراج كارلوس سانشيز, ومصمم الصوت دانييل مارابولي وإخراج باولا كالديرون, حيث يناقش العرض قصة أسرة محافظة جدا, تقرر الهروب من الانحدار الأخلاقي في المجتمع واختارت الانعزال عن المجتمع كي تحقق رؤيتها الأخلاقية لما يجب أن تكون عليه الأسرة, واختبأت داخل مخبأ عسكري قديم, جعلت منه بيتا لها, وكانت الأم تأمل أن تحمي أبناءها بهذه الطريقة, ولكن تتفسخ العلاقات بين أفرادها ويسقط بعضهم في الخطيئة علي عكس ما كانوا يهدفون إليه. ومن جانب آخر عقدت أمس في مركز الإبداع الفني ورشة المسرح في زمن الجهاد للمخرج والكاتب الباكستاني شاهد نديم التي تناول فيها فكرة مناقشة التابوهات والقضايا الاجتماعية الشائكة في ظل مجتمعات منغلقة ومتشددة, وروي خلالها تجربته في تأسيس فرقته المسرحية والتحديات التي واجهت الفرقة في ظل وجود مجتمع متطرف دينيا عارضا نماذج من مسرحيات الفرقة والتي كان أبرزها مسرحية بوركافاكانزا والتي تعني مهرجان النقاب. وناقش نديم في هذا العمل المسرحي قضية التطرف الديني ولكن بأسلوب ساخر, موضحا أنه حين نما التطرف الديني في المجتمع أصبح النقاب أداة من أدوات السيطرة علي المجتمع الإسلامي في باكستان, مشيرا إلي أنه تناول الظاهرة بطريقة ساخرة حيث ارتدي الجميع علي خشبة المسرح النقاب سواء رجالا أو نساء أو أطفالا واستثني الشيوخ من ارتداء النقاب ولكنه جعلهم يغيرون لون ذقونهم علي مدار فصول المسرحية, وتعامل مع النقاب في مسرحيته أيضا كرمز لتغطية الحقائق تماما مثلما تتم تغطية الجمال. وأكد أنه لا ينتقد النقاب بشكل مباشر في مسرحيته وإنما لجأ للكوميديا لتوصيل رسالته بالإضافة إلي الموسيقي التقليدية الباكستانية, مؤكدا أنه عند التعامل مع قضية شائكة فالكوميديا تجعل المتلقي في حالة استرخاء وحالة مزاجية لطيفة تجعله أكثر استعدادا لقبول الرسالة. وأضاف أنه علي رغم من أن المتطرفين لم يشاهدوا هذا العرض المسرحي إلا أنهم شنوا هجوما كبيرا عليه واعترضوا علي الاسم مما اضطر القائمين علي العرض لتغيير اسمه إلي اسم قصة حب بين طرفين, وأكد نديم أن الرقابة علي الموضوعات الدينية قد تأتي من المؤسسات الدينية وغالبا ما يكون لها اليد العليا وفي كثير من الأحيان تكون القلة المتطرفة لها قوة وتسلط.