(كانت قناة »سي.إن.إن» تذيع في نشرتها الصباحية أخبارا عن سوريا وليبيا ومصر.. بينما لم تذكر حتي ولو خبرا صغيرا عن اشتباكات مسلحة علي الحدود الهنديةالباكستانية)!!.. بدا المخرج الباكستاني شايد نديم ممرورا، رغم محاولاته لأن تبدو كلماته عابرة، خلال ورشته المسرحية (كيف يواجه المسرح أشكال التطرف) ضمن فاعليات مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي أول أمس.. لكن الخبرالعابر، لم يكن عابرا أبدا في وقع مراراته عند شايد نديم، كاشفا عن صراع (الهوية) الذي يعانيه المجتمع الباكستاني بعمق.. فمنذ انفصلت البنجاب عن الهند، صارالإسلام دينا وهوية ووطنا، وهو ما سمح بظهور أشكال من التطرف الديني الأصولي والوهابي والداعشي والطالباني في باكستان... شايد نديم مخرج ومؤلف مسرحي وصاحب فرقة (كوجا) أسسها قبل 32 عاما بطموح تقديم فن مسرحي ممتع، والدفاع عن قضايا تسهم في تنمية وعي المواطن الباكستاني.. قدم العديد من العروض المسرحية عن حقوق المرأة.. وتحديد النسل.. والسلام والتسامح، والعديد من العروض ضد ازدراء الأديان، ومناهضة أشكال التطرف والعنف.. الواقع في باكستان مختلف بالتأكيد، ربما أشد صعوبة أيضا من الواقع المصري.. فقبل 1992 كانت عقوبة تهمة ازدراء الأديان في باكستان هي الحبس.. لكن اليوم ومنذ أكثر من 25 عاما صارت العقوبة هي الإعدام.. ورغم صدور الكثير من أحكام الإعدام، لكن في الغالب لا تنفذ (كما يقول شايد) تاركين ذلك للأجواء التحريضية والمناخ المتطرف في الواقع..!! 32 عاما يقدم شاهد نديم مسرحا يجابه التطرف، ليس بصورة خطابية مباشرة، لكن من خلال لغة مسرحية جمالية هدفها متعة الجمهور.. بينما يمرر قضاياه ورؤيته من خلال الموسيقي والغناء والشعر والحكاية التاريخية والتراث الصوفي الذي يمنحه دائما الجمال والسلام.