عقب انفصال فاتن عن زوجها بدوي انتقلت الطفلة نور وأختها للعيش في بيت والدهما بعد أن تعهد أمام أسرة طليقته بأنه سوف يوفر لهما الرعاية اللازمة وأن زواجه بأخري لن يسبب أدني ضرر للطفلتين كما أنهما ستكونان بعيدتان كل البعد عن الخلافات التي كانت بينه وبين مطلقته. كانت الطفلتان تتجرعان مرارة فراق والدتهما وتنخرطان في بكاء دائم لا ينقطع ليلا أو نهارا وفشلت محاولات الأب وزوجته في احتواء الطفلتين والخروج بهما من دائرة الهم والحزن التي ذاقا مرارتها وهما في عمر الزهور. وفي الصباح, اتجه الوالد إلي غرفة الطفلتين لإيقاظهما لتناول طعام الإفطار الذي أعدته لهما زوجته وبمجرد أن اقترب من نور فوجئ بأنها لا تتنفس فاستنجد بزوجته لمحاولة إفاقتها ولكنه اكتشف أنها فارقت الحياة في ظروف غامضة فتعالي صوته بالصراخ والنحيب علي وفاة صغيرته وعلي صوت صراخه تجمع الجيران وأسرع أحدهما إلي إبلاغ فاتن بوفاة طفلتها نور فانتابها الهلع وأسرعت إلي مكان إقامة زوجها للتأكد من صدق الخبر وكانت الطامة الكبري عندما رأت زوجها يبكي وهو يحتضن جثة الطفلة. وبدون تردد أطلقت فاتن ساقيها للرياح متجهة إلي مركز شرطة دار السلام لاتهام طليقها وزوجته بالتسبب في وفاة ابنتها, تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة وباشرت التحقيق بإشراف المستشار محمد رمضان المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج. كان اللواء مصطفي مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج قد تلقي بلاغا من مأمور مركز شرطة دار السلام يفيد بوصول الطفلة نور أربع سنوات إلي المستشفي المركزي جثة هامدة فانتقل علي الفور الرائد طارق الوتيدي رئيس مباحث المركز بإشراف العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث الجنائي إلي مكان الواقعة لكشف ملابساتها. وبسؤال والدتها فاتن27 سنة ربة منزل اتهمت كلا من طليقها بدوي29 سنة سائق والد الطفلة وزوجته سوزان28 سنة ربة منزل بالإهمال في رعايتها مما تسبب في وفاتها وبسؤال المشكو في حقهما أنكرا ما نسب إليهما. تم إخطار النيابة لمباشرة التحقيق.