أسفر انفجار في مصنع للذخيرة بجنوب اليمن أمس عن مقتل110 أشخاص عندما اقتحم سكان المصنع لسرقة ذخيرة بعد يوم من اشتباكات بين مقاتلين والجيش في البلدة. وتوقع أطباء انتشال المزيد من الجثث. وأضافوا أن قتلي الانفجار الذي وقع في بلدة جعار بجنوب اليمن بينهم نساء وأطفال بالإضافة إلي العديد من الرجال. وقال شهود إن الانفجار الذي ربما نجم عن سيجارة أدي إلي اشتعال حريق هائل بالمصنع الموجود في البلدة الواقعة بمحافظة أبين حيث ينشط متشددو القاعدة وانفصاليون جنوبيون معظمهم يساريون. وقال طبيب في المستشفي الحكومي بالبلدة هذا الحادث كارثة حقيقية. الأول من نوعه في أبين. وقال أطباء إن العشرات أصيبوا بجروح وإن كثيرين يعانون من حروق. وفي رد فوري, بدأت لجنة فنية يمنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الانفجار الذي وقع أمس بمصنع7 أكتوبر بمنطقة الحصن بمديرية خنفر بمحافظة أبين. وحمل مصدر مسئول بمحافظة أبين عناصر تنظيم القاعدة ومن تعاون معهم مسئولية الحادث, مشيرا إلي أن من تعاونوا مع هذه العناصر الإرهابية وقعوا ضحية فخ لعناصر التنظيم. وقال المصدر في تصريح صحفي أمس إن موقع المصنع محاصر من قبل تلك العناصر الإرهابية ولم تسمح بدخول سيارات الإطفاء لإخماد الحريق في المصنع ولا لسيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلي المستشفيات. وكانت عناصر مسلحة قد استولت علي مصنع الذخيرة وقامت بإخلائه ثم قامت بالاستيلاء علي بعض محتويات ومنها آليات, ثم تركته للمواطنين الذي دخلوا المصنع اليوم لسرقة محتوياته. وحسب المعلومات الأولية فإن الحادث نتج عن اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة بالمصنع, ما أدي إلي انفجارات كبيرة واندلاع حريق هائل فيه وسقوط عدد كبير من القتلي علي الفور وإصابة العشرات توفي عدد كبير منهم بسبب خطورة إصاباتهم. من ناحية أخري, أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي, حرصهما علي وحدة وأمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه. جاء ذلك في بيان مشترك للأمانتين العامتين للمجلس والمنظمة صدر في ختام اجتماع للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية والأمين العام للمنظمة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الذي عقد أمس بالعاصمة السعودية الرياض. وأعرب المجلس والمنظمة في البيان الذي نقله راديو الجمهورية اليمنية عن احترامهما لإرادة وخيارات الشعب اليمني حماية للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار في اليمن. وكانت المحادثات اليمنية- الرامية للتوسط من أجل انتقال السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح إلي معارضيه- قد توقفت عند لعبة حافة الهاوية التي يلعبها الطرفان ولكن مصادر قريبة من المناقشات قالت أمس إنه ما زال بالإمكان الوصول لاتفاق. ووقع انفجار في مصنع للذخيرة مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص في بلدة في الجنوب الذي يبدو أن متشددي القاعدة أخرجوا القوات الحكومية منها في تذكير بحالة انعدام الاستقرار التي يخشي حلفاء صالح الغربيون أن تسود في البلاد. وتعهد صالح الذي كان يتبني مواقف تحد تارة ومواقف تصالح تارة أخري بألا يقدم المزيد من التنازلات للمعارضة التي تطالبه بالتنحي بعدما ظل في السلطة32 عاما. ولكن كانت هناك مؤشرات علي أن عملية التفاوض بشأن انتقال السلطة التي شارك فيها مسئولون أمريكيون قد لا تكون قد ماتت. واوصي الحزب الحاكم بتشكيل حكومة جديدة لصياغة دستور يستند للنظام البرلماني. وقال صالح الذي تمكن من تجاوز حروب أهلية وأعمال عنف لمتشددين إن اليمن قد ينزلق في صراع مسلح ويتشظي إلي مناطق إقليمية وقبلية إذا ترك منصبه علي الفور. وقال متحدث باسم المعارضة إن المحادثات توقفت مثيرا بذلك مخاوف بأنه إذا استمرت حالة الجمود فقد تحل أعمال العنف بين الوحدات العسكرية المتنافسة محل العملية السياسية. وقالت شخص معارضة أخري طلبت عدم الإفصاح عن هويتها إنه ما زال بالإمكان التوصل لاتفاق وإن صالح يسعي لتخفيف الشروط التي تريد المعارضة تطبيقها علي نشاط أسرته في المستقبل. وأضافت نحن علي الطريق لإتمام اتفاق.. الرئيس يحاول تحسين شروط التفاوض وخصوصا فيما يتعلق بوضع أبنائه وأقربائه. وقالت مصادر سياسية في اليمن إن من الممكن أن يتضمن الاتفاق استقالة صالح وخصمه الرئيسي اللواء علي محسن الذي أرسل قواته لحماية المحتجين.