كل عيد أغلي من اللي قبله. كانت هذه هي النتيجة النهائية التي انتهت إليها آراء مجموعة كبيرة من المواطنين حول أسعار اللحوم مؤكدين أنهم يواجهون موجة أشد ضراوة كل عام وسط اتهامات متبادلة بين مسئولي الحكومة ممثلة في وزارة التموين التي تدعي توفير اللحوم الحية والمذبوحة بأسعار مخفضة, وبين الجزارين الذين ينفون عن أنفسهم تهمة الجشع مؤكدين وجود دافع وراء رفعهم للأسعار ليبقي المواطن بينهما في موقف الضحية الحقيقية التي تشعر بنوع آخر من الذبح بسكين الغلاء خاصة تلك الفئة التي لا تأكل اللحوم أو تراها وتتذوق طعمها إلا في مناسبة مثل هذه, وهي فئة اعتاد بعضها تلقي لحوم الأضاحي, ولكن أزمة ارتفاع الأسعار ستحرمهم أيضا من هذا بسبب انخفاض أعداد المضحيين هذا العام. الأهرام المسائي ترصد في جولة بين الأسواق شكاوي المواطنين ودفاع الجزارين وردود المسئولين علي الطرفين للوقوف علي أبعاد أزمة كل عيد. البداية كانت مع عدد من الجزارين الذين اخترناهم في مناطق مختلفة للوصول إلي آخر أسعار لحوم الأضاحي والأسباب التي ساقها كل منهم لتبرير الأسعار الموجود لديه. يقول الحاج علي صاحب أشهر محل جزارة بوكالة البلح إن سعر البيع يبدأ من2000 جنيه للخروف الحي وقد يصل إلي4000 جنيه منوها إلي أن أسعار اللحمة في ارتفاع مستمر منذ عام2010 وذلك لزيادة أسعار التبن والعلف. بينما أشار جزار آخر في مدينة السلام رفض ذكراسمه- إلي أن سعر الأضحية المتوسطة يتراوح ما بين1500 و2500 جنيه للخروف الحي, بينما سعر العجل الحي يتراوح بين38 و40 جنيه للكيلو, وتتراوح أوزانه بين450 و700 كيلو. وينصح خلف محمود حرقان جزار بمحافظة سوهاج الراغبين في شراء الأضحية باتباع بعض القواعد لضمان شراء أضحية سليمة حيث يشير إلي أولي وأهم الخطوات من خلال فحص الظهر وجانبي البطن لمعرفة امتلاء الكرش من عدمه فهناك امتلاء طبيعي وآخر مغشوش بالمياه ثم تأتي مرحلة تفقد رأس الأضحية والفروة والذيل للتأكد من عدم وجود قطع في الأذن أو طفيليات بالفروة أو جروح غائرة وكذلك التأكد من خلو صوف الخروف من أي بثور أو جروح جلدية. ويوضح أهمية التأكد من النشاط الحركي للأضحية والانتباه إلي وجود إفرازات ظاهرة سواء من الفم أو الأنف. ويحذر من شراء الاضحية من الشوادر العشوائية أو الباعة الجائلين حيث يكون مصدر التغذية مجهولا مع ضرورة الالتزام بالجزارين المعتمدين والمجمعات الاستهلاكية التي تطرح أضحية العيد. فيما جاءت آراء المواطنين غاضبة لا تناسب استعدادات العيد, حيث أجمع عدد كبير من المواطنين علي أزمة ارتفاع أسعار اللحوم فيما أشار البعض منهم إلي التراجع عن فكرة ذبح الأضحية نظرا لارتفاع سعرها, فيما أكد آخرون عدم استطاعتهم القيام بمثل هذه الخطوة الآن أو من قبل, وهو الأمر الذي توصلنا إليه بعد استطلاع مجموعة كبيرة من الآراء. فيقول أحمد طه- محاسب بالجيزة- إن آخر مرة قام فيها بذبح أضحية كانت منذ عامين نظرا لارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي وأشار إلي أنه يتعامل مع منافذ بيع مناسبة لحالته الاقتصادية بالرغم من قلة جودتها. ويوضح علي السيد موظف مقيم بمحافظة الجيزة- أنه لم يعتد التضحية من قبل بسبب ضعف راتبه وارتفاع الاسعار, مضيفا أنه لا يستعمل منافذ بيع المجمعات الاستهلاكية لفرق الجودة حيث إنها مستوردة ولا تتربي في مزارع الدولة مشيرا إلي أنه يتعامل مع جزار خاص رغم ارتفاع أسعاره التي بلغت90 جنيها للكيلو. بينما تقول ربة منزل من الشرقية- رفضت ذكر اسمها- إنها تشتري اللحمة من الجزارين ولكن بسبب ارتفاع الاسعار لجأت إلي المجمعات الاستهلاكية وتؤكد جودتها ولكنها تشكو الارتفاع المفاجئ لسعرها من36 إلي53 جنيها. وعلي جانب آخر يؤكد محمود دياب المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية أنه في إطار استعدادات الوزارة لاستقبال عيد الأضحي المبارك بدأت فروع المجمعات الاستهلاكية في طرح عدد كبير من الخراف البلدية الحية بسعر38 جنيها للكيلو الحي سواء نقدا أو بالتقسيط علي6 أشهر للمواطنين بالجهات الحكومية أو الأفراد بالقطاع الخاص وكيلوالضانيالمذبوحبسعر55 جنيها بالإضافة إلي ضخ كميات كبيرة من اللحوم المجمدة والطازجة بسعر يبدأ من40 جنيها إلي60 جنيها للكيلو. ويوضح دياب أنه سيتم إقامة عدد كبير من الشوادر لبيع الخراف الحية ومخاطبة وزارة التنمية المحلية لإرسال كميات كبيرة من اللحوم في كافة المحافظات وخاصة الصعيد سواء لطرحها بالشوادر أو لدي الجزارين من القطاع الخاص تحت إشراف المحافظات ومديريات التموين لبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة مشيرا إليطرح كميات كبيرة من الدجاج المجمد المحلي والمستورد بسعر20 جنيها للكيلو بالإضافة إلي السيارات المحملة بأوراك الدواجن المحلية بسعر9 جنيهات ونصف للكيلو. ويفسر محمد وهبة- رئيس شعبة القصابين بغرفة تجارة القاهرة- السبب في ارتفاع أسعار لحوم الأضاحي خاصة أن الغلاء سبق العيد بفترة كبيرة وهو أمر لم يكن يحدث من قبل حيث يراه بلا مبرر نافيا تهمة الجشع عن الجزارين, ملقيا باللوم علي الحكومة بسبب رفع, أسعار اللحوم المستوردة والحية والمذبوحة التي تباع في المجمعات الاستهلاكية في حين أن الحكومة تحصل علي الدولار من البنك المركزي بالسعر الرسمي وليس هناك جمارك أو أرضيات عليها, في حين أن الجزارين يتحملون تكاليف أعلاف ونقل وتربية وغيرها مما يؤدي إلي رفع سعر لحوم الخراف والعجول.