أعرب عدد كبير من أهالي محافظة بورسعيد عن استيائهم الشديد من الحالة السيئة التي آلت إليها محطة القطار التي تحولت بسبب الإهمال إلي خرابة بمعني الكلمة من الداخل والخارج.. حتي أصبحت بؤرة عشوائية, مشيرين إلي ان الأسوار الخارجية للمحطة باتت معرضا مفتوحا لباعة البالة( الملابس المستعملة) في غياب الأجهزة التنفيذية والأمنية, وبوابات الدخول والخروج أغلقتها أكوام القمامة ومخلفات البناء الناتجة عن مشروع إعادة تأهيل مبني المحطة. ولمحطة بورسعيد تاريخ طويل مع مشاهير مصر وزعمائها حيث استقبلت المحطة ملوك ورؤساء مصر وعلي رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قبل استخدام الطائرات في الانتقال الداخلي.. وكانت من أجمل محطات القطارات علي مستوي الجمهورية بالنظر لما تضمه من لوحتين رائعتين للفن التشكيلي بطول وعرض الجانبين الأيمن والأيسر لمدخل المحطة. فضلا عن عمارة الأرصفة والمظلات والممرات الداخلية ومناطق الانتظار والمكاتب الإدارية والكافتيريا.. وذلك قبل أن يصيبها الإهمال. يقول حسن عبد الفتاح( طالب): أضطر لاستخدام القطار باعتباره أقصر وأسهل وأرخص الطرق للانتقال من قريته الواقعة بالقرب من القنطرة غرب إلي بورسعيد, حيث يدرس بكلية التجارة جامعة بورسعيد, مشيرا إلي معاناة الركاب مع الروائح الكريهة المنبعثة من دورات المياه المتهالكة وانتشار الباعة الجائلين الذين يفرضون بضاعتهم علي الركاب بشكل مستفز علاوة علي انتشار المتسولين الذين يحتلون مقاعد القطار ولا يتورعون عن التهجم علي الركاب إذا ما أبدي أحد منهم اعتراضا من حالتهم المقززة. ويضيف حسام جاد( مهندس) أن القطار هو الوسيلة المفضلة لبعض شباب بورسعيد الساعين لإنهاء إجراءات تجنيدهم بالزقازيق, وبعض طلبة وطالبات بورسعيد المنتظمين بكليات جامعة قناة السويسبالإسماعيلية والمضطرين للانتقال بين بورسعيد والإسماعيلية ذهابا وإيابا بصفه يومية.. وهؤلاء هم الفئات الأكثر معاناة من تدهور حالة القطارات والتواجد اليومي لمهربي بضائع المنطقة الحرة.. ويضيف لا أحد من الركاب يلتزم بالمقعد أو العربة المحددة له والفوضي هي السائدة في كل العربات رغم مجهودات الكمسارية لضبط الأوضاع خاصة في مواجهة حالات الركوب بدون تذكرة أصلا ويروي صلاح المحمدي( بالمعاش) قصة معاناته مع قطار بورسعيد قائلا: كنت في زيارة عائلية لعائلتي بمدينة بنها وفضلت استخدام قطار الثامنة والنصف ليلا القادم من القاهرة والذي علمت أنه غير مكيف وذلك في رحلة العودة لبورسعيد حيث إنه درجة واحدة مميزة ويقطع المسافة في أربع ساعات وبالفعل كانت رحلة القطار من بنها إلي الإسماعيلية مرورا بمحطة الزقازيق رحلة جميلة ومريحة وبعد نحو40 دقيقة وبمنطقة القنطرة فوجئت بانقطاع التيار الكهربي وبات القطار في حالة إظلام تام وبعد دقائق زاد سائق القطار من سرعته ولاحظت أن عربة القطار الذي أجلس بها تتأرجح لأعلي ثم لأسفل مئات المرات والركاب بحقائبهم يتطايرون في الهواء وسط الظلام وهم يصرخون وتشبثت في مقعدي ونافذة القطار بكلتا يدي وأنا أدعو الله أن ينجيني وباقي الركاب من الموت, وتساءل المحمدي لا أدري هل كان ما حدث نتيجة السرعة الزائدة أم نتيجة عيب في القضبان بمنطقة القنطرة أم عيب في عربة القطار ذاتها؟ ويضيف وهكذا مررت بأسوأ ربع ساعة في حياتي جعلتني أندم أنني ركبت قطارا كل عرباته درجة موحدة مميزة حتي وصل القطار إلي محطة بورسعيد وغادرت القطار وأنا أعاني من آلام شديدة بمنتصف الظهر والعمود الفقري إلي أن غادرت المحطة التي لم يكن فيها مسئول واحد أشكو إليه. ويشير مصطفي أبو النصر( موظف) إلي أن معظم أهالي بورسعيد قاطعوا ركوب القطار منذ سنوات بعدما تحولت عرباته لأسواق عشوائية للباعة الجائلين ومقالب للقمامة, وتحولت محطته الجميلة والتي كانت أحد المعالم الرئيسية لمدينة بورسعيد إلي نقطة أساسية للتهريب الفردي واستقبال المتسولين والمتشردين والمتخلفين عقليا ممن يسيئون للمظهر الحضاري لبورسعيد. وطالب أهالي المدينة الباسلة اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بالإسراع بنقل محطة بورسعيد إلي خارج المدينة( المحطة السابقة بالرسوة) ومنع القطار من الدخول لمحطته الحالية, وتعيين خدمات أمنية ثابتة لمنع المتسولين والمتشردين من اقتحام بورسعيد وتشويه الشكل الحضاري للمدينة أمام ضيوفها من السائحين الأجانب, فضلا عن الوافدين من جميع محافظات الجمهورية, وتحويل مبني المحطة الحالي لمتحف للفن الحديث, وضم الأراضي الناتجة من رفع القضبان بمنطقة الدريسة بعد نقل المحطة للرسوة لمنطقة الاستثمار لفتح مشروعات صناعية جديدة يستفيد منها أبناء بورسعيد.