معاناة يومية سمتها الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بحياة الآف المواطنين من الطلاب والموظفين المقيمين بقري خط فايد الذين يستقلون القطار رقم 100 القادم من السويس في اتجاهه الي محطة الإسماعيلية التي تنطلق منها قطارات بورسعيد والزقازيق ليصل ابناء المحافظة الي كلياتهم ومقار عملهم.. إلا انهم عادة ما يفترشون ارصفة المحطة لساعات طويلة في انتظار قطار السويس الذي يتأخر عن موعده لمدة تصل احياناً الي 3 ساعات. "روز اليوسف" رصدت معاناة الطلاب والموظفين بعد ان فشلت اصواتهم في الوصول الي المسئولين بهيئة السكة الحديد. يسري رشدي "طالب بجامعة الزقازيق" يقول إن طلبة وطالبات الجامعة يستقلون يوميا قطار السويس في السادسة صباحاً حتي يتمكنوا من اللحاق بالقطار المتجه الي الزقازيق والذي ينطلق من محطة الإسماعيلية الساعة السابعة الا أن القطار دائما ما يتأخر عن موعده لفترة تتراوح من 30 دقيقة الي ثلاث ساعات وفي كثير من الاحيان لا يصل الي المحطة بسبب إلغاء رحلته. وتضيف مروة يوسف "طالبة" ان تأخر القطار يؤدي الي فشل الطلاب في اللحاق بقطار الزقازيق لحضور محاضراتهم التي تبدأ في الثامنة او التاسعة صباحا مما يضطرهم الي ركوب سيارات الاجرة للوصول الي الإسماعيلية ومنها إلي جامعاتهم في بورسعيد والزقازيق والقاهرة الامر الذي يضيف علي كاهل اسرهم اعباء مالية كبيرة. ويوضح مصطفي عبد الله "طالب" أن محطة ابوسلطان وباقي المحطات التي تغطي قري فايد غير مؤهلة لاستقبال القطارات في ظل افتقاد معظمها للارصفة وخلوها من العمال والموظفين الذين يكونون نائمين في الاوقات القليلة التي يتواجدون فيها بالمحطة ويستيقظون لقطع التذاكر للركاب ثم يواصلون نومهم من جديد. وأشار "عبد الله" الي ان الموظفين يرفضون اعادة ثمن التذاكر للركاب في حالة عدم قدوم القطار موضحاً انه لجأ لمدير محطة الإسماعيلية ليشكو من تأخر مواعيد القطار وسلوكيات الموظفين بالمحطة إلا انه فوجئ بالمدير يوبخه ويلقي بالمسئولية علي مسئولي محطة السويس! ويلفت محمد جمال إلي أن قطار السويس يمر في رحلته إلي الإسماعيلية علي محطة الضبعية التي تخلو من الارصفة حيث يقوم سائق القطار بتغيير مساره والانتظار جانبا حتي يمر القطار القادم من الجهة المقابلة ليتم تحويل المسار مرة أخري لاستكمال رحلته مؤكداً ان عدم انتظام مواعيد القطار وانعدام وسائل الاتصال بالمحطات قد يتسبب في حدوث كارثة تشبه حادث العياط. وتقول نسمة إبراهيم "طالبة" أن خلو المحطات من الارصفة يعرض الركاب للعديد من المخاطر ومنها السقوط من القطارات والموت تحت عجلاتها مثلما حدث في العام الماضي عندما سقط احد الطلاب من القطار ليلفظ انفاسه في الحال فضلا عن الإحراج الذي تتعرض له الطالبات عند صعود سلم القطار او الهبوط منه بالاضافة الي معاناة كبار السن من الموظفين الذين عادة ما يسقطون علي الحصي المحاط بقضبان السكة الحديد. وتوضح أسماء شحته "طالبة" انها اضطرت الاسبوع قبل الماضي للقفز من القطار بصحبة زميلاتها بعد ان توقف بمنطقة الضبعية لأكثر من ساعة وذلك حتي يتمكنوا من ركوب وسيلة مواصلات أخري تنقلهم الي محطة الإسماعيلية ليلحقوا بقطاراتهم المتجه إلي بورسعيد والزقازيق إلا انها اصيبت بعدة كدمات بعد ان سقطت علي الحصي لافتة الي انها توجهت مع زميلاتها الي ناظر محطة الإسماعيلية ليشكون من الحالة السيئة التي وصل اليها القطار إلا إنهن فوجئن به يؤكد ان موظف المحطة كان نائماً ولم يبلغ عن توقف القطار لعدم وجود اجهزة اتصال بين المحطتين! ويضيف إسلام شحاتة "من الطلاب" أن القطار وصل الي حالة يرثي لها في ظل عدم صيانة المقاعد والابواب وتحطم النوافذ الامر الذي يصيب الركاب بالانفلونزا في فصل الشتاء فضلا عن الزحام الشديد الذي تشهده العربات ويؤدي الي نقل الامراض المعدية بين الركاب ومنها أنفلونزا الخنازير لافتاً الي ان الامر لم يقتصر علي الزحام وتهالك القطار بل امتد الي انتشار الحشرات والقوارض في عرباته.