العالم كله يحتفل بدخول الكاراتيه رسميا في أوليمبياد طوكيو2020, والكل يقولها بصوت عال: حلمنا تحقق نعم الحلم الكبير للكاراتيه تحقق, ولكن علينا أن نصحو علي تحقيق هذا الحلم بدلا من أن نصحو علي حقيقة أننا لم نستطع الاستمتاع بهذا الحلم إلا للحظات. أوفت اللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولي للكاراتيه بوعدهما في دخول الكاراتيه للأوليمبياد القادمة في طوكيو2020, ولكن هل نحن متسعدون لخوض هذا التحدي الأوليمبي الكبير. كمصري بما تحمله معاني هذه الكلمة, نعم نستطيع, ولكن يجب علينا أن نغير من صيغة الإعداد للبطولات واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والإعلام والتسويق والرعاية والشراكة المؤسسية, بمعني يجب علينا تغيير المنظومة كاملة من عصر الهواية إلي الاحتراف والعالمية. نعم لدينا أبطال ونتائج مشرفة لم تلب طموحاتنا ولكننا نفتخر بتحقيقها ولكنها أيضا علي مستوي البطولات والمسابقات الدولية والتي نشارك فيها بفريق كامل من الرجال والسيدات في كافة المسابقات والأوزان, ولكننا الآن يجب أن نسلم بأن المستهدف مختلف تماما... الآن المستهدف هو أن يكون اللاعب مصنفا ومؤهلا بالأرقام ليشارك في الأوليمبياد, ليس هذا كافيا أيضا بل يجب علينا أن نعلم أن نتائج الأوليمبياد القادمة في الرياضات الرقمية تكاد تكون محسومة قبل أن تظهر للنور نتائج الأوليمبياد الحالية والتي تم حسمها أيضا منذ أكثر من أربعة سنوات. يجب أن نخرج من كوننا ننتظر ظهور البطل من بين آلاف الممارسين بل لنصدق القول بين مئات الألوف من الممارسين كما يحدث الآن, فدائما ينتظر المدرب في النادي أن يخرج له بطل أو بطلة تحقق له هدفه في الحصول علي بطولة المنطقة ومن ثم ينتظر المدرب من أبطال المنطقة من يحقق له النجاح في الحصول علي بطولة الجمهورية وينتظر المدرب ثالثا حتي يقع الاختيار من مدرب المنتخب ومن نتيجة تصفيات المنتخب ليتحقق حلم المدرب الأول فقط في دخوله المنتخب ومن بين هؤلاء اللاعبين بالمنتخب في كل فئة ينتظر مدرب المنتخب أن يحقق واحد منهم حلمه الكبير بالحصول علي بطولة دولية أو قارية... هكذا نفكر عربيا في منظومة الرياضة وخاصة الرياضات الفردية. بينما يفكر العالم الآخر بطريقة مختلفة تماما وهذا ما أكده العلم في العديد من النتائج التي تحققها هذه الدول والتي نطلق عليها العالم الآخر.. والسبب الرئيسي في ذلك أن هذه الدول تعمل بمنظومة مختلفة كليا, تجعلها تضع بالورقة والقلم عدد الميداليات والأرقام التي سوف يتم تحقيقها وتحطيمها في الأوليمبياد القادمة. لا بد لنا أن نعمل علي خلق البيئة التي تصنع البطل الأوليمبي بل ونضع البرامج التي تقدم لنا جيلا من الأبطال الأوليمبين لدورتين أوليمبيتين ويليهم جيل ثاني لدورتين متتاليتين وبالأرقام نحن الآن في2016, لذا يجب أن نضع برامجنا لصناعة البطل الأوليمبي في الكاراتيه من2016 وحتي2020 ثم2024 حتي2028, هكذا تفكر الدول العظمي في الرياضة وهكذا يكون التخطيط المستقبلي بطريقة علمية لتحقيق ميدالية أوليمبية, فصناعة البطل الأوليمبي تصل إلي10 ملايين دولار, وتسعي العديد من الدول المتقدمة في المجال الرياضي في تحقيق أكبر عدد من الميداليات الأوليمبية, ولذلك فإن حكومات هذه الدولة ترصد وتوجه موازنات طائلة من أجل تحقيق الحلم الأوليمبي في أكثر من رياضة تنافسية, ونحن في مصر وهذا من فضل الله يمكن أن نحقق بالكاراتيه الحلم والتحدي الأوليمبي في الحصول علي ميداليات وليس ميدالية أوليمبية.. ولكن يتطلب ذلك منظومة يضعها اتحاد اللعبة بشكل احترافي وتوأمة مؤسسية واضحة مع اللجنة الأوليمبية والمؤسسات الحكومية والشركات والرعاة والإعلام ويسبق ذلك كله منبع الأبطال وهي المدارس والتي يبلغ عدد طلابها حتي المرحلة الثانوية أكثر من25 مليون طالب وطالبة وهي المستهدف الذي لا سبيل ولا غني عنه. مشوار الأوليمبياد في الكاراتيه بدأ في3 أغسطس2016 أي منذ أيام فهل سننتظر لنعد الساعات والأيام حتي2020, أتمني أن أري علم مصر يحمله لاعب كاراتيه علي منصات التتويج الأوليمبية. والله الموفق,,