نهاية أمير أخضر يرتمي في أحضان الموساد, ويعترف بكل فخر بما قدمه من خدمات للمخابرات الإسرائيلية, بينما تحتجز سلطات الاحتلال والده في سجونها , تلك خلاصة غير وافية لقصة الشاب الفلسطيني مصعب حسن يوسف ووالده القيادي البارز في حماس الشيخ حسن يوسف. ومن المقرر أن تعقد اليوم أسر وعائلات فلسطينية راح أبناؤها ضحايا لتجسس ابن حسن يوسف, مؤتمرا صحفيا في رام الله تكشف فيه عن قوائم بأسماء أبنائها الذين أبلغ عنهم مصعب حسن يوسف أجهزة الموساد فتمت تصفيتهم بالقتل والاعتقال, كما أن هناك توجها بتقديم مطالبات برفع دعاوي قضائية أمام النائب العام الفلسطيني ضد قادة حماس وبالتحديد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة, وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. وكردة فعل مباشرة من جانبه أعلن القيادي البارز في حركة حماس المعتقل في إسرائيل حسن يوسف أمس تبرأه من نجله مصعب, وقال في بيان من داخل سجنه: انطلاقا من موقفنا المبدئي وفهمنا لديننا وما تمليه علينا عقيدتنا, وبناء علي ما أقدم عليه المدعو مصعب من كفر بالله ورسوله, والتشكيك في كتابه, وخيانة للمسلمين وتعاون مع أعداء الله وبالتالي إلحاق الضرر بشعبنا وقضيته, فإنني أنا الشيخ حسن يوسف داود دار خليل وأهل بيتي الزوجة والأبناء والبنات نعلن براءة تامة جامعة ومانعة من الذي كان ابنا بكرا وهو المدعو مصعب المغترب حاليا في أمريكا, متقربين إلي الله بذلك وولاء إلي الله ورسوله والمؤمنين. هذا البيان الشديد اللهجة والصراحة معا هو الثاني الذي يصدر عن الأب, ففي البيان الأول نفي عمالة ابنه لمصلحة إسرائيل, قائلا في24 فبراير إن ابنه لم يكن في يوم من الأيام عضوا فاعلا في صفوف حركة حماس أو في أي من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها. صحيفة الصنداي تلجراف البريطانية كانت قد انفردت أمس الأول بحديث مع مصعب يوسف, كشف فيه الابن للمرة الأولي عن الأسباب التي حدت به للافصاح عن تاريخه السري من العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية, وعن الدور الذي لعبه بإفشال مخطط لاغتيال وزير خارجية إسرائيل السابق, ورئيسها الحالي شيمون بيريز. ويقول مصعب يوسف, الملقب ب الأمير الأخضر إن دافعه الأساسي لإماطة اللثام عن ماضيه والتحدث عنه علنا في هذا الوقت هو مجرد محاولة لوضع كل من القادة العرب والإسرائيليين أمام مسئولياتهم, لعلنا نتمكن من إيجاد حلول أفضل لشعبي وللشرق الأوسط. ويضيف يوسف, الذي كشفت التقارير أخيرا عن أنه كان يتعامل مع المخابرات الإسرائيلية منذ كان سجينا في إسرائيل عام1996, قائلا: يجب عليهم( أي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين) تحمل المسئولية في كل خطوة يخطونها, سواء أكان ذلك في المفاوضات أم في الحرب, فالناس علي الجانبين بحاجة لكي يعرفوا ما الذي يفعله قادتهم بالفعل. مصعب, الذي تحول إلي المسيحية قبل أعوام يعتزم أن ينشر خلال الأسبوع الحالي كتابا بعنوان ابن حماس, أكد أنه لا يخشي الانتقام, مما أقدم عليه من كشف لتعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية. ويردف قائلا: لا يوجد لدي سبب للاختفاء فأنا بحاجة إلي العمل بجد الآن من أجل السلام أكثر من أي وقت مضي. وعن علاقته بوالده حسن يوسف, يقول مصعب يوسف: كان ولايزال بالنسبة لي البطل, فأنا معجب به, وآمل أن يتخذ موقفا شجاعا ضد العنف, فهذا الرجل يستطيع تحقيق السلام لشعبه. ويكشف يوسف في اللقاء كيف أنه كان قد أنقذ أرواح العديد من القادة الفلسطينيين, بمن فيهم والده, وذلك من خلال إصراره بتعامله مع الإسرائيليين علي أنه لن يوافق علي مخططاتهم لاغتيال أولئك القادة. كما يكشف أيضا كيف أنه أجهض في عام2001 مخططا لاغتيال شيمون بيريز, وزير الخارجية الإسرائيلي حينذاك, عبر تفجير أربع قنابل يدوية الصنع في سيارته.