تدخل ثورة يوليو المجيدة إلي كتاب التاريخ, باعتبارها الثورة الأعظم والأهم والأكثر حضورا, بين ثورات المصريين علي امتداد التاريخ المصري الحديث, عندما تحركت طلائع الجيش ليلة23 يوليو عام1952, لترسم للوطن ملامح فجر جديد, عنوانه الاستقلال والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. تحل اليوم الذكري الرابعة بعد الستين, لثورة الضباط الأحرار, ومصر تخطو بخطوات واسعة لتعوض كثيرا مما فاتها, علي مدار سنوات, ظلت فيها مبادئ يوليو حاضرة في وجدان المصريين, وتداعب أحلامهم في وطن ترفرف عليه رايات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية, وهي الشعارات نفسها التي ملأت سماء الوطن, عندما خرج المصريون في25 يناير عام2011, يطالبون بمبادئ ثورة, لم يعش أيامها, ولا تنسم عبيرها الأول, هؤلاء الشبان الذين تدفقوا إلي ميادين الحرية, ليواصلوا مسيرة كان قد بدأها الأجداد, ليكتبوا لمصر تاريخا جديدا بسطور من العزة والكرامة. أربعة وستون عاما تمر اليوم, علي تلك اللحظات المجيدة في تاريخ مصر, عندما تحركت طلائع الجيش, لتقضي علي الفساد والتبعية, وهيمنة الاستعمار علي الحكم, وتحقق آمال طالما نادت بها ثورات المصريين منذ مطلع القرن التاسع عشر, بدءا من ثورة عرابي, مرورا بثورة1919, حتي تحقق الحلم فجر23 يوليو, لتشرق علي مصر شمس الحرية والعزة والكرامة.