فيما مضى حين كان يرغب أحدهم فى التندر بزيف شيء ما يطلق يشبهه بالصورة الأمريكانى وهى عبارة دأب الناس على استخدامها توصيفا لعدم المصداقية فالصورة الأمريكانى هى التى يتم التقاطها بدون وجود فيلم تصوير فى الكاميرا أى أنها هى التى لا وجود لها من الأساس. وكما الصورة الأمريكانى الديمقراطية الأمريكانى أيضا. فأمريكا التى تتشدق دوما بالديمقراطية والحرية هى أكثر الدول القمعية والعنصرية على الإطلاق. فلا يخفى على أحد أن هذه الدولة الاستعمارية الاستيطانية قامت فى الأساس على جثث أصحاب الأرض الأصليين من الهنود الحمر، كما كان يطلق عليهم والذين تم إبادتهم إبادة جماعية لاحتلال أرضهم وإقامة هذه الدولة المسماة بالولايات المتحدةالأمريكية على أنقاض حياتهم. هذه الديمقراطية الأمريكانى هى الكذبة التى تروج لها الإدارة الأمريكية على مدار عصورها لكى تفرض وصايتها على البشرية بزعم أنها حامية حمى الحريات فى جميع الدول وأنها راعية حقوق الإنسان فى العالم بأكمله. والحقيقة الجلية للجميع أن أمريكا هى الدولة الأكثر عنصرية والأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان ليس فقط على أراضيها وإنما فى كل الدول التى انتهكت سيادتها بحجة تصدير الديمقراطية إليها. فأوراق التوت باتت تتساقط واحدة تلو الأخرى عن عورات الإدارة الأمريكية التى ارتكبت أبشع الجرائم فى حق شعوب العالم بداية من الإبادة الجماعية للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ومرورا بجرائم الحرب الوحشية التى ارتكبتها فى فيتنام وكوريا ويوجسلافيا كذلك جرائمها وانتهاكاتها الصارخة ضد الإنسانية فى العراق. ووصولا إلى تنفيذ سيناريو الربيع العبرى والخراب العربى فى الشرق الأوسط والذى خطط له الصهاينة منذ أمد بعيد ليحققوا أهدافهم الاستعمارية من أجل إقامة دولتهم من النيل للفرات كما يزعمون. أشعلوا المنطقة العربية بأكملها بنيران الفتن لتقسيمها لدويلات متناحرة كما فعلوا سابقا مع الاتحاد السوفيتى حين تمكنوا من تفكيكه وتفتيته حتى يصبحوا القوى العظمى الوحيدة فى العالم التى تتحكم فى سياسات الدول النامية التى أنهكها الاستعمار على مدار عصور طوال. ولكن كما يقولون دائما على الباغى تدور الدوائر دائما فالإرهاب الذى صدروه لبلادنا ودعموه بالمال والسلاح ارتد إليهم والفتن التى أشعلوها فى بلادها اشتعلت فى أكثر من ولاية من ولاياتهم. لتسقط ورقة جديدة من ورق التوت لتكشف أكثر وأكثر سوءات هذه الإدارة الأمريكية الكاذبة المتشدقة بالحريات واحترام حقوق الإنسان. على مرأى ومسمع من العالم كله تتعامل الإدارة الأمريكية مع الأمريكان السود بعنصرية بغيضة كتلك العنصرية التى تتعامل بها مع شعوب العالم العربى. وفى الوقت الذى تشير فيه الإدارة الأمريكية إلى بعض تجاوزات الداخلية المصرية فى مصر ترتكب الشرطة الأمريكية تجاوزات ضد المواطنين الأمريكيين وتنتهك حقوق السود انتهاكات صارخة ضاربة بكل شعاراتها عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط. إنها الديمقراطية "الأمريكانى" المزيفة التى تخدع بها هذه الإدارة عملاءها فى الشرق الأوسط الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس حفنة من الدولارات ليكونوا معاول الهدم التى تستخدمها هذه الإدارة المخادعة لتدمير البلدان العربية بحجة ترسيخ الأسس الديمقراطية فى هذه البلدان التى لا تلتزم بها هى نفسها لا مع شعبها ولا مع شعوب العالم. ربما لم نكن ندرك من قبل مدلول هذا المصطلح الذى كنا نستخدمه كثيرا فى حياتنا اليومية "الصور الأمريكاني" ولكننا وبكل تأكيد أدركنا معناه الآن بل وعايشناه واقعا مخزيا كشف لنا عن الوجه القبيح للإدارة الأمريكية التى باعت وهم الديمقراطية لبعض ساذجى شعوبنا العربية الذين كانوا يحلمون بنعيم الجنة الأمريكية الموعودة فاستيقظوا على كابوس داعش.