تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بحادث نيس الفرنسية الذي ارتفع عدد ضحاياه أمس إلي84 قتيلا بينهم10 أطفال, و202 مصاب بينهم52 في حالات حرجة, علي يد تونسي يدعي محمد لجويج بوهلال دهسهم بشاحنة. وفيما حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الدعوات التي تستهدف المسلمين بعد تلك الهجمات, مؤكدا استمرار الحرب علي تنظيم داعش, أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساندة مصر لفرنسا والجهود الدولية التي تبذل لمكافحة الإرهاب. وأعرب في اتصال هاتفي بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مساء أمس عن تعازي مصر حكومة وشعبا في الضحايا الفرنسيين, فيما عبر أولاند عن تقديره لعلاقات الصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين والتضامن بينهما لمواجهة الإرهاب. فيما أدان مجلس الوزراء الحادث الإرهابي, دعا البرلمان المصري إلي تحرك عاجل لعقد مؤتمر دولي لمكافجة الإرهاب ووضع حد لأعماله التي باتت تهدد العالم كله. وفي سياق متصل, أكد رئيس الجالية المصرية بفرنسا صالح فرهود أنه لا يوجد مصريون بين ضحايا الحادث. وقال مدعي عام باريس: لم يعلن أحد مسئوليته عن هجوم نيس لكنه يحمل بصمات منظمة إرهابية وقال النائب العام في باريس فرانسوا مولان إن الاعتداء ينسجم مع الدعوات إلي القتل التي تطلقها المجموعات الجهادية. من ناحية أخري, أضيفت قضية مكافحة الإرهاب بناء علي طلب باريس إلي جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد غد في بروكسل, وفق ما أعلن مجلس الاتحاد, وذلك غداة اعتداء نيس. وقال المكتب الإعلامي للمجلس عبر تويتر بناء علي طلب فرنسا, سيبحث وزراء الاتحاد الأوروبي بعد غد مكافحة الإرهاب. وفي وقت سابق, أعلنت الممثلية الدائمة لفرنسا لدي الاتحاد الأوروبي الطلب الفرنسي عبر موقع تويتر. ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد بعد غد في إطار اجتماع شهري. وسيناقشون أبرز الملفات الدولية مع نظيرهم الأمريكي جون كيري الذي يقوم بجولة أوروبية. والاجتماع يشهد الظهور الأول لرئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي كوزير خارجية لبلاده. وندد العالم أمس بالهجوم الإرهابي, حيث أدانت روسيا وأمريكا والدول الآسيوية والأوروبية الحادث الإرهابي. ودعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلي مكافحة الإرهاب, كما ندد عدد كبير من الدول العربية من بينها ومصر والسعودية والإمارات وتونس والعراق بالاعتداء بشدة وأكدت دعمها لفرنسا. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تضامن مصر التام مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب. في سياق متصل, أكد الخبير التونسي في شئون الإرهاب علي الدين العلاني أن انزلاق الشباب من أصول تونسية في مثل هذه العمليات هو إرث قديم وليس نتيجة التحولات الحالية فقط, كما أن الوضع الإقليمي المتفجر ووجود داعش هو أحد أهم الأسباب, مشيرا خلال مداخلة له علي قناةBBC العربية إلي أنه فيما يتعلق بأن أغلب المتهمين في مثل هذه الحوادث من أصول تونسية أو من بلاد المغرب الإسلامي فإن ظروف ما بعد الربيع العربي كان تيار الإسلام السياسي يغض الطرف عن سفر الكثير من الشباب للغرب. من جانبه, قال الدكتور محمد أبو رمان الباحث في شئون الجماعات المتطرفة إن طريقة تنفيذ الجريمة وأسلوبها واختيار التوقيت وارتباطه بأهداف سياسية ينم عن أن منفذ العملية يرتبط بتنظيم داعش.