في العاشرة من مساء اليوم كلنا في البيت أو علي المقهي ننتظر صفارة بداية المباراتين في الأمتار الأخيرة بمسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم وهما المؤجلتان من المرحلة32 من عمر المسابقة... الليلة سيقوم فيها المصريون وخصوصا عشاق الساحرة المستديرة طوال الليل علي كرة القدم لن يناموا بسبب الأربعة الكبار. الليلة ماذا ستفعل كيف ستشاهد مباراتين مهمتين بهذا الحجم في الدور الممتاز لكرة القدم في نفس التوقيت؟.. هل يمكنك الاستغناء عن أحدهما ؟.. بالطبع الإجابة صعبة لأن مشاهدة مباراة وتجاهل الأخري أمر أكثر صعوبة إذن لا سبيل عن المشاهدة والمتابعة وكل حسب أهميته بالنسبة لكل منا لكن المؤكد أن كل فرد كان يتمني أن يشاهد هاتين المباراتين كاملتين بتفرغ كامل كل علي حدة لكنها تكافؤ الفرص في الجولات الحاسمة والأخيرة حتي لا يلعب أحد علي نتائج الآخر.. إذن لا بديل من أن نشاهد كرة قدم بالعين ونسمع مباراة أخري بالأذن.. بالطبع نحن أمام اثنتين من أهم المباريات في الموسم.. مباراتان مهمتان.. حاسمتان ستحددان شكل الطريق الذي سيسير فيه الدرع بدرجة كبيرة جدا.. الإسماعيلي والأهلي.. و المصري والزمالك.. مباراتان و لا أقوي ولا أصعب ولا أهم لتحديد هوية الدوري المصري.. الليلة هي ليلة قيام كاملة لكرة القدم فكل عشاق الكرة في مصر سيكونون علي أطراف أصابعهم الليلة سواء الأهلوية أو الزملكاوية أو الإسماعيلاوية أو البورسعيدية وهل يوجد أكثر من ذلك فرق شعبية وجماهيرية ومواجهتهم معا في توقيت واحد وأي نتيجة مؤثرة, فالليلة يمكن أن يفوز الأهلي بالدوري لو فاز علي الإسماعيلي وخسر الزمالك من المصري في هذه الحالة سينتهي كل شيء لأن الفارق سيعود إلي8 نقاط والباقي6 نقاط هذا احتمال.. والزمالك يمكن أن يسترد الأمل بقوة بل يمكن أن يمسك في الدرع بيديه الاثنين لو فاز علي المصري وخسر الأهلي من الإسماعيلي أو حتي تعادل لتبقي مباراة الكبيرين معا هي يوم الحرب الأعظم يوم الحسم الناري يوم تحديد هوية الدرع.. وماذا لو فاز الإسماعيلي وفاز أيضا المصري هنا سيبقي كل شيء معلقا لكن الأهلي سيظل الأكثر اقترابا من نيل مراده لأن الفارق5 نقاط سيظل كما هو والباقي6 نقاط وينتظران جولتهما معا وقبلهما جولة متوسطة قد تشهد مفاجآت ويبقي احتمال أن يفوز الأهلي ويفوز الزمالك وتبقي الآمال في علم الرحمن. ليلة الحسابات المعقدة لكن دعونا في هذه الليلة فهي ليلة رمضانية كروية كل المصريين سيقومونها أمام شاشات التليفزيون البعض قد يفتح شاشتين أمامه والبعض قد يضع التليفزيون أمام عينيه والراديو علي أذنية كي يتابع المباراة الثانية في نفس اللحظة والتوقيت ومع كل دقيقة ستختلف المشاعر ومع كل هدف ستدور عملية الحسابات وتبدأ حسبة برما لو انتهي كده يبقي ده البطل ولو حصل كذا يبقي ده مش البطل ليلة ستشهد حسابات معقدة وفي هذه الليلة ستكون مسلسلات وبرامج رمضان في خبر كان لأن من سيكون له قلب لكي يشاهد مسلسلا والأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري يلعبون علي لقب ولابد أن يحسموه. فبعد أداء فرض المولي عز وجل صلاة العشاء ثم سنة التراويح سيكون التفكير في كرة القدم سيكون الكلام عن الدوري وكل له آماله وأحلامه وطموحاته. نذهب إلي المباراة التي شهدت جدلا كبيرا قبل بدايتها بأيام بسبب أزمة الملعب وأين ستقام وقرار اتحاد الكرة بإقامتها في برج العرب ثم تراجعه كما هي العادة علي طريقة الريس حنفي وإقامتها علي ستاد بتروسبورت وهذا هو الحق والعدل الذي أراده الإسماعيلي صاحب المباراة.. هذه المباراة من كبري مباريات الكرة المصرية لأنها تجمع قطبين كبيرين واثنين من الأندية الشعبية والجماهيرية اللذين يحظيان بالمتابعة المستمرة والقوية من قبل جمهور عاشق ولهان مجنون بحب الحبيب ومتيم وينتظر منه لحظة الفرح والسعادة. من أجل هذه حضر يول في الإسماعيلية مثلا يعتبرون هذه المباراة بطولة قد تفوق لديهم الدوري فالفوز علي الأهلي له طعم ونكهة ومذاق حلو.. الفوز علي الأهلي لديهم يعني كبرياء يعني عزة يعني هزيمة الكبير بغض النظر عن البطولات, الفوز هو كل أمانيهم لهذا لا يجب أن نأخذ بالمستوي قبل اللقاء أو الحالة الفنية كما هو في المباريات الكبيرة فهذه مباراة تشبة الديربي بل ربما تفوق الديربيات الحقيقية بكثير من حيث الحساسية والمتعة والإثارة والتشويق والمنافسة والرغبة في الفوز.. الأهلي اهتز مؤخرا بعدما كان يمتلك شخصية فنية ثابتة صامدة ومستقرة وفجأة في مباراتين تراجع واستقبلت شباكه6 أهداف من المصري وزيسكو صحيح أنه في مواجهة المصري كان صامدا فنيا ووصل وهدد وأضاع وعانده الحظ لكنه أمام زيسكو تراجع فنيا بشكل ملحوظ وفقد دفاعه ووسطه فاعليته وضعف هجومه إلا من رمضان صبحي حامل راية الكرامة الحمراء حاليا.. الأهلي اليوم يدخل وهو غير واثق وجمهوره أيضا غير واثق في الفوز بعد الذي حدث أمام المصري وزيسكو الزمبي في دوري الأبطال والفريق يعاني منذ غياب عبد الله السعيد مصابا وكذلك يغيب عنه اليوم حسام غالي للإنذار الثالث كما يغيب إيفونا وعمرو جمال ويبقي الأمل معلقا علي ما لدي مارتن يول من أوراق مهمة لابد أن يستغلها.. أوراق علاها التراب وأثر فيها صدأ الركنة علي الدكة وهو من يتحمل ذلك لأنه لم يجهز البدلاء المناسبين الجاهزين فنيا وبدنيا لكل موقعة.. واعتمد علي مجموعة محددة تقريبا ولم يستفد بقدرات صالح جمعه ولا السولية حال توقف السعيد ولم يجهز ظهيري الجنب لهذا شعرنا بالنقص عندما غاب أحمد فتحي والناحية اليسري ليست علي ما يرام لتراجع مستوي صبري رحيل وحسين السيد.. وتوجد أزمة في قلب الدفاع واضحة وعن حراسة المرمي فحدث ولا حرج.. قطع كثيرة في الأهلي لا توجد لها بدائل.. لكن اليوم لابد أن يكون يول تعلم من الصفعتين الأخيرتين وتعلم من درس الجمهور الكبير المنزعج الذي غطي تراب الجزيرة يوم الاثنين الماضي عشقا وحبا وهيما ورغبة في الانتصار.. اليوم يول سيظهر ويبان ولن يكون عليه الأمان إلا إذا انتصر.. اليوم يول لابد أن يقول إنه يملك عصا التغيير والقدرة علي الحسم في المواقف الكبيرة وحسم البطولات لأنه لمثل هذه المباريات الكبيرة حضر والمؤكد أن يول لن يغامر اليوم لأنه لابد أن يكون كل شيء محسوبا بدقة بالورقة والقلم لأنه يعلم أن أي شيء غير الفوز سيضعه في مأزق صعب جدا لاسيما إذا ما فاز الزمالك علي المصري وهذا متوقع بنسبة كبيرة جدا لأن الزمالك لن يهدر الفرصة التي جاءته من السماء انتظارا لهدية الحبيب ابن العم الدراويش الأصفر. لن أتحدث عن التشكيل لأن يول حتي اليوم محتار فيه ومازال يفاضل بين اللاعبين وفي المراكز بسبب ما لديه من غيابات وعدم جاهزية الآخرين أو عدم قدرتهم علي التعويض.. لكن الأهلي ويول يؤمنان أن هذه المباراة لا تعرف القسمة علي اثنين فهو بديل واحد الفوز ثم الفوز لأن الفوز يعني اقتراب البطولة بنسبة كبيرة جدا من الجزيرة. الدراويش.. والأسباب الثلاثة للفوز أما الإسماعيلي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب الملعب ونال ما أراد فهو يحلم بالثلاث نقاط لأكثر من سبب حتي يقترب من المربع الذهبي لربما يلحق به في الأمتار الأخيرة وهذا مهم جدا من أجل الكونفيدرالية وحتي ينال رضا الزملكاوية ويقدم لهم خدمة البطولة ديلفري لحد ميت عقبة كما فعلها معهم من قبل في23 مايو2003 عندما كان الأهلي متقدما علي الزمالك بنقطتين وفي الجولة الأخيرة كان لقاء الأهلي مع إنبي.. والزمالك مع الإسماعيلي يومها مر الزمالك من الإسماعيلي بهدف حسام عبد المنعم تحت قيادة كابرال, فيما نال الأهلي هزيمة تاريخية من إنبي بهدف سيد عبد النعيم وضاع الدوري وكان الدراويش طرفا في ذلك.. واليوم الإسماعيلي يريد أن يخدم ولاد العم ونفسه يكون حديث مصر لأيام لو فاز علي الأهلي وهو كفريق عروضه بشكل عام هذا الموسم متذبذبة كثيرا فمرة عال جدا ومرات متراجع ويلقي هزائم علي أرضه لكنه في مباراة اليوم توجد دوافع كبيرة ومتابعة جماهيرية هي مباراة الموسم له وللاعبيه ومدربيه وجمهوره وإدارته وللزمالك.. كل أوراق الدراويش جاهزة بقيادة المخضرم حسني عبد ربه والقيادة الفنية لخالد القماش تعتبرها مباراة الموسم لأن الفوز سيعلي كثيرا من قيمة القماش كمدرب كما فاز من قبل علي الزمالك بهدف في أول مباراة له بعد تولي المهمة الفنية.. والقماش لديه الكثير من النجوم الذين يستطيع بهم استغلال حالة الأهلي الفنية المتراجعة لتحقيق شيء مؤثر في المسابقة الليلة والدراويش عندما يكونون مستريحين منسجمين أمام الأهلي يكونون شكلا مختلفا لهذا ننتظر جرعة كبيرة من المتعة الليلة.. انتظرونا. الزمالك.. ومبدأ افعل ما عليك أما الزمالك فليعب ب همين.. الهم الأول أن يفوز هو علي المصري الليلة والثاني أن يفوز الإسماعيلي علي الأهلي أو علي الأقل يتعادل معه.. فهو مشغول بالاثنين لكن محمد حلمي الذي غير شكل الزمالك وجعله المنتصر دائما لا يريد ذلك وتحدث كثيرا مع لاعبيه في هذا الأمر بألا يشغلوا بالهم بالمباراة الثانية هم ليسوا أمامهم سوي مباراة واحده فقط أمام المصري مطلوب منهم الفوز بها ثم الفوز علي الحدود ثم علي الأهلي غير ذلك ليس مطلوبا منهم أي شيء هذا ما يريده.. مبدأ افعل ما عليك واترك الباقي علي الله.. وحلمي نجح في إحداث تغيير كبير في شكل وأداء الزمالك وفي طريقة التعامل مع اللاعبين وفي طريقة فرض الأخلاق والقيم والنظام ووضع فواصل بين اللاعب والمدرب والفرصة لا تتاح إلا لمن يستحقها وغير الملتزم لا مكان له بالفريق حتي لو كان شيكابالا.. والزمالك في أعلي فتراته الفنية ومنعوياته عالية جدا منذ الفوز علي انيمبا في نيجيريا ثم هزيمة الأهلي محليا وإفريقيا وعودة الأمل.. الزمالك يعتبر الليلة هي ليلة الأمل الكبير بشرط أن يفوز هو أولا ثم ينتظر هدية الدراويش قبل القمة.. الزمالك جاهز بكل أوراقه ولا ينقصه سوي محمد كوفي وأيمن حفني بسبب المشكلات المالية والمستحقات وحلمي لم يتوقف أمامهما بل اعتمد علي ما لديه ورفع شعار الزمالك لا يتوقف علي أحد. حسام وخطة ضرب الكبار المصري بقيادة حسام حسن هذه المرة مختلف لقد تطور الفريق وحقق مراكز متقدمة ونضج فنيا ويوجد لدي حسام فكر كبير في إدارة المباريات الكبيرة لأنه يعرف قدرات فريقه جيدا وقدرات المنافس وهو يلعب علي ذلك كما فعلها أمام الأهلي بأن أغلق الطرق المؤدية إلي مرماه جديدا واعتمد علي المرتدات السريعة وهزم بها مارتن يول بقوة وسرعة وجراءة ومنذ هذا الفوز والمصري منتش ومرتفع معنويا وجماهيره أيضا وحسام ولكن الخوف علي المصري أن هذه النشوة والثقة الكبيرة يمكن أن تأتي برد فعل عكسي كما أن المنافس وهو محمد حلمي بالطبع بات يعمل له ألف حساب وسيلعب المباراة ولديه أكثر من خطة وطريقة لضرب الدفاع أولا وإيقاف الهجوم المرتد ثانيا.. لكن المهم بعيدا عن الحسابات الفنية وطرق اللعب التي نحفظها جميعا هاتان المباراتان تتحكم فيهما أشياء أخري غير كرة القدم وهذه الأشياء ستكون مؤثرة جدا جدا كالحماس والرغبة في الفوز والرغبة في الإنجاز والرغبة في المركز الثالث الذي لم يصل إليه المصري من زمان عدي وفات.. نحن أمام مباراتين من العيار الثقيل لكن الأهم هو أننا ننتظر المتعة كجمهور ونقاد ومتابعين وننتظر مباراتين تليقان بحجم الأسماء الكبيرة في الملعب سواء ملعب بتروسبورت الذي يستضيف لقاء الإسماعيلي مع الأهلي.. أو ستاد الإسكندرية الذي يستضيف لقاء الزمالك والمصري والذي تم نقل المباراة إليه في الساعات الأخيرة من الإسماعيلية لدواع أمنية.. ننتظر الأربعة الكبار وما أصعب الانتظار.