وهي المرأة المؤمنة التي تربي موسي عليه السلام في بيتها, قال تعالي:( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا حزنا) القصص/8 ( وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو تتخذه ولدا وهم لا يشعرون) القصص/9 وقال تعالي( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم/11 وقد كان موسي عليه السلام سببا في هداية( آسية بنت مزاحم) فآمنت بالله وكان موسي سببا في هلاك فرعون. وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين, أنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين إذا كانوا محتاجين إليهم, كما قال تعالي( إلا أن تتقوا منهم تقاة) هذا ما ذكره الإمام ابن كثير في شرحه لهذه الآية, عند تفسيره, ثم أضاف: قال قتادة: كان فرعون أعتي أهل الأرض وأكفرهم, فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها, ليعلموا أن الله تعالي حكم عدل لا يؤاخذ أحدا إلا بذنبه وروي ابن جرير( أي: الإمام الطبري) عن سلمان قال: كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس, فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها, وكانت تري بيتها في الجنة, فقولها:( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار,( ونجني من فرعون وعمله) أي خلصني منه فإني أبرأ إليك من عمله.( ونجني من القوم الظالمين).. وهذه المرأة هي آسيةبنت مزاحم) رضي الله عنها, عذبها فرعون فشد يديها ورجليها بالأوتاد وهي صابرة, فرأت بيتها في الجنة فضحكت حين رأته, فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض الله روحها في الجنة رضي الله عنها. وفي الصحيحين, عن أبي موسي الأشعري, عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون, ومريم ابنة عمران, وخديجة بنت خويلد, وان فضل عائشة علي النساء كفضل الثريد علي سائر الطعام( أخرجه الشيخان). وفي حديث آخر أخرجه أحمد والطبراني والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه الحاكم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد, وفاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن( قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) ذكر ذلك الإمام السيوطي في الدر لمنثور) كما أضاف الامام السيوطي عند هذه الآية: وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد, وأضجعها علي صدرها, وجعل علي صدرها رحي, واستقبل بهما عين الشمس, فرفعت رأسها إلي السماء فقالت:( رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) إلي( الظالمين) ففرج الله عن بيتها في الجنة فرأته. وفي حديث ذكر الامام السيوطي عن الطبراني أنه أخرجه عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران, وامرأة فرعون, وأخت موسي الدر المنثور في التفسير بالمأثور للامام السيوطي عن الآية(11) من سورة التحريم,(12).