تحتفل الإسماعيلية بعيد حصاد الفراولة الذي يتزامن مع جمع المحصول الذي بدأ الشهر الجاري وينتهي في يونيو المقبل ويعد هذا الصنف من الفاكهة مصدرا أساسيا للدخل للبعض من أبناء القطاع الريفي بالمحافظة حيث يحققون عن طريقه مكاسب مالية لا بأس بها ويبلغ إجمالي إنتاجه السنوي قرابة ال70 ألف طن تطرح في السوق المحلي ويصدر جزء كبير منها للدول العربية والأوروبية معا علي حد سواء وحتي نقف علي فوائده الاقتصادية والمشاكل التي تواجه المزارعين التقينا شرائح مختلفة منهم وتحدثوا بصراحة عن الإنجازات والمشاكل. ففي البداية يقول سيد مصيلحي مزارع- إن الإسماعيلية تشتهر بزراعة الفراولة نظرا لجودة أرضها الخالية من النيماتودا والأمراض والأملاح الضارة وأنسب وقت لزراعة هذا المحصول ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر وأهم الأصناف التي تصلح للإنتاج المنتخب والكاماروزا والفستيفال والبلدي المحسن ويحتاج الفدان من30 وحتي35 ألف شتلة ونظام الري يكون دائما بواسطة خراطيم التنقيط حتي يمكن توفير الرطوبة المناسبة لإنبات الشتلات ويكون التسميد طبقا للمواصفات المتعارف عليها حتي لا تتأثر عملية الإنتاج. ويضيف محمود النصيري مزارع- أن أهم أصناف الفراولة التي تصلح للتصدير للخارج الدوجلاس والشلندر لجودتهما ووفرة محصولهما وهناك أنواع أخري يتم زراعتها محليا تتمثل في الفستيفال والكاماروزا والمنتخب والجوفيتان ويحقق الفدان الواحد منها مكسب يتراوح مابين65 وحتي95 ألف جنيه وتبقي مشكلة زراعة الفراولة وحصادها بالنسبة للمزارعين تتمثل في ضرورة وجود سيولة مادية حتي يتحقق النجاحات اللازمة ويعود استزراع هذا المحصول بالخير علي منتجيه. ويشير الدكتور محمد البرماوي أستاذ جامعي- إلي أن هناك عدة طرق لزراعة الفراولة منها وضع الشتلات في صفوف تبعد عن بعضها البعض مسافة25 سم حتي تنمو بشكل جيد فضلا عن إمكانية زراعتها في سطور اثلام ولابد أن تكون المسافة30 سم ويمكن الاستفادة من الفواصل الواقعة زراعة نباتات الخس والفجل سريع النمو لكن لا يجب زرعهما في حالة تواجد الشتلات المستنبتة والمشاكل التي تواجه بعض المزارعين تدمير العصافير للمحصول والأمراض الفطرية التي ينتج عنها ظهور بقع بيضاء علي سطح أوراق النبات تؤدي لذبولها وموتها وتنتقل الفطريات من منطقة لأخري وتلعب الحشرات والطيور وأدوات الزراعة دورا هاما في انتشارها ويتم مكافحة هذا المرض باستخدام المبيدات الفطرية. ويوضح محمد عبد الرسول مهندس زراعي- أن قريتي المحسمة القديمة وأم عزام الأكثر زراعة للفراولة وأبناؤها يعملوا في جني هذا المحصول ويصل أقل أجر للفرد الواحد بينهم35 جنيها يوميا بشرط أن تتوافر لديه الحرفية في عملية قطف الثمار بحرص دون الإضرار بمثيلاتها غير ناضجة وعدم قطع الشجرة الصغيرة نفسها وتتم عملية جمع الفراولة في أطباق بلاستيكية يوفرها صاحب المزرعة وفرزها واستبعاد الفاسد منها ووضعها في صناديق خشبية أو كرتونية وبطريقة منظمة تعطي شكلا جميلا عند بيعها في الأسواق. ويؤكد طه أبو حلوف صاحب مزرعة- أن50% من أراضي قرية المحسمة القديمة تزرع بالفروالة من نوع الفستيفال ويتم تصدير المحصول للخارج بكميات وفيرة والمشكلة التي تعترضنا ارتفاع منسوب المياه الجوفية في السنوات الأخيرة الأمر الذي يدفعنا لتغطية الأرض بالرمال والتي تؤدي لزيادة تكلفة زراعة الفراولة وقد يصعب ذلك علي البعض من المزارعين الذين اضطروا للتوقف عن إنتاج هذا المحصول. ويتابع الدكتور محمد خالد وكيل المستشفي العام بالإسماعيلية أن تناول الفراولة يقي الإنسان من أمراض الكبد والدم والطحال والتدرن الرئوي والتهاب المفاصل والنقرس وأوراقها وجذورها لها فوائد في تثبيت الأسنان الرخوة واللثة الأسفنجية الفاسدة وهي غنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد أكثر أربعين مرة مما هي عليه في العنب ولذلك تستخدم الثمار لعلاج حالات فقر الدم ويستعمل المغلي الجاف منها مادة حافظة للحرارة وطارده للحصوات المرارية والكلوية ويفيد عصير الفراولة الجسم المتكاسل ويزيل البثور وحب الشباب واللون الشاحب من الوجه ويجب أن تؤكل الفراولة بعد غسلها مباشرة حتي لا تفقد خواصها المضادة للجراثيم. ومن جانبه قال الدكتور السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية أن المحافظة تحرص سنويا علي إقامة احتفالية لاختيار أميرة الفراولة بالتزامن مع الاحتفالات بأعياد الربيع في تقليد جميل يظهر أهمية هذا المحصول الذي تعتمد عليه شريحة لا بأس بها من المزارعين لإنتاجه. وأضاف أن الجمعيات الزراعية تتعاون مع المزارعين وتوفر لهم الأسمدة بناء علي الحيازات الموجودة لديهم ولا توجد مشكلة في هذا الشأن الحيوي فضلا عن دور الإرشاد الزراعي في توعية المنتجين لكيفية الاهتمام بمحصول الفراولة. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إلي أن المحصول هذا العام يبشر بالخير ومراكز التصدير بدأت في عملها لشحن الفراولة للدول الأوروبية والعربية في ظل تسهيلات تمنح للمزارع والمصدر معا علي حد سواء وإن وجدت أزمة يتم حلها في حينها عن طريق الأجهزة المعنية بالأمر. وأوضح أن هناك مساع حثيثة للقضاء علي ارتفاع منسوب المياه الجوفية في نطاق مركز ومدينة القصاصين والتل الكبير بإنشاء مصارف مكشوفة ومغطاة وفرت الدولة الدعم اللازم لها حتي لا يصاب محصول الفراولة بالتلف.