علي مدار أعوام طويلة تراكمت كميات من المياه الجوفية أسفل منطقة أبو مينا, أحد أهم المناطق الأثرية, ليس بالإسكندرية فحسب ولكن علي مستويمصر والعالم, حيث إنها منطقة أثرية مسجلة ضمن أماكن التراث العالمي التابعة لهيئة اليونسكو, لتهدد تلك المياه المباني الأثرية الموجودة بالمنطقة والتي هي عبارة عن كنائس وبقايا منازل وأسواق تجارية تعود للعصر البيزنطي بالتصدع والانهيار. وكان مشروع سحب المياه الجوفية بدأ عام1999 إلا أنه سرعان ما توقف بسبب نقص الاعتمادات المالية, مما أثر بشكل كبير علي المباني الأثرية الموجودة داخل منطقة أبو مينا. من جانبه أوضح الباحث الأثري, حسام الدين عبد الباسط, أن أبو مينا منطقة أثرية مسجلة بقائمة التراث العالمي اليونسكو, حيث تضم كنائس ومنطقة سكنية ومجموعة من الفنادق والأسواق التجارية وكلها تاريخية تعود للقرنين الرابع والسادس الميلادي. وأضاف في تصريحات لالأهرام المسائي أن المنطقة تنسب للقديس مينا, والذي كان ينتمي لأسرة غنية; حيث كان والده ضابطا في الجيش الروماني وتوفي عندما كان طفلا وتبني أصدقاء والده تربيته ورعايته حتي كبر والتحق بالجيش الروماني مثل والده. وتابع: وخلال تواجد مينا بالجيش الروماني أسندت إليه مهمة إخضاع عدد من قبائل شمال إفريقيا الثائرة وهو ما رفض الانصياع له واعتنق المسيحية سرا وهرب من الجيش فصدر حكم ضده بالإعدام وحرق جثمانه, لكن زملاءه قاموا بإخفاء الجسد ورفعوه علي جملين وتحركوا به تجاه الإسكندرية وعند وصولهم لقرية ست, بمنطقة أي مريوط, والتي تسمي حاليا كينج مريوط, وجدوا أن الجمل قد برك ورفض التحرك فدفنوه هناك في مدفن بسيط الشكل. واستطرد: مع مرور السنوات وفي الفترة التي شهدت اعتراف الدولة البيزنطية بالديانة المسيحية,لاحظ الأهالي من الرعاة أن المرضي يشفون بمجرد مرورهم من جوار تلك المقبرة فاعتقدوا أن فيها قديسا, وبدأ الأمر ينتشر حتي وصل للعاصمة الإسكندرية, حتي أمر الإمبراطور فالنس الأول, ببناء مقام كبير للقديس هناك وتوسعت المنطقة حتي إنها أصبحت مقر الحج الأعظم للمسيحيين وقتها بعد القدس. من جانبه كشف مصدر مسئول بمنطقة آثار الإسكندرية, أنه قد تم بالفعل مؤخرا توفير الاعتمادات المالية اللازمة للبدء في مواصلة مشروع سحب المياه من أسفل المنطقة لحمايتها وذلك بناء علي توجيهات مباشرة من وزير الآثار. وأشار المصدر في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إلي أن المنطقة هي المكان الوحيد بالإسكندرية الذي تم تسجيله في مجلد التراث العالمي التابع لهيئة اليونسكو وذلك منذ عام.1979