وجهه يحمل بقايا رجل وسيم مثل نجوم السينما ملابسه تخبرك بأنه رجل أنيق ومختلف رغم أنه يعمل ماسحا للأحذية, إنه عم محمود أحمد أشهر ماسح للأحذية بمنطقة وسط البلد فعندما تتكلم معه تدرك أنه شخص غير عادي وأنك أمام شخصية محيرة وغامضة, فهو مثقف يقرأ لكبار الكتاب والأدباء ويجيد الإنجليزية ولا تتعجب عندما تعرف أنه خريج المدرسة الكاثوليكية. شيئا ما يخفيه عم محمود في خزينه أسراره فيبدو غامضا لكل من يتقرب منه ليعرف عنه أكثر, تسقط منه بعض العبارات مصادفة مثل أنه كان زميلا للدكتورة هدي عبد الناصر ابنه الرئيس جمال عبد الناصر في المدرسة الابتدائية والإعدادية وأنه لايزال يحفظ اسماء بعض ممن درسوا له, وعندما تسأله هل أكملت دراستك الجامعية يسكت وينظر نظرة شاردة ويقول خلينا هنا. طقوسه في مسح الأحذية غير عادية ادواته منظمة ومرتبة عدته كاملة مجموعة من الفرش والورنيش وجوانتيتات كل ذلك خلف سور الحديقة التي يجلس بجوارها يوميا من الثامنة صباحا وحتي الخامسة عصرا كل يوم ماعدا يوم الجمعة, وعن هذه الطقوس يقول لا أحد يخلع حذاءه إلا إذا كان يلبس بديلا له ويقف الزبون ويضع رجله علي الصندوق الخشبي وأمسح له الحذاء بصبر وتأن, أما المستعجل يتفضل يروح لحد تاني كما أنني لا أحب الثرثرة مع الزبائن, ولا أحب الزبون كثير الكلام ومعظم زبائني أعرفهم ويعرفونني كثير منهم قضاة ومحامون وصحافيون ومع ذلك إنا في حالي ولا يفرق عندي وزير من غفير المهم الهدوء والنظام أول ما بشوف الجزمة بعرف قيمتها ولا أفرق بين جزمة50 جنيها وأخري5000 ألاف جنيه المهم طريقة التعامل لو حد اتعامل بقلة ذوق وافتكر أنه بيتعامل مع جزمجي برفض أكمله المسح ويتفضل يكمل عند أي حد تاني الأرزاق بيد الله والحمد لله مستورة.