تحولت الانتخابات الإيرانية لاختيار البرلمان ومجلس الخبراء الي معركة شرسة بين الإصلاحيين والمتشددين وكان التنافس في الحقيقة بين المؤيدين والمعارضين للاتفاق النووي الإيراني مع الغرب. نتيجة الانتخابات الإيرانية التي أظهرت مكاسب قوية لأنصار الرئيس الإصلاحي حسن روحاني تساعد علي المزيد من الانفتاح علي الغرب, كما تضمن له البقاء في الرئاسة لفترة ثانية. من أهم الملاحظات علي هذه الانتخابات أنها تم تمديدها ست ساعات بسبب الاقبال الكبير لصالح المعسكر الاصلاحي المعتدل, وتكمن أهمية تقدم المعتدلين في أن البرلمان ومجلس الخبراء هما اللذان يعينان المرشد الأعلي القادم, وهو أعلي منصب في البلاد. كما ان الانتخابات البرلمانية السابقة في ايران تمت مقاطعتها من قبل الاصلاحيين عقب الانتخابات الرئاسية عام2009 عندما تم تزوير التصويت للسماح للرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد بالفوز لفترة رئاسية ثانية, واستمرار بقاء كل من الاصلاحيين حسين موسوي ومهدي كروبي تحت الاقامة الجبرية باعتبارهما سبب تحريك الاضطرابات فعقب الانتخابات الماضية يعد مثالا حيا علي فشل روحاني في تحقيق تقدم في قضايا السياسة الداخلية. نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة من المقرر أن تخرج البلاد من سنوات طويلة من العزلة, ويتزامن ذلك مع رفع العقوبات عن إيران عقب التوصل للاتفاق النووي, لذا فان تخفيف الرقابة من قبل المتشددين المناهضين للغرب الذين كانوا يسيطرون علي البرلمان المؤلف من290 مقعدا يمكن ان يعزز انفتاح ايران علي التجارة الخارجية والاستثمار عقب الاتفاق النووي. وبسبب الظروف الصحية للمرشد الأعلي علي خامنئي76 عاما فان أعضاء البرلمان الجديد الذين سيستمرون في العمل لمدة8 سنوات من المقرر أن يختاروا خليفة له. ومن أهم الشخصيات الفائزة في الانتخابات البرلمانية رئيس مجلس الشوري الحالي علي لاريجاني الذي يدعم الرئيس روحاني. ونقلت صحيفة( الجارديان) البريطانية عن محللين غربيين قولهم ان وجود عدد كبير من المستقلين في البرلمان الايراني يزيد من إمكان تعاونهم مع حكومة روحاني. ووفقا للصحيفة فان روحاني أثبت أنه سياسي محنك وعنيد حيث استطاع كسب تأييد كبير للاتفاق النووي من خلال تقدم الاصلاحيين في الانتخابات الاخيرة حيث يسعي لتحسين العلاقات مع الدول الاخري بما في ذلك الولاياتالمتحدةالامريكية لاصلاح الاقتصاد الايراني وجذب الاستثمارات الاجنبية وتخفيف القيود عن الصحافة والشرطة. يسعي روحاني للتغيير التدريجي لانه يعلم ان عهد خاتمي واحتجاجات الشوارع عقب انتخابات عام2009 المتنازع عليها فتحت باب الانقسامات المريرة بين السياسيين في البلاد, وسوف يحتاج روحاني للحفاظ علي تأييد الرأي العام الايراني أملا في اعادة انتخابة رئيسا للبلاد العام القادم, كما سيحتاج لطمأنة المحافظين ان التغيير الذي يقوده لايزال في صالح الجمهورية الاسلامية.