لوحة معلقة علي ميزان عتيق بأحد شوارع وسط البلد, لا يقدم لك قياسا لوزنك وطولك ويخبرك بحظك فقط, لكنه يعيدك في الوقت نفسه إلي أجواء الزمن الجميل. يقول أحمد مصطفي صاحب الميزان أن ملكيته انتقلت إليه بعد أن ورثه والده عن جده, ثم أصبح مصدر رزقه الوحيد بعد أن خرج علي المعاش, ورغم أن تاريخ صنعه يعود إلي أربعينيات القرن الماضي كما يعتقد, إلا أن الميزان يتميز بدقته وماشي زي الساعة يقيس الوزن والطول أما الحظ فهو بيد الله, وهو مثبت في الأرض التي يدفع مقابلا شهريا لاستغلالها. ويشير أحمد إلي أطرف المواقف التي يتعرض لها وهي التي تحدث عندما يصر الرجال علي قياس أوزان نسائهم في الشارع فترفض بعضهن ويتحول الأمر إلي خناقة زوجية, بينما توافق أخريات ببساطة أو بمزاح ويختم صاحب الميزان الذي فتحه لتكشف ماكيناته اليدوية الداخلية عن زمن اتقان الصنعة ودقتها كلامه قائلا كل فولة ولها كيال.. حتي لو تقل الميزان.