أخيرا أصبح مستشفي رمد المحلة الذي تم هدمه منذ20 عاما من أجل بنائه وتشييده من جديد في طريقه كي يري النور بعد توقف عمليات الإنشاء طوال هذه السنوات وذلك عقب موافقة وزارة الصحة علي تدبيرالاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال بناء المستشفي. حيث أكد الدكتورمحمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية في تصريح ل الأهرام المسائي أن الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة قرر استكمال الأعمال المتوقفة بمستشفي رمد المحلة وثلاثة مستشفيات أخري علي مستوي محافظة الغربية منذ عام2007 وهي مستشفيات محلة مرحوم وحميات طنطا والمحلة بعد الانتهاء من إعداد الرسومات الهندسية اللازمة وإدراجها ضمن خطة ومشروعات الوزارة حيث تم تكليف إحدي شركات المقاولات لتنفيذ الأعمال بداية من منتصف شهر مارس المقبل كما سيتم توفير الموارد المالية المطلوبة لدعم مستشفي رمد المحلة بالأجهزة الطبية الحديثة حتي يستطيع تقديم خدمات طبية متميزة لمرضي العيون بمدينة المحلة ومراكزها. يذكرأنه منذ عام1937 كان هناك صرح طبي عملاق بمدينة المحلة الكبري اسمه مستشفي الرمد تم بناؤه لخدمة قطاع كبير من مرضي العيون من أبناء المدينة العمالية والصناعية الكبري و52 قرية تابعة لها.وأكد عزت النويهي موظفة- أن المستشفي كان الوحيد المتخصص في علاج أمراض الرمد والعيون وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة للمرضي الذين يمثلون شريحة عريضة من الطبقة محدودي الدخل وعمال شركة غزل المحلة وشركات ومصانع القطاع الخاص الذين يعملون في المصانع والمصابغ التي تعج بالمواد الكيماوية والأبخرة السامة حيث كانوا يترددون علي مقر المستشفي من كل مكان لتلقي العلاج بالمجان ولكن فجأة وبدون سابق إنذار اختفي مستشفي الرمد في منتصف التسعينيات بعد هدم المبني القديم حتي سطح الأرض لتهالك أساساته من أجل تشييد وبناء مبني جديد بأسلوب علمي حديث ومتطور بناء علي قرار من وزارة الصحة حتي يعود بقوة لتقديم خدمات علاجية أكثر تميزا وتطورا للمرضي.. ووقتها استبشر أهالي المحلة خيرا عندما بدأت عمليات الحفر وعمل الأساسات لإعادة بناء المستشفي حيث استمر العمل لعدة شهور تم خلالها تشييد ثلاثة طوابق خرسانية ولكن توقفت عمليات البناء دون توضيح أسباب حتي هذا التاريخ تاركين الطوابق الخرسانية بدون أي حماية أو حراسة. وأضاف المهندس حسين علام- من أهالي المحلة- بأن المبني المهجور تحول خلال السنوات السابقة إلي بيت من الأشباح وأصبح وكرا للبلطجية والمدمنين والخارجين علي القانون بعدما اتخذوا من مباني المستشفي الخاوية مقرا دائما لتناول المخدرات بأنواعها وارتكاب الأفعال المشينة وهو ما سبب حالة من الذعر والهلع لجميع سكان المنطقة المحيطة بالمستشفي بخلاف أن المبني مواجه لمدرسة الصنايع مما جعله ملجأ للطلاب الهاربين من اليوم الدراسي الذين اتخذوه مقرا لهم لحين اقتراب مواعيد الانصراف مما أصبح يشكل خطرا داهما علي مستقبل هؤلاء الطلاب وناشد مسئولي وزارة الصحة بسرعة العمل بالمستشفي بعد سنوات طويلة من التجاهل والإهمال لإعادة دوره العلاجي الذي كان قد أنشئ من أجله رحمة بالمرضي البسطاء. في حين أوضح صبري أبوزيد طبيب عيون أن المأساة الحقيقية تجلت عندما تم نقل الأطباء وأعضاء هيئة التمريض بالمستشفي بالكامل الي مقر مؤقت هزيل مكون من عدة أكشاك من الالوميتال داخل مبني المستشفي الأميري السابق والذي يفتقد للإمكانات الطبية والأجهزة والمعدات التي لا تساعد الأطباء علي إجراء العمليات الجراحية الخاصة بالعيون مما يكلف المواطنين عبء السفر للعلاج علي نفقتهم الخاصة بالمحافظات الأخري المجاورة أو التوجه الي العيادات الخاصة باهظة الأسعار رغم أن معظمهم من محدودي الدخل ولا يقدرون علي دفع نفقات هذه المستشفيات مشيرا إلي أننا جميعا أصبحنا في انتظار الفرج وتنفيذ وعود مسئولي وزارة الصحة للانتهاء من إعادة بناء مستشفي الرمد الجديد ودخوله الخدمة رسميا في أقرب وقت بعد سنوات طويلة من المعاناة.