خطوط الزمن علي وجهها لم تمسح جمالا ريفيا طبيعيا لكنها تعكس شقاء سنوات الصبا والشباب والشيخوخة, أم أحمد كما يناديها الناس والزبائن تروي قصتها فتقول: من أكثر من أربعين سنة جيت مصر مع زوجي, عروسة صغيرة مكملتش16 سنة كنت خايفة قوي إزاي هعيش في مصر وهعمل إيه. ولم أكن أتخيل أنني سأقدر علي الابتعاد عن بلدي الفيوم وأهلها وناسها وحياتنا البسيطة هناك, أسكنني زوجي رحمه الله في منطقة شعبية كانت العيشة صعبة لكن طول ما هو كان عايش كانت الدنيا ماشية, صحيح اللي جاي علي قد اللي رايح بس الحمد لله كنا مستورين, ومن30 سنة مات زوجي والحياة هنا لا ترحم ففكرت في العودة إلي الفيوم بأبنائي الثلاثة لكنني خفت ألا أجد هناك ما أعولهم به, فأشارت علي جارتي بأن أسافر إلي بلدتي فأحضر منها الخيرات من جبن قريش وزبدة وبط وأبيعهم هنا لسكان المدينة, وفعلا بدأت في ذلك وشوية شوية ربنا كرمني وربيت ولادي وكبروا واتجوزوا وأنا تعودت علي الشغل يسليني ولا يحوجني لأحد ولا حتي لأولادي, ومستورة الحمد لله بس الشقا بيعجز بدري وعلي رأي المثل شقا دايم يهد العزايم عشان كدة بقيت أخلي حبايبي وجيراني في الفيوم يجيبوا البضاعة وأنا أبيعها في السوق الذي يعرفني كل زبائنه