يواجه اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان الجديد الاختبار الأول له منذ توليه المسئولية في الأسبوع الماضي, حيث يترقب أهالي أسوان بفارغ الصبر مصير العشرات من أرباب المعاشات الذين خرجوا من الخدمة منذ سنوات ولايزالون يعملون بنظام المكافأة داخل الديوان العام للمحافظة وبعض المديريات الخدمية تحت مسمي إما مستشارين أو مشرفين, وكان هذا الديوان ومديرياته قد خلت من الكفاءات وذوي الخبرة. الغريب أن محافظة أسوان ومنذ سنوات قد استحدثت هذه الفكرة التي اغتالت أحلام العديد من الشباب, ضاربة بعرض الحائط تعليمات رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا علي البلاد في السنوات العشر الأخيرة واخرهم الرئيس السيسي وقامت بتعيين هؤلاء كنوع من التكريم والمجاملة, والأغرب ان منهم من سمح له المحافظون بالتدخل في كل كبيرة وصغيرة وفي جميع القرارات من خلال تقييمه للقيادات العليا وتزكيته للمناصب الكبيرة داخل المحافظة, حتي اكتسب وبجدارة لقب سوبرمان ديوان عام المحافظة. ومع تقديرنا الكامل لما بذلوه من جهد خلال فترة خدمتهم السابقة, فإن عدد الذين أحيلوا إلي المعاش ولايزالون يعملون تحت هذه المسميات يصل إلي نحو70 موظفا, حيث يبرز منهم المحاسب مصطفي ابو الحسن المستشار المالي والاقتصادي للمحافظة67 عاما والذي يمتلك قدرات هائلة وخبرات كبيرة قادرة علي إقناع كل محافظ بعدم الاستغناء عن خدماته بسبب ما يملكه من معلومات عن دقائق الامور في المشروعات والحسابات المالية, وهو يشغل ايضا منصب رئيس مجلس إدارة شركة الميكنة الزراعية, كما يبرز ضمن أرباب المعاشات الذين يشرفون علي أعمال اخري في محافظة اسوان عبد الفتاح زغلول السكرتير العام المساعد السابق62 عاما وهو يشغل حاليا منصب المشرف العام علي لجنة الإسكان وفندق وقاعة عروس النيل التابعة للمحافظة, واللواء أحمد الكاشف المشرف علي المحاجر والمناطق الصناعية, والعميد عبد الهادي سيد المشرف علي الحملة الميكانيكية والمهندس وصفي عزيز المشرف علي المراسي السياحية ومشروعي توفير الطاقة وتجميل المدينة, وطاهر عبد الباسط المشرف العام علي التنمية الحضرية وصندوق العشوائيات وطلعت موريس المسئول عن تعويضات النوبيين وكان يعمل بمديرية التضامن الاجتماعي والمهندس جابر طه المشرف علي مكتب المحافظ, ومحمود صبري المشرف علي أمانة المجالس المحلية, بالإضافة إلي العديد من الموظفين الاخرين في عزبة الديوان العام لمحافظة أسوان. ويصف ضياء الدين خيري عضو مجلس محلي محافظة أسوان السابق هذه الظاهرة بالمهزلة قائلا إن هؤلاء جميعا يحصلون علي مكافآتهم من الصناديق الخاصة وصندوق تنمية الخدمات وهي صناديق تضم أموال الشعب التي يجب استغلالها في تشغيل مئات الشباب من العاطلين وكذا في المشروعات الخدمية التي تعود علي المجتمع الأسواني بالنفع, كما ان المحافظة تخصص لهم سيارات لتنقلاتهم, وأضاف عضو المجلس المحلي السابق انه سبق وان تقدم مع مجموعة من شباب المحافظة بشكوي للمحافظ السابق في هذا الشان ولم يفعل شيئا, كما تبني مع مجموعة منهم حملة علي صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لوقف هذه المهزلة دون جدوي. وناشد ضياء محافظ أسوان الجديد بتطبيق القانون18 لسنة2015 ولائحته التنفيذية التي تحظر تعيين اي موظف أحيل للمعاش في وظيفة مستشار إلا بموافقة رئيس الوزراء, وعلي مسئوليته طالبه ايضا بمراجعة أسماء عدد من كبار الموظفين الحاليين الذين يجمعون اكثر من منصب قيادي في وقت واحد, ومن بينهم سمير رسلان مدير مكتبه ومدير عام مركز المعلومات, ومحمد الحسيني مدير تشغيل الشباب ومدير إدارة الاستثمار ومدير مشروعك. أما تامر محمد ماضي من شباب مدينة اسوان فقال إن استمرار هذا العدد من العواجيز في العمل هو كارثة بكل المقاييس, حيث يعد ذلك ضد فكر وتوجه الدولة نحو تفعيل دور الشباب, فالمطلوب هو ضخ دماء جديدة تواكب العصر الحالي, وهو الذي لن يتحقق طالما أن محافظة أسوان تتجاهل هؤلاء الشباب وتصر علي الإبقاء علي المحالين للمعاش تحت مسمي إما مستشار او مشرف, وذلك بحجة امتلاكهم للخبرات وعدم وجود صف ثان من جيل الوسط, وأشار ماضي إلي ان قرار الرئيس السيسي بشان تعيينات أعضاء البرلمان قد شمل14 شابا وشابة اي بنسبة50% من المعينين.
