بينما تواصل القوات التركية في العلن عملياتها العسكرية ضد الأكراد السنة في مدن ديار بكر وشرناق وماردين بجنوب شرقي البلاد, بإشراف14 جنرالا و26 عقيدا علي رأس قوة تقدر بعشرة آلاف مقاتل بحجة تصفية العناصر الإرهابية, في الوقت الذي تسمح فيه بمرور إرهابيي داعش إلي الأراضي السورية مع ضخ الأسلحة والمساعدات اللوجيستية لهم ومساعدتهم في الاستيلاء علي كميات هائلة من البترول السوري والعراقي بتهريبه إلي الأسواق العالمية عبر أراضيها, مع انتهاكها لسيادة الأراضي العراقية بنشر نحو150 جنديا في منطقة بعشيقة بالموصل بزعم تدريب ميليشيا عراقية للتصدي لداعش, توصلت أنقرة سرا إلي تفاهمات لتطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل لإنعاش أسواق تركيا السياحية التي تضررت كثيرا جراء مقاطعتها جراء اعتداء البحرية الإسرائيلية علي السفينة التركية مرمرة التي كانت ضمن أسطول الحرية لنقل مساعدات إنسانية إلي قطاع غزة عام2010 وقتل تسعة من الناشطين الأتراك الذين كانوا علي متنها!!. فقد أعلن مسئول إسرائيلي أن الاتفاق التركي الإسرائيلي الذي ينص علي عودة العلاقات بين البلدين وتسلم سفيري البلدين لمهام عملهما, وضعت مسودته خلال اجتماع سري عقد في سويسرا تدفع بموجبه إسرئيل لتركيا تعويضات عن ضحايا الهجوم الأتراك, لتبدأ البلدان لاحقا محادثات حول تصدير الغاز الإسرائيلي إلي تركيا. ويشمل الاتفاق أيضا إلغاء كل الإجراءات القضائية التي بدأتها تركيا ضد إسرائيل, بينما تتعهد أنقرة بمنع دخول صالح العاروري القيادي في حماس إلي أراضيها والعمل انطلاقا منها. وكشف المصدر أن اسرائيل تمثلت في اجتماع سويسرا بالرئيس الجديد لجهاز الموساد يوسي كوهين والمتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بشأن الملف التركي جوزف سيخانوفر, في حين مثل تركيا مساعد وزير خارجيتها فيريدون سينيرلي أوغلو. وأوضح المصدر أن هذه الإجراءات سيتم الشروع في تنفيذها بمجرد توقيع هذا الاتفاق, والمتوقع خلال أيام. اللافت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الاثنين الماضي عن تأييده لاستئناف العلاقات الطبيعية مع إسرائيل زاعما أن ذلك يخدم مصلحة الفلسطينيين أيضا!!. وقال: نحن وإسرائيل والفلسطينيون والمنطقة لدينا الكثير الذي نكسبه من عملية التطبيع. مضيفا: يجب أن تؤخذ في الاعتبار مصالح كل شعوب المنطقة!!. أردوغان لم يوضح في تصريحاته سبل استفادة الفلسطينيين من توقيع مثل هذا الاتفاق, كما لم يشرح الضرورة التي أجبرت بلاده علي البحث عن بديل للغاز الروسي الذي كان يشكل نصف احتياجات تركيا قبل تدهور العلاقات بين البلدين بعد تورط أنقرة في إسقاط المقاتلة الروسية فوق الأراضي السورية, وبهذا الاتفاق تكون تركيا قد استبدلت دماء ضحاياها بالغاز الإسرائيلي, وتنازلت عن موقفها المبدئي وشرطها برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة الذي ما زال محاصرا. علي الجانب الآخر يستعد قطاع الفنادق والسفر التركي لاستعادة سابق عهده الذهبي مع السياحة الإسرائيلية, ولا يري بأسا في قبول الاعتذار الإسرائيلي غير المباشر الذي قدمه السفاح نتنياهو لأنقرة قبل شهور ورفع العراقيل أمام وفود السياح الإسرائيليين الذين يعتبرون تركيا قبلتهم السياحية المفضلة, مؤملا في وصول نحو500 ألف سائح إسرائيلي خلال العام المقبل. يذكر أن الوفود السياحية الإسرائيلية لتركيا لم تتوقف تماما خلال الأزمة العارضة التي شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين, ولكنها تقلصت تدريجيا من589 ألف سائح إسرائيلي عام2007 إلي312 ألفا في2009 ثم110 آلاف في2010, و79 ألفا في2011, و84 ألفا في2012, والجدير بالذكر أيضا أن تقلص أعداد السياح الإسرائيليين لم يكن قرارا تركيا, بل كان قرارا إسرائيليا يرجع إلي مخاوف من ردود الفعل الشعبية التركية ردا علي عملية الرصاص المصبوب التي شنها جيش الاحتلال علي قطاع غزة أواخر عام.2008