في الوقت الذي يسعي فيه البعض لتشويه صورة مصر عالميا وإثارة الرعب في نفوس كل من يحاول زيارتها بعد حادث سقوط طائرة شرم الشيخ يؤكد ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي علي أنها مازالت بلد الأمان وأن الحادث لم يؤثر علي قرارهم في الحضور, وعلي رأسهم رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية بول وبستر الذي رفض كل التحذيرات وأكد سعادته بالتواجد في القاهرة, ويعد وبستر واحدا من أهم منتجي السينما العالمية, حصلت أفلامه علي ترشيحات للأوسكار, وفاز بجوائز بافتا وجولدن جلوب, ويمتد تاريخه الفني لأكثر من أربعين عاما, قام خلالها بإنتاج أكثر من100 فيلم, بعضها يعد من أكثر الأفلام البريطانية نجاحا تجاريا ونقديا مثل المريض الإنجليزي, وشكسبير عاشقا,Atonement وPride&Prejudice وTheMotorcycleDiaries. وآخر أفلامة بان يعرض حاليا في أمريكا ما هو شعورك وأنت تزور القاهرة ومهرجانها السينمائي؟ لا تعتبر هذه زيارتي الثالثة لمصر, لكنها المرة الأولي التي أحضر فيها مهرجان القاهرة, وسعيد جدا بالتواجد في القاهرة وطقسها الدافئ, ولكن مع الأسف ليس لدي الفرصة الكافية لتتجول والتمتع بها نظرا لارتباطي بعمل بأعمال لجنة التحكيم حيث لدينا برنامج مكثف جدا, نشاهد يوميا ثلاثة أفلام وجلسات مناقشة مستمرة, ونتحرك دائما في إطار دار الأوبرا والفندق فقط. وما رأيك في تنظيم الدورة37 للمهرجان؟ لم أر الكثير, لأننا كما قلت نعمل داخل لجنة التحكيم لا نري الكثير خارجها, لكني استمتعت كثيرا بحفل الافتتاح وبعرض الفيلمين المصريين الليلة الكبيرة ومن ضهر راجل والحضور الضخم من الجمهور في الفيلمين وحالة التواصل والتفاعل الرائعة بين الجمهور وصناع السينما فالأفلام لابد أن تكون بهذا الشكل وهذه الأجواء والحوار المتبادل مع الجمهور, أعتقد أن تنظيم الدورة بشكل عام جيد جدا قياسا علي ما أراه والاهتمام الذي أتلقاه أنا وباقي أعضاء لجنة التحكيم, المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي زحام الشوارع في القاهرة وهي أزمة عامة يعاني منها سكانها, ولكن من جانب آخر كنت أتمني أن يكون برنامج اللجنة يتضمن فيلمين فقط في اليوم لأن مشاهدة ثلاثة أفلام أمر صعب ومرهق جدا حيث نبدأ من العاشرة صباحا ونختتم عملنا في الحادية عشرة مساء. وكيف تتعامل مع لجنة التحكيم وهل لديكم معايير خاصة للحكم علي الأفلام؟ قال مازحا: أكيد بزعق فيهم.. فأنا ديكتاتور, لا بالطبع هذا لا يحدث, لجنة التحكيم تضم مجموعة لطيفة جدا من الأعضاء تتميز بالتنوع واختلاف الثقافات من الدول المختلفة مصر والمغرب وفرنسا, وجورجيا والهند, وأحب هذا التنوع فيهم بدرجة كبيرة, لأنهم من بلاد لا أعرف عنها إلا القليل جدا لذلك اعتبر العمل معهم تجربة تثقيفية مهمة جدا بالنسبة لي, أما فيما يتعلق بمعايير الحكم علي الأفلام اعتقد أننا جميعا لدينا معرفة جيدة بالأفلام ولدينا آراء قوية حول السينما وصناعة الأفلام وبالتالي فالحكم عليها أمر سهل, والحوار والنقاش يدور بيننا دائما وفي كل الأوقات حتي أثناء تناول الطعام. ما هو الفيلم المفضل لديك من الأفلام التي قمت بإنتاجها؟ لا يوجد فيلم مفضل, لكني فخور جدا بمجموعة من الأفلام التي قدمتها مثل مذكرات الدراجة البخارية,Atonement وكذلك فيلمان أنتجتهما في فترة التسعينيات لمخرج أحبه وهو جيمس جراي, الأوديسة الصغيرة وتاتشينج ذا فويد. كيرا نايتلي كانت البطلة الرئيسية لعدد من افلامك المهمة, لماذا؟ هذا اختيار المخرج, فالأفلام التي انتجتها لكيرا كانت جميعها مع نفس المخرج وهو جو رايت, كيرا تحب العمل معه وهو ايضا يحب العمل معها, وتجمعهما كيمياء خاصة في العمل ينتج عنها افلاما رائعة أفضل افلامها كانت معه, وهي كانت الأفضل لكل دور من الأدوار التي قامت بها بالاضافة الي أني اعتبرها ممثلة رائعة. كيف تقوم باختيار الأفلام التي تنتجها؟ أؤمن بأن المخرجين هم صناع الأفلام لذلك أعمل دائما وفقا لاختيارات المخرجين, وقد يكون الفيلم فكرتي أو فكرة المخرج أو فكرة شخص آخر, ولكن في أغلب الأحيان نلجأ للروايات ونحولها إلي أفلام, فعلي مدار12 عاما قدمت أعمالا تعتمد بشكل أساسي علي الروايات, وأنا راض تماما عنها ومعجب بها ولكن لابد ان اقول ان هناك ملايين الطرق لاختيار أفكار للأفلام. ما انطباعاتك عن السينما المصرية؟ بصراحة لا أعرف الكثير عنها, فقد شاهدت القليل جدا من الافلام الكلاسيكية القديمة وبعض أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين, لكن للأسف لا أعرف الكثير عن الأفلام المصرية المعاصرة, لذلك كنت سعيدا بمشاهدة فيلمين يمثلان نموذجين مختلفين للسينما المصرية المعاصرة في المسابقة الرسمية, كان أمرا ممتعا ومثيرا للاهتمام واطلعنا علي رؤية داخلية للمجتمع المصري وطريقة حكي القصص المصرية والتأثيرات المجتمعية المختلفة عليها. إلا أني لابد أن أعترف أني لست خبيرا وأخجل من جهلي بالسينما المصرية المعاصرة, ولكن من الصعب جدا مشاهدة مثل هذه النوعية من الأفلام في بريطانيا, فهي لا تعرض هناك, فيما عدا مهرجان وحيد للأفلام العربية, وأعتقد أنه يتبع المركز العربي الإسلامي في لندن لأن بها مجتمع إسلامي كبير, أعرف الكثير عن السينما الإيرانية فهي مألوفة جدا لي, وفي العام الماضي شاهدت فيلما وحيدا ناطقا باللغة العربية, وهو الأردني ذيب وكان فيلما جيدا, عرض بأحد المهرجانات السينمائية. هل لديك اهتمام بإنتاج فيلم لمخرج عربي؟ نعم أنا مهتم جدا بالعمل مع مخرجين عرب, خاصة المصري مروان حامد فقد شاهدت فيلمه عمارة يعقوبيان وأري أنه فيلم جيد جدا, لكني لم أشاهد فيلمه الأخير الفيل الأزرق, وللأسف لم يكن لدي أي مشاريع مع مخرجين عرب وكانت أقرب علاقة لي بالفنانين العرب من خلال مشاركة عمرو واكد بفيلم صيد السالمون في اليمن, بعد مشاركته في تجربة أداء للدور بين أعداد كبيرة من الممثلين من مصر, وباريس, وإيران, كان هو أفضلهم. لماذا أصررت علي الحضور إلي القاهرة رغم ما أشيع عن مصر بعد حادث الطائرة؟ أري أن هناك الكثير من المخاوف علي مستوي العالم, أحيانا تكون هذه المخاوف مبررة وأحيانا اخري لا ولكن علينا أن نعيش حياتنا بدون خوف بقدر المستطاع, واعتقد أنه لا يوجد اي خوف او خطورة من ركوب طائرة والحضور الي القاهرة, للإقامة في فندق رائع احصل فيه علي افضل عناية واهتمام من كل المحيطين بي, وإنما علي العكس شيء ممتع جدا, ولم اهتم ابدا بأي تحذيرات من الزملاء والأصدقاء لأنه لا يوجد اي شيء يدعو للقلق. هل ستحاول عرض فيلمك الأخير بان بالقاهرة؟ أو المشاركة في مسابقة المهرجان في الدورات المقبلة؟ أتمني أن يحدث هذا ولكني لا أعرف كيف فقد تحدثت مع شركة ورنر برزر في هذا الشأن باعتبارها الشركة المنتجة والمسئولة عن التوزيع في جميع انحاء العالم والقرار ملكها, وبالنسبة للمشاركة في المسابقة أتمني أن يحدث هذا في المستقبل.