لايخفي علي احد أن مسرح احتكار السلع الاستراتيجية التي يحتاجها كل موطن مثل السكر والشاي والدقيق واللحوم والسمن وزيوت الطعام مقصور علي مجموعة من المحتكرين لايتعدوا جميعهم اصابع اليدين. وأن هذا الأمر حدث بعد قيام ثورة1952 حيث أزاح مجموعة من الصف الثاني لما يسمي تنظيم الضباط الاحرار مجموعة المحتكرين لاسواق هذه السلع من باشوات النظام الملكي وحلوا محلهم. توارثتها ابناؤهم حتي الآن وحققوا مكاسب بالمليارات من دم هذا الشعب الغلبان. وللتاريخ أقول إن القانون يمنع هؤلاء الضباط من الدخول في دنيا المال والتجارة فأتوا باقاربهم من أهل الثقة وكونوا شركات باسمائهم كمظلة تحميهم من المساءلة. فهمت من خطاب الرئيس السيسي الأخير أنه أخرج الكارت الاحمر لهؤلاء المحتكرين وقال لهم كفي ما ابتلعتموه أنتم وآباؤكم من مليارات ودعوا ملايين المصريين الغلابة يتمتعون بالسعر العادل للسلع فهناك حقيقة اقتصادية تقول إن كل السلع ينخفض اسعارها في البورصات العالمية الا في مصر بسبب جشع هؤلاء المحتكرين وأضرب مثلا بسيطا فطن الحديد تبلغ تكلفته2500 جنيه ومع ذلك يباع بسته آلاف جنيه بعد الزيادة التي اضافها المحتكر الرئيسي بعد خطاب الرئيس وطن الاسمنت يتكلف100 جنيه يباع650 جنيه نتيجة نظام مايسمي الكارتيلا وهو تجمع رؤساء الشركات الاجنبية التي اشترت شركات الاسمنت الوطنية في فوضي ما اسمته حكومة عاطف عبيد لاسامحه الله الخصخصة يجتمع رؤساء هذه الشركات لفرض السعر الذي يرونه ثم يقومون بتحويل ارباحهم من الجنيه المصري الي الدولار ويرسلونها للشركات الام بالخارج ولدي علماء الاقتصاد ثلاثة حلول عبقرية لضرب المحتكرين لأي سلعة وهي: 1 أن يوجه رئيس البلاد انذارا للمحتكرين لطرح سلعهم باسعار عادلة فاذا رفضوا يتم مصادرة هذه السلع وبيعها للمواطنين ورد القيمه السوقيه اليهم. 2 توفر الدولة السلع المحتكرة باسعار اقل فيخسر المحتكرون ويضطرون صاغرين لبيع سلعهم باسعار مماثلة. 3 تفرض الدولة سعرا محددا لكل سلعة وفي حالة بيع أي تاجر بسعر أعلي يحول إلي محاكمة جنائيه عاجلة. اعتقد أن الرئيس السيسي بعد توجيهه الرسالة التحذيرية للمحتكرين اللي عنده سلعه يلحق يبيعها خلال هذا الشهر سيواجه جشعهم بكل قوة من خلال انتشار سريع لمنافذ توزيع يشرف عليها جهاز الخدمة الوطنية ووزارة التموين. وما أتمناه أن تتولي الدولة ممثلة في وزارة التموين استيراد السلع الاستراتيجية التي يحتاجها كل بيت وبيعها بهامش ربح بسيط لقطع الطريق علي الاسر المحتكرة لاستيراد هذه السلع منذ63 عاما. ياسادة مايفعله هؤلاء من اشعال النار في سلع يحتاجها كل مواطن يوميا في بيته يؤجج مشاعر الغضب بين الناس ويهدد السلام الاجتماعي واستقرار المجتمع ومع يقيني ان هؤلاء المحتكرين لايؤثر فيهم حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم فالمهم بالنسبه لهم هوالربح علي جثث الغلابه فأني سأذكره لعل ضميرهم يحيي. من احتكر علي المسلمين طعاما ضربه الله بالجذام والافلاس. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.. وادعو الله أن يحقق فيهم حديث من لا ينطق عن الهوي ان هو الاوحي يوحي.