غداة مغادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بلاده متوجها إلي جدة, شهدت تونس أمس تطورات سريعة ومتلاحقة لملء الفراغ الدستوري حيث أعلن المجلس الدستوري إقصاء بن علي نهائيا وعين فؤاد المبزع رئيس البرلمان رئيسا مؤقتا فيما أعلنت المعارضة توافقها مع رئيس الوزراء محمد العنوشي علي تشكيل حكومة ائتلافية. ميدانيا لقي42 شخصا مصرعهم فيما اصيب العشرات في احتراق سجن المنستير. فقد أدي فؤاد المبزع, امس اليمين الدستورية كرئيس مؤقت لتونس. وأهاب الرئيس التونسي الجديد, في بيان تلاه علي الشعب التونسي وبثه التليفزيون الرسمي في تونس, بالشعب وبسائرالقوي من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية وجميع مكونات المجتمع المدني تغليب المصلحة الوطنية ومؤازة الجيش الوطني في استباب الامن والحفاظ علي الممتلكات الخاصة والعامة واستعادة الطمأنينة في نفوس المواطنين في سائر الجهات. وناشد المبزع الجميع تهيئة الظروف الملائمة لنا جميعا للإعداد للدخول في مرحلة جديدة تحقق فيها طموحات الشعب وتطلعاته الي حياة سياسية راقية تكرس الديمقراطية والتعددية والمشاركة الفاعلة دون استثناء أو إقصاء في عملية إعادة البناء. وفي الوقت نفسه أعلن, زعيم معارض إن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي أجري معه محادثات ووافق علي اقتراح من أحزاب المعارضة من أجل تشكيل حكومة ائتلاف. وأضاف بن جعفر زعيم حزب الاتحاد من أجل الحرية والعمل لرويتر إنه تمت مناقشة فكرة تشكيل ائتلاف حاكم وإن رئيس الوزراء قبل طلب المعارضة بتشكيل حكومة ائتلاف. وأضاف أنه سيعقد اجتماع آخر اليوم بهدف إخراج البلاد من هذا الموقف وإجراء إصلاحات حقيقية وأشار إلي ان نتائج هذه المناقشات ستعلن اليوم. وارتفع إلي42 عدد قتلي حريق شب في أحد السجون بمدينة المنستيرالتونسية, بحسب التلفزيون الرسمي. وتحدثت تقارير سابقة عن سقوط31 قتيلا في الحريق الذي أسفر أيضا عن إصابة العشرات وأدي إلي فرار العديد من السجناء. كما دعا مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي امس كل الاطراف السياسية والشعب في تونس الي الالتزام بالقانون والعمل معا في وحدة واتفاق باتجاه تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي في تونس وبما يسمح للشعب التونسي باختيار قادته عبر انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة. وادان المجلس في بيان اصدره عقب اجتماع عقده امس بمقر مفوضية الاتحاد الافريقي بأديس أبابا بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين بما ادي الي وقوع خسائر في الأرواح داعيا الي عدم ادخار أي جهد لتجنب أي خسائر أخري في الارواح والممتلكات. كما دعت فرنسا امس إلي إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن في تونس وقالت إنها اتخذت خطوات لمنع أي تحركات مشبوهة للأصول التونسية في فرنسا.