سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس البرلمان التونسي يتولي الرئاسة مؤقتا ويدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية إجراء الإنتخابات الرئاسية في البلاد خلال 60يوماً
مقتل 24 سجينا حاولوا الهروب من سجن المنستير.. والجيش ينتشر للسيطرة علي الانفلات الأمني
استمرارا للتحولات السريعة والمتلاحقة في مسار الأحداث في تونس أعلن المجلس الدستوري تولي رئيس مجلس النواب وليس رئيس الوزراء رئاسة البلاد مؤقتا بعد أن أعلن عن خلو منصب رئيس الجمهورية بصفة نهائية علي أن تجري انتخابات رئاسية جديدة خلال 06 يوما وفقا للدستور. جاء ذلك بعد أن دفعت موجة احتجاجات عنيفة مستمرة منذ حوالي شهر بالرئيس السابق لمغادرة البلاد أمس الأول. ففي إعلان بثه التليفزيون الحكومي قال »فتحي عبدالناظر« رئيس المجلس الدستوري إن المجلس يعلن شغور »خلو« مجلس الرئاسة بصفة نهائية وأنه ينبغي الاحتكام إلي المادة 75 من الدستور التي تنص علي أنه ينبغي أن يشغل رئيس البرلمان منصب الرئيس مؤقتا ويدعو لانتخابات خلال فترة تتراوح بين 54 يوما و06 يوما.. وأوضح هذا الاعلان ان الاستناد إلي إلمادة 75 من الدستور جاءت بناء علي طلب من محمد الغنوشي الذي كان قد تولي صلاحيات الرئيس مؤقتا. وبناء علي هذا الاعلان يتولي رئيس مجلس النواب »فؤاد المبزع« فورا مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة ليحل بذلك أزمة دستورية كانت قد اثيرت باعلان الوزير الأول »رئيس الوزراء« محمد الغنوشي أمس الأول توليه صلاحيات الرئيس مؤقتا بناء علي الفصل 65 من الدستور الذي يترك الباب مفتوحا لعودة زين العابدين بن علي مما آثار معارضة كبيرة من جانب القانونيين الذين طعنوا في دستورية هذا الاجراء. ونص الاعلان علي انه اتضح ان الرئيس »زين العابدين علي« غادر البلاد التونسية دون أن يفوض سلطاته إلي الوزير الأول وانه لم يقدم استقالته من منصبه. كما أن المغادرة تمت في الظروف القائمة في البلاد وبعد الاعلان عن حالة الطواريء. وأضاف الاعلان ان غياب الرئيس بهذه الصورة يحول دون القيام بما تقتضيه موجبات مهامه وهو يمثل حالة عجز تام عن ممارسة وظائفه. وأعلن فؤاد المبزع في كلمة مقتضبة بعد أدائه اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد ان المصلحة العليا تقتضي تشكيل حكومة ائتلاف وطني، ووعد بالتعددية والديمقراطية واحترام الدستور. ومن جانبه، وجه رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي الدعوة للأحزاب المعارضة لمناقشة تشكيل حكومة جديدة. ومن بين الذين وجهت إليهم الدعوة »نجيب الشابي« وهو زعيم حزب معارض ومحام مفوه ينظر إليه دبلوماسيون منذ فترة طويلة علي انه اكثر الشخصيات الجديرة بالثقة في المعارضة. وقال الشابي: »هناك عملية تغيير نظام جارية.. يجب أن تفضي إلي اصلاحات عميقة«. وقال الشابي بعد محادثات مع الغنوشي أمس أن تونس ستجري انتخابات تحت إشراف دولي في غضون 6 إلي 7 أشهر.. وقال الشابي إن الغنوشي اقترح اشتراكا حزبيا في تشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون مفتوحة أمام القوي الديمقراطية. واعلنت وكالة الأنباء التونسية إلي أن المجال الجوي والمطارات مفتوحة أمام حركة الملاحة الجوية. جاءت هذه التطورات بعد ان تم استدعاء الجيش لإعادة النظام إلي المدن التونسية حيث جابت جماعات مسلحة تضاربت الأنباء حول انتماءاتها الشوارع واشعلت النيران في مبان وهاجمت الناس والممتلكات مثيرة حالة من الفزع بين الأهالي.. وبلغت أحداث العنف ذروتها بمقتل 42 سجيناً في حريق شب في سجن ببلدة المنستير أتي عليه ولاذ عشرات السجناء بالفرار. واقتحم عدد من الأشخاص منزل شقيق زوجة بن علي ونهبوا محتوياته واشعلوا فيه النيران.. وذكرت وكالة اسوشتيد برس ان محطة القطارات الرئيسية في العاصمة التونسية قد احترقت تماما. كما تم نهب المحال التجارية وشوهدت اعمدة دخان تتصاعد من أماكن متفرقة.. وتحرك اشخاص ملثمون في عصابات بعضها مسلح وسيوف بغرض بثت الرعب وعزا العديد من الشهود معظم اعمال العنف إلي ميليشيات الحزب الحاكم »التجمع الدستوري الديمقراطي« الغاضبين من مغادرة الرئيس بن علي البلاد.. وسجلت أعمال مماثلة في مدن بالشمال مثل بنزرت والوسط مثل القيروان والجنوب مثل قفصة. وقال شهود عيان في »ديندين« الواقعة علي بعد 91 كيلو مترا من العاصمة ان طائرات هليكوبتر انزلت جنودا في محاولة لاستعادة الأمن ونشر الجيش أرقاما لخطوط تليفون ساخنة كي يبلغ الناس عن أي حالات طوارئ أمنية. وقال أحد سكان منطقة التحرير العليا في تونس إنها فوضي كاملة.. عائلاتنا مرعوبة. وفي ضواحي الطبقة العمالية في تونس اصطف مئات السكان علي جانبي الشوارع حاملين قضبانا معدنية وسكاكين في محاولة لصد اللصوص.. وقد غادر بن علي 47 عاما تونس بعد شهر من حركة احتجاجات شعبية أطلق عليها التونسيون اسم ثورة »الياسمين«، وسقط خلالها عشرات من المحتجين. وكانت المملكة العربية السعودية قد اعلنت رسميا استضافة الرئيس التونسي السابق بن علي واسرته وقال بيان للديوان الملكي أن »حكومة المملكة رحبت بمقدم فخامة الرئيس بن علي وأسرته مؤكدا تقدير المملكة للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي«. وقبل وصوله إلي »جدة« سرت شائعات حول احتمال توجه بن علي إلي فرنسا أو ايطاليا أو مالطا لكن هذه الدول سارعت بالنفي. وكانت وثائق امريكية نشرها موقع وكيليكيس قد وصفت الدوائر المحيطة ب »بن علي« بأنها أشبه بالمافيا.