سلطت صحف عالمية الضوء علي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الي طهران, حيث أشارت الي ان الرئيس التركي يبدو وكأنه يتخبط سياسيا, فتارة ينتقد طهران ويتهمها بمحاولة تصدير ثورتها للعالم ويرفض مساعيها بالهيمنة علي المنطقة وتارة أخري يؤكد علي عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتأتي زيارة أردوغان وسط رفض شعبي وبرلماني إيراني, إذ طالب ما يزيد علي60 نائبا ايرانيا أردوغان بضرورة الاعتذار رسميا قبل اتمام الزيارة وذلك بسبب تصريحاته التي وصفوها بقصيرة النظر عن ايران متهمين بلاده بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة, كما طالبت طهران رسميا أردوغان بالتوقف عن تصريحاته الفظة. ويري محللون أن اردوغان يسعي الي استغلال ورقة الأكراد من أجل إنقاذ اقتصاد بلاده الذي يتهاوي نظرا لان منطقتهم تتمتع بوجود الغاز الصخري والاراضي الزراعية ذات المساحات الشاسعة وكذلك لقربهم من أسواق التصدير في الشرق الأوسط. فمن جانبها, أكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية ان الاقتصاد التركي يتهاوي ويحتاج من ينقذه خاصة بعد ان كان في اوج ازدهاره بين عامي2002 و2006 الا انه سرعان ما اصيب بالضعف والجمود بسبب ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو وضعف الاستثمارات الاجنبية وزيادة البطالة والدين العام, وهو ما ادي الي فقدان الليرة%10 من قيمتها منذ بداية العام وازداد معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي3% فقط في هذا العام. وأشارت إلي أن تركيا تسعي للاستفادة من طهران اقتصاديا خاصة بعد انتعاش اقتصادها اثر الاتفاق النووي المبدئي الذي أبرمته مع القوي الكبري, وهو ما قد يصب في صالح تركيا التي قاطعت طهران طوال ال4 سنوات الأخيرة وهي الآن تعود الي احضانها وعينها علي الاقتصاد. ومن جانبه أيضا, فقد أكد موقع المونيتور الأمريكي أن أردوغان بات يتخبط سياسيا, ويسعي الي مسك العصا من المنتصف, إذ أعلن عن زيارته لطهران عقب عودته من السعودية, وهو ما وضع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في مأزق بعد التساؤلات الكثيرة حول تغيير أردوغان لسياسة بلاده تجاه ايران. واشار الموقع الي ان اردوغان سعي طوال الفترة الماضية الي اظهار نفسه وكأنه قائد مسلم يحارب من اجل اهل السنة في مواجهة الخطر الشيعي المتزايد, الا ان زيارته لطهران تثير تساؤلات كثيرة. وبدأت الاختلافات السياسية تطفو علي السطح بين البلدين بعد الحرب السورية التي تدعم فيها طهران الرئيس السوري بشار الاسد ماديا ولوجستيا وتسليحيا في وقت تفتح فيه تركيا ابوابها للمتطرفين لعبور سوريا ونشر الفوضي, وتعمقت الازمة بين البلدين وزادت حدتها بعد عاصفة الحزم التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن والتي اعلنت تركيا استعدادها تقديم الدعم اللوجستي للعمليات. أما موقع دبليو ان دي الأمريكي فقد سلط الضوء علي حالة الجنون التي انتابت حزب العدالة والتنمية التركي بعد ان استفرد بالسلطة مؤكدا ان احد نواب حزب العدالة والتنمية قال اردوغان ليس مجرد رئيس بل يحمل كل صفات الله, تمجيدا له وسياساته.