دخل اليمن بتفجيرات أمس التي استهدفت ثلاثة مساجد تابعة لجماعة الحوثي والتي تبناها داعش مخلفة وراءها أكثر من142 قتيلا و345 جريحا في قلب الجحيم, حيث أعلن التنظيم الإرهابي دخوله علي خط المواجهات, ليتحول الصراع المحتدم علي الحكم في اليمن بين السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وبين جماعة أنصار الله الحوثي التي تسيطر علي العاصمة اليمنية صنعاء, إلي صراع مذهبي صريح بين السنة والشيعة. وهو ما أكده الرئيس هادي في تصريح مقتضب أمس أكد فيه أن الهجمات تهدف إلي جر البلاد إلي حرب طائفية. فبينما أعلنت مصادر في الرئاسة اليمنية أمس أن طائرات مجهولة أسقطت قنابل علي منطقة تضم مقر إقامة هادي في عدن من دون خسائر في الأرواح في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين علي المجمع الرئاسي بحي المعاشيق. لم يسفر الهجومان الجويان اللذان استهدفا مقر إقامة الرئيس عن إصابات بشرية وإن شكلا تحولا نوعيا في طبيعة المواجهات بين الطرفين المتصارعين, بسبب لجوء جماعة الحوثي المدعومة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي مازال يتمتع بنفوذ كبير في القوات المسلحة رغم تركه للسلطة في عام2011 عقب احتجاجات حاشدة علي حكمه, لتلك النوعية من الهجمات. وبيان داعش الموقع باسم ما يسمي المكتب الإعلامي لولاية صنعاء الذي أعلن مسئوليته عن هجمات الجمعة الدامي أمس والتي استهدفت ثلاثة مساجد شيعية يدشن المرحلة الأخطر في الصراع الدائر في اليمن, لتدويل الصراع المذهبي في هذا البلد المنكوب بين السنة والشيعة, ويسمح لكل فريق باستجلاب مقاتليه عبر الحدود, ولا يقصر الاشتباكات علي العناصر المحلية. فقد جاء في البيان ما نصه: انطلق خمسة من فرسان الشهادة ملتحفين أحزمتهم الناسفة في عملية مباركة يسر الله لها أسباب التنفيذ لينغمس أربعة منهم وسط أوكار الرافضة الحوثة في ولاية صنعاء ويفجرون مقار شركهم في بدر وحشوش. وأضاف البيان: كما انطلق خامس إلي وكر آخر لهم في صعدة حاصدين رءوس أئمة الشرك ومقطعين أوصال قرابة ثمانين حوثيا. وتوعد التنظيم جماعة أنصار الله بقوله: ليعلم الحوثة المشركون أن جنود الدولة الإسلامية لن يقر لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتي يستأصلوا شأفتهم ويقطعوا ذراع المشروع الصفوي في اليمن. بيان داعش بهذه الصيغة وضع إيران في جملة مفيدة ومنحها ذريعة قوية لتقديم المزيد من الدعم المالي والعسكري واللوجيستي للحوثيين الأمر الذي سيؤدي حتما لتأجيج الصراع الدامي بين الفرقاء السياسيين في اليمن, فضلا عن تدشين مرحلة خطيرة وغير أخلاقية باستهداف المصلين المدنيين في المساجد بالعبوات والأحزمة الناسفة, كما فتح الباب علي مصراعيه لأطراف دولية أخري للتدخل بشن غارات جوية بطائرات من دون طيار علي أهداف يمنية ستوقع ضحايا بالمئات بين المدنيين بحجة ضرب التنظيم الإرهابي الدولي. تنديد واشنطن الفوري بالهجمات الدموية يشير إلي جاهزيتها لمواصلة غاراتها التي كانت تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن, لتضيف لها داعش, لتتحول البلاد إلي ساحة حرب مفتوحة لكل الأطراف!. الأممالمتحدة من جانبها أدانت الهجمات الإرهابية بشدة ودعت جميع أطراف الأزمة إلي الوقف الفوري لأي عمل عدائي, كما دعتها إلي التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس, واحترام حل خلافاتها بشكل سلمي في إطار الوساطة التي يقوم بها الموفد الدولي جمال بن عمر, وهي دعوة لن تلقي قبولا من الطرفين ما لم تكن مصحوبة بإجراءات فعلية علي الأرض من جانب المنظمة الدولية تمنع الطرفين من مواصلة الصراع بالقوة العسكرية, وهو أمر مستبعد تماما في ضوء اكتفائها بالتنديد والشجب السلبيين منذ بداية الأزمة.