رغم وهن الجسد وانحناء الظهر, انتشر كبار السن من البسطاء في الشوارع في تحد للعاصفة الترابية وشدة البرد والرؤية الضبابية و حركة الرياح, تجدهم علي نواصي الشوارع جالسين أو ونائمين علي الأرصفة بالميادين, أعمار هؤلاء تعدت السبعين عاما يرتدون ملابس بالية بها ثقوب كثيرة, لا يريدون سوي لقمة حلال يسدون بها جوعهم, لا يسألون أحد إطعامهم ولايستجدون أحدا الغطاء, يبيعون بعزة نفس وكبرياء المناديل أو بعض قطع الحلوي. التقت الأهرام المسائي بالحاجة لطيفة قرني, سيدة بالعقد السابع من عمرها ترتدي الشال الصوف وتغمرها أتربة الطريق, ترقد علي الأسفلت بالقرب من مسجد شريبة بمنطقة مصر القديمة دون أي فرش ويرتعش جسدها بالكامل وأمامها بعض أكياس المناديل تحاول بيعها للمارة بكبرياء تام, قالت بنظرة عين مكسورة مليش حد غير ربنا عايشة لوحدي في أوضة بمرتبة قديمة وغطاء بسيط دون راديو أو بوتاجاز بأطباق وأكواب بسيطة بمنطقة أبو السعود بالقرب من الجبل اتجوزت فيها من45 سنة لرجل يكبرني ب20 عاما و كان فرانا ومات دون معاش وأنجبت بنتين إحداهما تزوجت لرجل بسيط وسافرت بني سويف ومعرفش عنها حاجة, والبنت الثانية اتجوزت رجل كبير ضرير وبتبيع عيش معاه ومبتسألش عني. وأضافت أنها مريضة وأجرت عمليات بعينها وتري بصعوبة وتحتاج لقطرات عين ب70 جنيها بالشهر وأنبولات أنسولين ب60 جنيها شهريا وتنزل لبيع المناديل علي أمل توفير ثمن علاجها وطعامها الجاهز لأنها لا تقوي علي الطبخ قائلة أسد جوعي بعلبة كشري صغيرة أو سندوتش فول مايعادل جنيهات يوميا وأيام رمضان كنت أفطر علي موائد الرحمن ومش محتاجة حاجة من حد وادعوا ربنا يصلح حال البلد و ياخد أمانته وتصعد روحي للسماء بشرف وستر. علي رصيف آخر بميدان التحرير وجدنا الحاج محمد علي الرجل السبعيني يمسح الأحذية, قال إنه سيظل يعمل بشرف لآخر يوم في عمره حتي لا يتسول طعامه هو وزوجته العجوز المريضة الراقدة في الفرش.