قبل عشرة أيام علي إجراء الاستفتاء علي مصير جنوب السودان الذي تراقبه الأقمار الصناعية جدد الرئيس عمر البشير قوله: إذا اختار الجنوبيون الانفصال سنقول لهم مبروك رافضا تحميل حزب المؤتمر الذي يتزعمه أي مسئولية عن الانفصال. واعترف بأنه قدم للجنوبيين في اتفاقية نيفاشا الموقعة عام2005 أكثر من حقوقهم حتي تكون الوحدة جاذبة.. غير أنه عاد وقال إنه في حال انفصال الجنوب فإننا سنطبق الشريعة في الشمال برغم أنفهم وبرغم أنف كل الأعداء. وأضاف: أعطينا لهم حكم الجنوب كاملا وأشركناهم في حكم الشمال والحكومة القومية ب30% كما أعطينا لهم حقهم في الثروة وأضفنا لهم. وأوضح' إن شرعيتنا في الحكم قائمة علي الشريعة, وذلك بنص اتفاقية السلام التي وافقت عليها الحركة الشعبية والمراقبون وأمريكا وأوروبا والدول العربية والافريقية التي وافقت علي تطبيق الشريعة في الشمال, وكانت باتفاق كامل وسنحافظ علي ذلك'. وكان البشير, قد شهد توقيع وثيقة صلح بين قيادات القبائل بولاية جنوب دارفور, من شأنها طي ملف الصراعات القبلية, التي عطلت مسيرة التنمية بالولاية لفترة طويلة. وتشمل الوثيقة ما لا يقل عن60 مصالحة بين قبائل الولاية المختلفة إنهاء النزاعات التي كانت أكثرها ضراوة ما بين قبيلتي الهبانية والفلاتة من جهة, والرزيقات الابالة والمسيرية بمحلية كاس من جهة أخري ووثيقة الصلح المشار إليها عبارة عن عهد تقطعه القبائل علي نفسها بألا تعود للحرب مرة أخري تعزيزا للسلام بدارفور. كما دشن البشير- خلال زيارته أمس لجنوب دارفور- بداية العمل للطريق القاري الذي يربط السودان بأفريقيا الوسطي عبر( نيالا عدالفرسان رهيد البردي وام دافوق السودانية) باعتماد مالي قدره79 مليون دولار, فضلا عن طريق الإنقاذ الغربي محور نيالا الضعين باعتماد100 مليون دولار, ووضع حجر الأساس لإنشاء المستشفي التخصصي للأمومة والطفولة. وأكد د.تاج السر محجوب الأمين العام للمجلس القومي السوداني للتخطيط الإستراتيجي أن الوحدة لن تسقط الجنوب من الخطة الخمسية حتي إذا اختار الجنوبيون الانفصال. موضحا أن جهات رسمية كثيرة تعمل علي جعل الوحدة حقيقة حتي إذا وقع الانفصال. واستعرض محجوب أولويات الدولة لعام2011, واعتبر أن أكبر تحد لهذا العام هو دفع آخر التزامات اتفاقية السلام بإجراء الاستفتاء علي حق تقرير المصير ووضع الترتيبات لما بعد الاستفتاء. وفي جوبا, ناقش النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت, مع عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية في جوبا أمس, العلاقات بين الجامعة وحكومة الجنوب, ودور الجامعة في اجراء الاستفتاء علي حق تقريرالمصيرالمقرر في9 يناير المقبل. ووصف عمرو موسي في مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع المرحلة الحالية التي يمر بها السودان بالتاريخية, مؤكدا حرص الجامعة علي مواصلة علاقاتها مع جنوب السودان. وأعلن موسي أن الترتيبات تجري حاليا لعقد مؤتمر جوبا للتنمية والاستثمار في جنوب السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء. من جهته, وصف ميارديت زيارة عمرو موسي لجوبا بالمهمة وبأنها جاءت وفاء لوعده بتقديم الدعم للجنوب, وأشاد بالدعم الذي قدمته الجامعة العربية والمتمثل في عشر عيادات طبية متحركة تم تقديمها للجنوب لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين وأعلن اتفاق شريكي نيفاشا علي ضرورة حل الخلافات بينهما عبر التفاوض وعدم اللجوء الي العنف خاصة فيما يتعلق بتعزيز الامن, وتأكيد الجانبين ضرورة اجراء الاستفتاء في موعده بصورة حرة ونزيهة وشفافة في الوقت ذاته, قال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم إن نتائج وفي الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن استضافة حكومة الجنوب أي عناصر من الحركات المسلحة في اقليم دارفور إذا انفصل الجنوب عن الشمال في الاستفتاء المقبل ستكون بمثابة حرب علي الشمال, جدد الرئيس السوداني عمر البشير ترحيبه بأي قرار يتخذه الجنوبيون مشيرا إلي أن بلاده ستساعدهم علي الاستقرار والسلام. ويعتمد برنامج المراقبة علي صور تلتقط بواسطة قمر صناعي لمناطق الصراعات والمناطق الساخنة وغيرها, علي أن يجري بثها علي الإنترنت مباشرة. وتأمل المنظمات الإنسانية أن يعمل نظام الانذار المبكر هذا علي منع وقوع حوادث وانتهاكات لحقوق الإنسان.