أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن حكومته حريصة على وحدة السودان لكنها سترحب بانفصال جنوب البلاد إن كانت تلك رغبةَ أهله, فيما وصلت ملايين بطاقات الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل إلى مدينة جوبا عاصمة الجنوب قادمة من لندن. وقال البشير, في خطاب جماهيري أمس الأربعاء,: "نريد سودانا موحدا كما وجدناه ونريد أن نسلمه موحدا للأجيال القادمة، لكننا سنقول لهم مبروك عليكم إن اختاروا الانفصال وسنعيش إخوانا وسنتعاون". وشدد على استمرار أهمية التعايش والتعاون بين جنوب السودان وشماله في كافة المجالات إذا اختار الجنوبيون الانفصال. واتهم البشير في وقت سابق قوى خارجية بتشجيع الجنوبيين على الانفصال، في حين أكد تقرير لجنة برلمانية بالسودان عرض الثلاثاء أمام المجلس الوطني أن هناك تعبئة عامة في الجنوب للترويج للانفصال في الاستفتاء. في غضون ذلك, وصلت ملايين بطاقات الاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان إلى مدينة جوبا عاصمة الجنوب قادمة من لندن. وقال مسئولون من الأممالمتحدة وشاهد عيان: إن الطائرة التي تحمل أكثر من 7.3 ملايين بطاقة اقتراع هبطت في مطار جوبا وأحاطت بها قوات الأمن. وأوضح المسئول في الأممالمتحدة دينيس كديما أن طائرة مستأجرة نقلت بطاقات الاقتراع الأربعاء من بريطانيا -حيث تمت طباعتها- إلى جوبا، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية استأجرت تلك الطائرة لتجنب تأخير الرحلات الجوية في أوروبا. وقالت المسئولة الكبيرة في الحركة الشعبية لتحرير السودان -الحزب الحاكم في الجنوب - آن إيتو : "لا يمكنك التحكم في فصل الشتاء لكن هذا ما كنا نعتقد أنه سيحدث وقد حدث، بطاقات الاقتراع ستقدم في الوقت المحدد". وأضافت إيتو "كل الشكاوى الأخرى الآن ثانوية، الشيء الرئيسي هو أن بطاقات الاقتراع هنا ويمكن المضي قدما في إجراء الاستفتاء". وأشاد مراقبو الاستفتاء من الأممالمتحدة الأربعاء بمفوضية الاستفتاء, لكنهم قالوا إنهم ما زالوا يواجهون عددا من التحديات بما في ذلك نقص التمويل والدعاوى القضائية. وقد تم تسجيل 3.2 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل، لكن طباعة أوراق الاستفتاء بدأت قبل انتهاء التسجيل، وتمت طباعة المزيد من الأوراق الإضافية لتوزيعها على المناطق النائية