جدد الرئيس السوداني عمر البشير تأكيده احترام اختيار مواطني جنوب السودان في الاستفتاء المقرر في9 يناير المقبل, وحدة كان أو انفصالا.وقال- في كلمة له في ختام فعاليات الدورة المدرسية ال22 بالخرطوم مساء أمس- إنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء سنظل حريصين علي السلام وسنبتعد عن الحرب لأن المتضرر منها هم أبناء السودان. وأردف قائلا إن نتيجة الاستفتاء إذا كانت الوحدة, فهي المرغوبة, أما إذا حدث الانفصال بعد9 يناير فإنه لن يكون نهاية التاريخ وأضاف: نريد سودانا موحدا كما ورثناه موحدا, لكن إذا كانت رغبة أهل جنوب السودان الانفصال, سنقول لهم مبروك عليكم ولكننا سنتعاون مع بعضنا في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية لان ما يجمع بين شمال السودان وجنوبه أكثر مما يفرق.وكان البشير قد التقي أمس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ د.محمد صباح السالم الصباح الذي وصل الخرطوم. وتناول اللقاء مقررات القمة العربية الاقتصادية التي كانت إنعقدت بالكويت قبل عامين ونشأ بموجبها صندوق لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالدول العربية, وتبادل الجانبان الرؤي والأفكار حول إنعقاد القمة العربية الاقتصادية القادمة بشرم الشيخ, وتطرقا الي استحقاقات اتفاقية السلام الشامل بين شريكي الحكم في السودان والاستعدادات الجارية لإستفتاء تقرير مصير الجنوب في9 يناير المقبل. في غضون ذلك, رفض د.نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني, نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب, دعوة زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي, بتكوين حكومة قومية بعد استفتاء جنوب السودان. وأكد نافع في تصريحات صحفية عدم وجود أي اتجاه لتكوين حكومة قومية, قائلا: نحن غير معنيين بخيارات المهدي وهي خيارات لنفسه ونترك له الخيار فيما يراه مناسبا. وكان الصادق المهدي قد طالب بتشكيل حكومة قومية من شمال السودان وجنوبه بعد الاستفتاء, مهددا بالانضمام الي المجموعة التي تطالب باسقاط الحكومة, أو اعتزال السياسة. وذكر مساعد البشير أن علي المهدي أن يختار أحد الخيارين الاخيرين. من جهة ثانية, اعتبر نافع مطالب الرئيس الامريكي باراك اوباما بالضغط علي الحكومة السودانية لاجراء الاستفتاء, غير مبررة, متسائلا عما فعله اوباما بشأن الذين قتلوا في أفغانستان والعراق وجنوب لبنان, اذا كان حريصا علي الاستقرار ؟. وكشفت شبكة الشروق الفضائية السودانية مساء أمس عن أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج طمأن حكومة السودان بأن الحكومات الغربية لا تري في الاستفتاء المرتقب بشأن تقرير مصير الجنوب في9 يناير المقبل, مقدمة لتقسيم السودان. ونقلت الشبكة عن مسئول بريطاني- لم تسمه- أن هيج ناقش هذا الأمر في اتصال هاتفي أجراه قبل أيام مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه. وأضاف المسئول أن بريطانيا تتوقع أن يتمخض الاستفتاء عن تأييد للانفصال, دون أن يمثل ذلك حكما مسبقا من جانبها علي نتائج الاستفتاء.