بعدما تصاعدت ازمة سرقة منبر قانيباي الرماح بين وزارتي الثقافة والأوقاف وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسئولية عن ضياع المنبر, قرر فاروق حسني وزير الثقافة امس احالة واقعة سرقة منبر مسجد قانيباي الرماح الاثري الذي يقع ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة إلي النيابة الإدارية لتحديد المسئول عن واقعة السرقة, سواء من الآثار أو الأوقاف. وقال وزير الثقافة انه بعدما قام بالاطلاع علي ملف القضية وجد انه لايمكن السكوت عن المستبب فيها تحت أي ظرف من الظروف, وان الواجب يحتم عليه نقل ملف القضة إلي النيابة العامة للتحقيق, وتحديد المستبب في ضياع هذا الاثر المهم. من جانبه, أكد الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ان المسئولية كاملة تقع علي الأوقاف مالكة المسجد, وان دور المجلس انتهي بترميمه وتسليمه للأوقاف, مشيرا إلي ان تحويل الواقعة للنيابة سوف يثبت من هي الجهة المسئولة عن السرقة, بينما قالت الأوقاف في بيان ان المسجد يتبع المجلس الأعلي للآثار ويخضع له تماما, ولم يتم فيه اقامة أي شعائر دينية منذ عامين, حيث ان مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار, كما ان المنبر المسروق كان داخل احد المخازن التابعة للمجلس الأعلي بمجموعة السلطان حسن. علي جانب آخر, اعرب عدد من المثقفين والاثريين عن تخوفهم من تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة والتي تعرض التراث النادر لمصر للسرقة والضياع وطالبوا بمحاكمة المسئول عنه, وفي هذا الاطار قال الدكتور صلاح عناني الأستاذ بكلية الفنون الجميلة ومدير قصر الغوري الاسبق ان واقعة السرقة تلك ليست الأولي من نوعها, مؤكد ان عملية حماية الآثار الإسلامية تحتاج لمزيد من الضبط والتنسيق بين الجهات المسئولة عنها سواء كان المجلس الأعلي للآثار او وزارة الأوقاف. وأضاف ان المنبر الذي تمت سرقته يعد واحدا من ابرز معالم العمارة الإسلامية واقيمت اربعة منابر في العالم, موضحا ان المشكلة الحقيقية تكمن في قلة الوعي الاثري لدي العاملين الذين تقوم وزارة الاوقاف بتعيينهم وتوليهم مسئولية الاشراف علي الآثار الإسلامية. وأكد الدكتور عبد الله العطار مستشار امين عام المجلس الأعلي للآثار ان اساليب الحماية والتأمين بالمتاحف تتفوق بكثير علي مثيلتها بالمساجد الأثرية, حيث يتوافر في الأولي العديد من كاميرات المراقبة واجهزة الإنذار والتي تحول دون تعرض آثارها للسرقة, وذلك علي عكس المساجد الاثرية التي تختفي منها مختلف أشكال الحماية والتأمين وتقتصر فقط علي الحارس الذي تقوم وزارة الأوقاف بتعيينه. في حين طالب الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة, بمحاكمة المسئولين عن تلك الواقعة مهما كانت مناصبهم, واصفا حادث السرقة بالكارثة التي كشفت عن مدي التسبب والإهمال الذي تتعرض لها الآثار الإسلامية في مصر. يذكر ان منبر قانيباي الرماح مسجل كأثر برقم136, وكان موجودا بمسجد السلطان حسن ويعود المنبر للعصر المملوكي, وهو مصنوع من الخشب الهندي, وتم تشييده علي طراز المدارس المملوكية, حيث يتألف من صحن اوسط مكشوف تحيط به أربعة ايوانات, أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة, والتي تعد من اجمل نماذج المحارب المملوكية الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة, وكان المنبر الخشبي, وهو صغير الحجم إلي جانب المحراب, يتكون من حشوات خشبية من الخشب الهندي, ومجمعة علي شكل الاطباق النجمية, وقد طعمت هذه الحشوات بالسن علي جانبي إيوان القبلة شبابيك نقشت اعتابها بزخارف دفنت في الحجر, مما يبرهن علي ان ارجاء المسجد كانت حافلة بالزخارف المترفة, وحول صحن المسجد أربعة ابواب سجل علي كل واحد منها نص إنشاء المسجد, وتؤدي هذه الأبواب إلي ملحقات المسجد, كما يوجد بالقبة ضريحان, أحدهما للأمير قاييباي مشيد المسجد.